على مائدة الإفطار الرمضانية السورية لا بد من حضور أطباق رئيسية وعصائر محددة، من بينها الفتوش والفتة والمعروك، ومشروبات التمر الهندي والسوس وقمر الدين.
وفي تركيا التي يعيش فيها نحو 3 ملايين لاجئ سوري، تواصل ربات البيوت صنع بعض هذه الأطباق وتسوق بعضها الآخر في الشهر المبارك، مستفيدات من توفر البضائع السورية بالأسواق التركية بكثرة.
ربة المنزل السورية صفاء العلي، أم لأربعة أطفال، تشير إلى توفر كل السلع التي اعتادت على شرائها في كل رمضان في الأسواق التركية، من المعروك إلى العصائر الرمضانية والسلع الأخرى المرتبطة بالعادات والتقاليد السورية.
وتصف العلي، التي تقيم في مدينة غازي عنتاب، ذلك بـ “الأمر الجيد”، وتقول لـ “القدس العربي”: “إن تمكننا من تحضير الأطباق الرمضانية المعتادة، يخفف من وطأة الغربة التي نعيشها، ويجعل من أجواء رمضان مناسبة لأن نروّح عن أنفسنا”.
من جهتها، تشير أسماء الأحمد – معلمة مدرسة – في حديثها لـ «القدس العربي»، إلى أنها تحرص على تسوّق حاجيات رمضان التي تحمل الماركات والمواصفات نفسها التي كانت تستهلكها في سوريا قبل اندلاع الثورة، لأن ذلك يمنحها شعوراً بأنها لا زالت تعيش كما أن شيئاً لم يتغير، على حد تعبيرها.
وتضيف الأحمد: كل ما نطلبه موجود هنا، لكن بسعر أعلى مما كان عليه في سوريا، وتستدرك «لكن ليس بمقدرونا التخلي عن المأكولات التي لها نكهات خاصة نعشقها ونحبها».
ولا تستطيع الأحمد تخيل مائدة رمضان بدون المعروك، وتقول: «أشتريه الآن من محل المعجنات الذي أعرفه في السابق بعد أن انتقل من حلب إلى مدينة غازي عنتاب».
والمعروك هو نوع من المعجنات المحلاة، التي تحشى بالتمور والشوكولا والأجبان وجوز الهند والزبيب والفواكه المجففة، وغيرها من النكهات، والتي يزداد الطلب عليها في رمضان.
وتمتاز البضائع السورية عن التركية برخص ثمنها وجودتها في آن، ومع بداية تدفق اللاجئين السوريين إلى الأراضي التركية، كانت البضائع السورية تدخل الأراضي التركية بكميات قليلة وبطرق غير شرعية، لكن ومع طول مدة الثورة، انتقلت الكثير من الورشات والمعامل السورية إلى المدن التركية، وباشرت بعملية الإنتاج، مستهدفة الزبائن السوريين في الأراضي التركية، والداخل السوري أيضاً.
وعكس ما كان عليه الأمر، ترى الصحافية السورية نسرين أنابلي المقيمة في الجنوب التركي، أن البضائع السورية المتوفرة في الأسواق التركية، لم تعد بجودتها السابقة، وتلفت إلى أن الكثير من المنتجين يستخدمون أسماء ماركات محببة ومعروفة لدى السوريين، بغرض جذبهم.
وتوضح لـ «القدس العربي» قائلة: «صحيح أن المواد الرمضانية السورية موجودة لكنها ليست بنكهة أيام زمان»، وتستدرك «لكن يبقى وجودها أمراً إيجابياً». وكذلك تشير إلى ارتفاع أسعار اللحوم الحمراء في الأسواق التركية، المادة التي يقبل السوريون على تناولها بكثرة في شهر رمضان، وتلفت إلى الاستعاضة عنها باللحوم البيضاء «الفروج – ديك هندي» بسبب أسعارها المتهاودة مقارنة بالحمراء.
وتضيف أنابلي «بسبب الضائقة الاقتصادية فإن غالبية السوريين يفضلون تناول اللحوم البيضاء، على الاستغناء عن اللحوم بالمطلق». وحسب أرقام شبه رسمية، يصل عدد السوريين في تركيا إلى زهاء الـ3 ملايين لاجئ، ويتوزعون على كل المدن التركية، وتستقطب مدن الجنوب التركي النسبة الأكبر منهم.
المصدر : https://arab-turkey.net/?p=17153