على طريق منافسة إسبانيا التي تجني مبلغ 35 مليار دولار سنوياً من منتجات النباتات الطبية والعطرية، تعتزم تركيا إنشاء “وادي النباتات العطرية والطبية” في ولاية تشوروم شمالي البلاد.
وتشرف مديرية تنظيم المرافق العامة في المدينة، بدعم من وكالة تنمية وسط البحر الأسود، على تنفيذ المشروع الذي تصل كلفته الإجمالية 9 ملايين دولار.
ومن المقرر أن يتم في المرحلة الأولى للمشروع تخصيص مساحة 300 دونم في منطقة “دودورغا” التي يعيش فيها قرابة 6 آلاف شخص، لإنتاج النباتات الطبية والعطرية.
وفي تصريح لمراسلنا، قال والي تشوروم، نجم الدين قليج، إنّ ولايته ستكون مركزاً لإنتاج النباتات الطبية والعطرية، بعد انتهاء تنفيذ المشروع ودخوله حيّز الإنتاج.
وأشار قليج إلى أن الظروف المناخية والجوية في تركيا تساعد بشكل كبير على إنتاج النباتات الطبية والعطرية، لافتاً إلى تعاظم الطلب على هذه النباتات، لا سيما مع انتشار الأدوية المستخدمة في الطب البديل والتي تعتمد بالدرجة الأولى في صناعتها على تلك النباتات.
وأكّد قليج أنّ ولاية تشوروم من أنسب الولايات التركية لاحتضان مثل هذا المشروع المهم، على اعتبار أنّ مناخها وهواءها يناسبان إنتاج النباتات الطبية والعطرية.
وأفاد قائلاً “عندما تراجع الأرشيف العثماني، تجد نوعاً من النبات اسمه كبره، كان ينبت في منطقة دودورغا، وكان السلاطين يستخدمونه في قصورهم ومنازلهم بغرض صناعة الخل”.
وتابع “يطلق على هذه النبتة في يومنا الحالي اسم كاباري، وإسبانيا تجني من تصدير هذه النبتة سنويا قرابة 10 مليار دولار، مع العلم أنّ منشأ تلك النبة هي منطقة الأناضول (تركية)، ولأنها نبتة طبية فإنّ استهلاكها كثير جداً سواء في أوروبا أو في العالم بأسره”.
وأشار الوالي إلى أنّ النباتات العطرية والطبية في منطقة دودورغا، تعادل 10 أضعاف إنتاج المناطق الأخرى، مشيراً أنّ أهمية هذه النباتات تزداد مع انتشار الأدوية المستخدمة في الطب البديل.
ولفت إلى أن 60 بالمائة من الأدوية التي يصفها الأطباء في ألمانيا لمرضاهم، تعتمد على الأعشاب الطبية والعطرية.
من جانبه قال أركان أرميش، مدير الثروة الحيوانية والنباتية في الولاية التركية، إنّ النباتات الطبية والعطرية تمتلك سوقاً واسعاً حول العالم تصل قيمتها الإجمالية إلى 110 مليارات دولار.
وأضاف أرميش أنّ حصة تركيا من هذا السوق، تعادل 2.5 مليار دولار، رغم وجود أنواع عديدة من النباتات الطبية في تركيا.
وتابع أرميش قائلاً “يوجد قرابة 300 نوع من النباتات الطبية والعطرية حول العالم، ومعظم تلك الأنواع موجودة في تركيا”.
واستدرك قائلاً “إلّا أننا لا نستحوذ سوى على 2.5 مليار دولار من هذا السوق الضخم، فالأسبان يصدّرون سنوياً منتجات مصنوعة بالاعتماد على هذه النباتات بمبلغ 35 مليار دولار، رغم أنهم لا يمتلكون سوى نصف النباتات الموجودة في بلادنا”.
وأكّد أنّهم في الولاية، يهدفون من خلال مشروع وادي النباتات الطبية والعطرية في تشوروم إلى زيادة حصة تركيا في هذا السوق.
المصدر:الأناضول
المصدر : https://arab-turkey.net/?p=19851