قال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، إن “على قادة الدول الغربية الاختيار بين الظفر مجددا باحترام الشعب التركي أو مواصلة الوقوف إلى جانب الإرهابيين”.
جاء ذلك في مقال كتبه الرئيس التركي لصحيفة الـ “غارديان” البريطانية اليوم السبت، بمناسبة الذكرى السنوية الأولى لمحاولة الانقلاب الفاشلة في بلاده.
وشدد أردوغان في مقاله على أنه “ليس هناك أي مبرر لخيانة صداقة تركيا بشكل لا يليق بالقيم الأساسية وبعلاقاتها الثنائية مع الدول الغربية”.
وأكد أن الشعب التركي دافع بكل أطيافه عن الديمقراطية ضد الانقلابيين الذين استهدفوا الدستور وأطلقوا النار على المدنيين الأبرياء وقصفوا البرلمان.
وقال إن شعبه منع مجموعة مسلحة من تقويض ديمقراطيته وحريته ونمط حياته بالانقلاب الذي استشهد بسببه 250 شخصا وأصيب 2193 آخرون.
وأشار أردوغان إلى أهمية تسليم زعيم الكيان الموازي “فتح الله غولن” ومؤيديه إلى العدالة، بالنسبة لتركيا ولجميع الديمقراطيات حول العالم.
وأوضح أن حزب العدالة والتنمية قام منذ توليه السلطة بالعديد من الإصلاحات لتعزيز قوة المسؤولين المنتخبين ضد المجموعات المتغلغلة داخل الجيش.
ووصف إفشال المحاولة الانقلابية بأنه “نقطة تحول في تاريخ الديمقراطيات”، مؤكدا أن هذه الواقعة ستكون مصدر إلهام للشعوب المحبة للحرية بالعالم.
واستدرك بالقول: “إلا أن حلفاء تركيا وخاصة أصدقاءها في الغرب، فشلوا في احترام هذه الأحداث بما فيه الكفاية، وقد اتبعت بعض الحكومات والمؤسسات الغربية استراتيجية “انتظر وشاهد” بدلا من التضامن مع مواطنينا الذين قاوموا الانقلاب”.
وشدد الرئيس التركي على أن “النفاق وازدواجية المعايير التي انتهجتها تلك الحكومات والمؤسسات الغربية (بعيد المحاولة الانقلابية)، أثارت انزعاجا شديدا لدى شعبه الذي ضحى بكل ما لديه من أجل الحرية”.
وقال إن انتقاد الإجراءات التي تتخذها تركيا بحق عناصر منظمة “فتح الله غولن” الإرهابية في المؤسسات الحكومية، يضع إشارات استفهام حول الدعم الذي تقدمه الدول الغربية للديمقراطية والأمن في تركيا.
وأشار إلى حصول قيادات المنظمة الإرهابية على حق اللجوء في بعض الدول الغربية التي تقول إنها حليفة وصديقة لتركيا، مشددا على أن قادة تلك الدول مجبرون على الاختيار بين استعادة احترام الشعب التركي أو الوقوف إلى جانب الإرهابيين (في إشارة لعناصر الكيان الموازي)”.
وشهدت العاصمة أنقرة ومدينة إسطنبول منتصف يوليو / تموز 2016 محاولة انقلاب فاشلة نفذتها عناصر محدودة من الجيش تتبع منظمة “فتح الله غولن” الإرهابية، حاولت خلالها السيطرة على مفاصل الدولة ومؤسساتها الأمنية والإعلامية.
وقوبلت المحاولة الانقلابية باحتجاجات شعبية عارمة في معظم المدن والولايات التركية، إذ توجه المواطنون بحشود غفيرة تجاه البرلمان ورئاسة الأركان بالعاصمة، والمطار الدولي بمدينة إسطنبول، ومديريات الأمن في عدد من المدن، ما أجبر آليات عسكرية كانت تنتشر حولها على الانسحاب، وأسهم بشكل كبير في إفشال المخطط الانقلابي.
جدير بالذكر أن عناصر منظمة “فتح الله غولن” قاموا منذ أعوام طويلة بالتغلغل في أجهزة الدولة، لا سيما في الشرطة والقضاء والجيش والمؤسسات التعليمية بهدف السيطرة على مفاصل الدولة، الأمر الذي برز بشكل واضح من خلال المحاولة الانقلابية الفاشلة.
ويقيم غولن في الولايات المتحدة منذ 1999، وتطالب تركيا بتسليمه لها من أجل المثول أمام العدالة.
المصدر : https://arab-turkey.net/?p=20335