قال رئيس الوزراء التركي، بن علي يلدريم، الثلاثاء، إن “الذين يحاولون محاسبتنا على أحداث 1915، يجب عليهم أولا أن يعودوا وينظروا إلى تاريخهم المخجل قبل محاسبتنا”.
جاء ذلك في معرض تعليقه على قرار البرلمان الهولندي الاعتراف بمزاعم تعرض أرمن الأناضول لـ “إبادة” إبان الحرب العالمية الأولى (1914- 1918)، خلال كلمة باجتماع غرفة تجارة أنقرة.
وأضاف يلدريم “الإبادة والاستعمار والمجازر جزء من تاريخكم، ويجب محاسبتكم أولا على ما اقترفتموه من أفعال قذرة في السابق، ومحاسبتكم على تجارة الرقيق”.
وأردف “يجب محاسبتكم على سنوات الاستعمار، وقتلكم لملايين البشر دون أن يرف لكم جفن، ثم تعالوا لتحاسبونا على مزاعم ملفقة”.
إعلان
والخميس الماضي، قرر البرلمان الهولندي الاعتراف بمزاعم تعرض أرمن الأناضول لـ “إبادة” إبان الحرب العالمية الأولى (1914- 1918).
وردّا على القرار، استدعت الخارجية التركية، القائم بالأعمال الهولندي لدى أنقرة إريك ويستريت، وأبلغته بمخاوف تركيا حيال القرار.
وعبر جماعات ضغط في مختلف دول العالم، يطلق الأرمن من حين لآخر دعوات لـ”تجريم” تركيا، وتحميلها مسؤولية مزاعم بتعرض أرمن الأناضول لعملية “إبادة وتهجير” على يد الدولة العثمانية.
إعلان
وتؤكد أنقرة عدم إمكانية إطلاق صفة “الإبادة الجماعية” على تلك الأحداث، وتصفها بـ “المأساة” لكلي الطرفين.
وتقول تركيا إن ما حدث كان “تهجيرًا احترازيًا” ضمن أراضي الدولة العثمانية، بسبب عمالة عصابات أرمنية للجيش الروسي.
إعلان
وتدعو تركيا إلى تناول الملف بعيدًا عن الصراعات والمصالح السياسية، وحل القضية عبر منظور “الذاكرة العادلة”، الذي يعني التخلي عن النظرة أحادية الجانب إلى التاريخ، وأن يتفهم كل طرف ما عاشه الآخر.
من جهة أخرى، قال يلدريم إن فراغ السلطة في سوريا أثار شهية البعض، الذين يرغبون بالتموضع في المنطقة قادمين من مناطق بعيدة، متخذين مجموعات إرهابية رفاق درب لهم.
وأضاف أن الولايات المتحدة تكافح الإرهاب جنبا إلى جنب مع تنظيم “ي ب ك” الامتداد السوري لمنظمة “بي كا كا” الإرهابية.
وأردف “يزعمون أنهم يكافحون تنظيم داعش، تشاهدونهم وهم يفتحون الطريق أمام داعش لخروج الإرهابيين من مدينة الرقة إلى مكان أخر تحت حمايتهم”.
وأشار إلى أن منظمة “بي كا كا” الإرهابية غيرت اسمها وتموضعت في منطقة عفرين شمال غربي سوريا.
ولفت إلى أن هناك من أرشد المنظمة للعمل على تأسيس دولة إرهابية على طول الحدود التركية، مضيفا أن الهدف من هذا المشروع الضخم هو ازعاج وإلهاء تركيا، وتبديد طاقاتها.
وشدد أن الدولة التركية تعمل من جهة على إفشال هذا المشروع ومن جهة أخرى على نقل البلاد إلى المستقبل.
ومنذ 20 يناير/ كانون الثاني المنصرم، يواصل الجيش التركي عملية “غصن الزيتون” ضد المواقع العسكرية لتنظيمي “ي ب ك/بي كا كا” و”داعش” الإرهابيين في عفرين، مع اتخاذ التدابير اللازمة لتجنيب المدنيين أية أضرار.
المصدر : https://arab-turkey.net/?p=44485