بعدما كانت تتربع قبل سنوات على عرش ملكات جمال الخيول في الغوطة، تخوض “كارين” اليوم معركة مصيرية من أجل البقاء على قيد الحياة.
“كارين” تأثرت كثيراً بالحرب في سوريا وتحظى الآن بعناية خاصة أملاً في إنقاذها من الانقراض.
قبل بداية الحرب في سوريا، كانت الفرس “كارين” فخر مربي الخيول في الغوطة، لكن حالياً تُعد هذه الفرس العربية ذات اللون الرمادي والأبيض مجرد ظل لنفسها (هزيلة وضعيفة).
وتشهد “كارين” على المعاناة، التي عاشتها الخيول النادرة في الحرب السورية، فما يقرب من ثلث (8500) من الخيول، التي كانت مسجلة قبل الحرب بسوريا في المنظمة العالمية للخيول العربية، تعرضت للاختفاء أو الموت. أما الخيول الناجية فإنها اليوم تعاني من صدمة شديدة.
إعلان
ويقول الطبيب البيطري أحمد شريدة إن “كارين” كانت ملكة جمال الخيول في الغوطة، وأضاف:”أعرفها جيداً فأنا، الذي أخرجتها من بطن أمها”.
وكانت “كارين” بمزرعة في مدينة دوما السورية، بيد أنها اختفت عن الأنظار سنة 2012.
وقبل حوالي شهرين، عثر أحمد شريدة على الفرس “كارين”، التي تبلغ من العمر11 عاماً، وأعادها إلى مزرعة “الديماس” قرب دمشق.
إعلان
ويقول الطبيب البيطري “لقد كنت مصدوما عندما رأيتها للمرة الأولى بعد سبع سنوات”، وأردف: “لقد كانت مجرد عظام وجلد ولا تستطيع الوقوف على قدميها”.
وتشتهر الخيول العربية بجمالها وقدرتها على التحمل، إذ تعد من أجود وأقدم الخيول في العالم.
إعلان
ومنذ قرون، يقوم البدو بتربية الخيول في شمال سوريا.
ورغم الحرب، تم تنظيم العديد من مسابقات الجمال الخاصة بالخيول في السنة الماضية.
وتأثرت الخيول بالوضع في سوريا، ويقول الطبيب البيطري شريدة “جميع الخيول، التي عثرنا عليها في الغوطة هزيلة ومريضة”.
وعانت هذه الخيول على مدى سنوات من نقص الطعام واللقاحات والفحوص الطبية الضرورية.
وتنتمي الفرس “كارين” إلى سلالة الهدباء النادرة من الخيول العربية، فقد عانت هذا السلالة أثناء الحرب في سوريا، وهي مهددة اليوم بالانقراض بشكل كبير.
وقال محمد غياث الشايب، مدير مكتب الخيول العربية إن هذه السلالة كانت مهددة بالانقراض قبل الحرب، وأضاف: ” آنذاك لم يكن هناك سوى بضعة خيول.
أما اليوم فلم يبقى سوى كارين”.
وتحظى الفرس “كارين” في هذه الأثناء بعناية خاصة، إذ يريد الأطباء زراعة أجنة، وذلك على أمل أن تنجب هذه الفرس مولودا أنثى، ويتم إنقاذها بالتالي من خطر الانقراض.
ويشير محمد غياث الشايب إلى أن الخيول السورية عانت كثيراً ومنها من تعرض للاختطاف، التشريد والقتل، وأردف نفس المتحدث أن البعض من هذه الخيول تم بيعه بطريقة غير شرعية في الخارج “إنها ثروات لا تقدر بثمن مثل التحف الأثرية”، على حد وصف محمد غياث الشايب.
المصدر : https://arab-turkey.net/?p=91256