عرض الجزء العاشر من مسلسل وادي الذئاب التركي الشهير، عمليات الاستغلال و النصب و سرقة الأعضاء التي يتعرض لها اللاجئون و المهاجرون السوريون في تركيا، و الذين يرغبون بعبور بحر إيجة إلى اليونان كخطوة أولى لقصد الدول الأوروبية.
و لطالما شهدت مواقع التواصل الاجتماعي، و مجموعات اللاجئين و المهاجرين السوريين الحديث عن عمليات قتل و سرقة أعضاء و نهب و احتيال كان ضحيتها المهاجرون الراغبون بالوصول إلى البلاد الأوروبية لبدء حياة جديدة بعيدًا عن إجرام الأسد في سوريا.
و تروي حلقات الجزء العاشر كيف يقوم تجار البشر بالاحتيال على المهاجرين، حيث صورت الحلقة السادسة مشهدًا يقوم به أولئك بإطلاق النار بشكل متعمد على قارب مطاطي (بلم” يقل مهاجرين سوريين في عرض البحر، ثم توجه قارب تابع لهم و تظاهروا بإنقاذ أولئك المهاجرين.
و يظهر هذا المشهد كيف قام تجار البشر بجمع المهاجرين (الذين ادعوا إنقاذهم) في مخيم صغير، ثم قاموا بسرقة أعضائهم تباعًا، و قتل بعضهم الآخر، قبل أن يصل “بولات علم دار” بطل المسلسل، و ينقذهم.
و تعرض الحلقات اللاحقة من المسلسل الذي حصل على مشاهدات عالية جدًا في الدول العربية لقاء أحد الشبان السوريين ببولات علم دار، و التحاقه به بهدف قتل أحد تجار البشر الذين تمكن علم دار من القبض عليهم، و قد تمكن الشاب السوري من قتله و الانتقام لعائلته التي قتلها سابقًا.
كما يصور أحد المشاهد كيف يزود أولئك التجار المهاجرين بسترات نجاة غير حقيقة، محشوة بنوع رديء من الفلين الذي لا يقاوم الغرق.
هذه المشاهد و غيرها يجمع السوريون على أنها حصلت، إلا أنّ أعين الإعلام كانت غائبة عن الجزء الأكبر منها، و خصوصًا فيما يتعلق بتجارة الأعضاء، كونها تتم على درجة عالية من السرية و الحرفية.
و لطالما تحدث السوريون عن تعرضهم للنصب و السرقة من قبل “المهربين”، الذين يتقاضون مبالغ تبلغ وسطيًا ألف دولار أمريكي للشخص الواحد، مقابل تأمين القارب المطاطي الذي ينقل نحو 40 شخصًا من السواحل التركية إلى اليونانية، و بشكل غير قانوني بطبيعة الحال.
و قضى الآلاف من المهاجرين – معظمهم من السوريين- غرقًا في بحر إيجة بسبب انقلاب تلك القوارب غير الآمنة من جهة، و رداءة ستر النجاة من جهة أخرى، و تحول الطفل “إيلان” إلى أيقونة “مأساة الهجرة” بعد العثور على جثته على أحد السواحل التركية.
و في كانون الثاني/يناير 2015 وقع أكثر من 700 سوري ضحية عملية نصب كبيرة، بعد أن دفع كل واحد منهم مبلغ 1200 دولار أمريكي، لشبكة مهربين قالت إنها ستؤمن لهم رحلة إلى اليونان عبر ناقلة مواشٍ بحرية، ليكتشف المهاجرون بعد انتظار يومين في السواحل التركية أنه لا وجود لمثل هكذا ناقلة، فخسروا الأموال التي دفعوها، و أيضًا الموبايلات و الحواسيب الشخصية التي تركوها “أمانة” لدى المهربين.
و لم تتحدث تقارير إعلامية مسؤولة و مهنية عن عمليات النصب و سرقة الأعضاء التي راح ضحيتها مئات المهاجرين السوريين في تركيا و اليونان تحديدًا، و هو ما يجعلها غامضة، كما لم تصدر أية تقارير حكومية تركية أو يونانية أو أممية تتحدث عن هذه المأساة الكبيرة.
المصدر : https://arab-turkey.net/?p=20756