فر أحمد مصطفى من شمال سوريا إلى تركيا قبل أربعة أشهر ليصاب بجرح شديد في يده خلال الرحلة.
لكن في الوقت الذي تساعده فيه الرعاية الصحية المجانية التي يحصل عليها كلاجئ على التعافي بدأ مصطفى وكثيرون من نحو ثلاثة ملايين مهاجر سوري فروا إلى تركيا يفقدون الأمل تدريجيا في بلدهم الذي يمزقه الحرب.
وقال مصطفى الذي لا تزال يده اليمنى موضوعة في حامل “ليس لدينا أمل في سوريا في هذه المرحلة. روسيا وإيران والولايات المتحدة تضربنا جميعا من جوانب مختلفة.”
وأضاف متحدثا عبر مترجم “أملنا هو أن يغير الله الأحوال.”
ومصطفى ضمن من تقول أنقرة إنها أكبر مجموعة للاجئين في العالم، والذي يكسب كثير منهم قوت يومه بشق الأنفس في أماكن مثل ريحانلي، وهي بلدة حدودية بإقليم خطاي بجنوب تركيا تعج باللاجئين السوريين وحيث تكتب بعض اللافتات على نوافذ المتاجر باللغتين العربية والتركية.
كما أقامت أنقرة مخيمات للاجئين على الجانب السوري من الحدود ويقدر الهلال الأحمر التركي أنه يقدم المعونة لنحو خمسة ملايين شخص داخل سوريا.
لكن في الوقت الذي ربما أثارت ضربة صاروخية أمريكية ضد قاعدة جوية حكومية هذا الأسبوع بعض التفاؤل من أن واشنطن قد تصعد الضغط على الرئيس بشار الأسد فلا أحد في ريحانلي يتوقع أن يتمكن من العودة إلى وطنه قريبا.
وقال سائق شاحنة سابق من منطقة حول محافظة إدلب التي تسيطر عليها المعارضة يدعى إسماعيل دودي “إنهم يضربوننا من الجو ويقتلون المدنيين في المدن.
“ليس لدينا بنادق. بل إننا لا نعرف من يقصفنا..نتعرض للقصف فحسب. وحتى الحيوانات تعامل بأهمية أكبر من الشعب السوري.”
وأطلقت الولايات المتحدة صواريخ على قاعدة جوية سورية يوم الجمعة ردا على هجوم كيماوي أودى بحياة 87 شخصا بينهم أطفال في محافظة إدلب في شمال غرب البلاد.
وتنحي كل من واشنطن وأنقرة باللائمة على الحكومة السورية في الهجوم بالغاز السام لكن دمشق تنفي مسؤوليتها.
وأودت الحرب الأهلية المستمرة منذ ست سنوات بحياة ما يقدر بنصف مليون شخص ووضعت معايير جديدة للوحشية في التعامل مع المدنيين وشردت نصف سكان سوريا في أكبر أزمة لجوء في العالم.
عمالة موسمية
في تركيا، حيث توفر أنقرة للمهاجرين بعض الدعم، يعمل كثير من اللاجئين كعمال موسميين في مزارع للبقاء على قيد الحياة.
وقال محمد حمادي “أدفع إيجارا منذ ست سنوات ويذهب كل ما أكسبه لتسديده” مضيفا أنه يقضي الكثير من وقته في العمل مع منظمة إغاثة لمساعدة المهاجرين الذين هم في وضع أسوأ حتى من وضعه.
ويحظى الرئيس التركي رجب طيب إردوغان، وهو واحد من أشد منتقدي الأسد منذ فترة طويلة، بشعبية كبيرة بين المهاجرين في خطاي الذين يقولون إنه فتح الحدود التركية لهم في وقت لم يفعل فيه زعماء عرب ذلك. ويطالب إردوغان الغرب بضرورة فعل المزيد لمساعدة تركيا في تحمل العبء الإنساني.
ويصوت الأتراك في 16 أبريل نيسان في استفتاء على تغيير الدستور ومنح الرئاسة صلاحيات واسعة. وعلى الرغم من أنهم لن يتمكنوا من التصويت يأمل بعض المهاجرين السوريين بأن يحصل إردوغان على مزيد من الصلاحيات.
وقال جاسيل العواد الذي يكسب نحو 30 ليرة (ثمانية دولارات) يوميا من العمل في الحقول وتذهب كلها تقريبا لدفع الإيجار “بالطبع نريد إردوغان أن يصبح أقوى إذ ربما يستطيع ساعتها أن يساعدنا أكثر. ربما يكون بمقدوره حينها بناء منازل لنا هنا.
“ندعو الله فحسب أن نستطيع العودة في أسرع وقت ممكن. هذا مبعث القلق الوحيد للسوريين في تركيا.”
المصدر: كلنا شركاء
المصدر : https://arab-turkey.net/?p=10335