تركيا بالعربي
مسؤول تركي يكشف أسباب الهج>مة الروسية على إدلب
قال تقرير لموقع ميدل إيست آي، إن المسؤولين الأتراك يسعون بشكل محموم لإقناع روسيا، حليفة النظام، بإيقاف الحملة العسكرية التي تستهدف آخر معاقل الثوار في سوريا، ولكن بدون جدوى.
وبحسب أحد المسؤولين الأتراك، فإن أنقرة تشعر وكأن علاقتها بموسكو بدأت بالتحلل، وإن وقف إطلاق النار أصبح خارج متناول اليد.
وقالت مصادر في الفصائل إن تركيا، ونتيجة للحملة العسكرية الأخيرة، قامت بدعمهم بشحنات من الأس>لحة الثقيلة، وحثتهم على التحرك في أهم الجبهات لمنع قوات النظام من إحراز أي تقدم باتجاه إدلب.
وكان من المفترض أن تضغط روسيا على النظام للحفاظ على وقف إطلاق النار الذي توصل له اتفاق سوتشي؛ بدلاً من ذلك قامت روسيا بمساعدة النظام بالعملية العسكرية التي أدت إلى مقتل عشرات المدنيين ونزوح ما لا يقل عن 30,0000 من السكان.
وقال المسؤولون الأتراك، إن موسكو تستخدم “هيئة تحرير الشام” كذريعة من أجل الهجوم على إدلب، وتبرر موقفها بفشل تركيا بإخراج الجماعات المرتبط بـ”الهيئة” من المنطقة منزوعة السلاح.
أحد المسؤولين تحدث شريطة عدم الكشف عن اسمه، قال “تعتقد روسيا إن نقاط المراقبة التركية منحت المعارضة المسلحة شعوراً بالأمان، مما أدى إلى تقويتهم”.
الحصول على اليد العليا في أستانا
وتحاول روسيا، بحسب ما صرح المسؤول، الضغط على تركيا لإجبارها على تقديم تنازلات في المحادثات السياسية التي تخص مستقبل سوريا والتي تعقد بشكل متقطع في العاصمة الكازاخستانية أستانا.
وأضاف “يعلمون أن اللاجئين يمثلون خاصرتنا الرخوة. لا نرغب برؤية خسائر في الأرواح، وبالطبع لا يمكننا تحمل أزمة جديدة للاجئين. مع ذلك ما زلنا على تواصل عبر قنواتنا المنتظمة مع روسيا لمناقشة السياسات المستمرة”.
ويقول صناع القرار في أنقرة، إن موسكو تدفع باتجاه عمل عسكري ما، بهدف الحصول على اليد العليا في المفاوضات، حيث تتم مناقشة دستور سوري جديد.
ووفقاً للمسؤول التركي، فإن “النظام في حالة سيئة للغاية، سواء من الناحية العسكرية والاقتصادية.. وهم يخشون من فقدان الفرصة السياسية”.
وبينما يرى العديد من المراقبين، أن الضغط الروسي في شمال سوريا يقع ضمن استراتيجية أكبر ترغم تركيا على عدم التراجع عن شراء منظومة “إس-400″، بسبب الضغوط الممارسة من حلف الناتو، ينفي المسؤولون الأتراك هذه الفكرة.
وقال المسؤول التركي “لا ترتبط صفقة إس – 400 بهذا الملف على الإطلاق.. ويدعي البعض أن الموضوع يتعلق بتقدم تركي في تل رفعت وهذا أيضاً اعتقاد خاطئ”.
غموض يشوب مستقبل إدلب
مصدر في الفصائل المقربة من تركيا قال: “بدون السيطرة على إدلب، سيكون من شبه المستحيل تأمين عفرين الخاضعة لسيطرة تركيا والجيوب الأخرى المتواجدة على طول الحدود”.
وتغيب الولايات المتحدة عن المشهد باستثناء بيان من وزارة الخارجية عبرت فيه عن قلقها من الغارات الجوية المستمرة التي يشنها النظام وروسيا في شمال غرب سوريا. ودعت إلى إنهاء العنف.
وقالت رويترز نقلاً عن مصدر في الاستخبارات الغربية، إن تركيا زودت الفصائل بصواريخ مضادة للدبابات؛ بينما نفى المسؤولون الأتراك والفصائل ذلك.
وقال المسؤول التركي “إن الأمريكيون أعادوا كل شيء إلى الولايات المتحدة، ولم يتركوا شيئاً وراءهم. وإن صواريخ التاو المستخدمة تم توزيعها من عدة سنوات”.
من جهته، قال مصدر في المعارضة السورية، إن روسيا لن ترضى بوقف لإطلاق النار إلى أن يتم توقيع اتفاق يقضي بتواجد عسكري لها في جنوب إدلب؛ أما الحل الآخر “اتفاق بين روسيا وتركيا على إنشاء منطقة إنسانية بالقرب من الحدود”.
مع ذلك يرى العديد من المراقبين أنه من المبكر جداً معرفة ما سيحدث لإدلب.
أورينت نت – ترجمة: جلال خياط
المصدر : https://arab-turkey.net/?p=102280