قال رئيس الوزراء التركي بن علي يلدريم، اليوم الخميس، إن موقف الولايات المتحدة الأمريكية من عملية “درع الفرات” ومكافحة تنظيم “داعش” الإرهابي، “بدأ يأخذ منحا إيجابيا في الآونة الأخيرة”.
جاء ذلك في تصريحات صحفية، أدلى بها رئيس الحكومة، في مقر البرلمان، بالعاصمة أنقرة، على هامش اجتماعات المرحلة الثانية من مناقشة التعديل الدستوري.
وعملية “درع الفرات”، أطلقتها وحدات من القوات الخاصة التركية، في 24 أغسطس/آب 2016، بالتنسيق مع القوات الجوية للتحالف الدولي، لدعم قوات “الجيش السوري الحر”، في مدينة جرابلس، شمالي سوريا.
وأضاف يلدريم “واشنطن تريد التعاون معنا فيما يخص دعم المبادرة (عملية وقف إطلاق النار في سوريا) التي تم اتخاذها من قبل تركيا وروسيا، ودور إيران النسبي (أواخر ديسمبر/كانون أول الماضي)”.
واعتباراً من 30 ديسمبر الماضي (2016)، دخل اتفاق وقف إطلاق النار في سوريا حيّز التنفيذ، بعد موافقة النظام السوري والمعارضة عليه، بفضل تفاهمات تركية روسية، وبضمان أنقرة وموسكو؛ وذلك تمهيداً لمحادثات أستانة.
وشدد رئيس الوزراء التركي، على ضرورة إيقاف الولايات المتحدة تعاونها مع تنظيم ب ي د (الذراع السوري لمنظمة بي كا كا الإرهابية)، والابتعاد عن دعمه بالسلاح، لأنه لا يمكن القضاء على منظمة إرهابية (في إشارة إلى داعش) باستخدام أخرى (في إشارة إلى ب ي د) ضدها، وهذا الأمر لا يليق بدولة”.
وتابع في ذات السياق “الولايات المتحدة شريك تركيا في حلف شمال الأطلسي (ناتو)، ومن ثم إذا كانت تريد مكافحة الإرهاب فعليها ألا تقوم بذلك مع جهات خاطئة (في إشارة لتنظيم ب ي د) بل مع تركيا”.
كما لفت إلى أن “هناك مؤشرات تدل على أن الإدارة الجديدة (للرئيس المنتخب دونالد ترامب) تنظر إلى الموضوع من هذا الجانب”.
وبرغم تصنيف الولايات المتحدة وتركيا لتنظيم “بي كا كا” في قائمة الإرهاب، إلا أن الأولى تواصل التعامل مع “ب ي د” وجناحه العسكري “ي ب ك” في مكافحة تنظيم “داعش” الإرهابي داخل سوريا.
وفي رده على سؤال حول ما إذا كان ترامب، أكثر إيجابية من سلفه، باراك أوباما، قال يلدريم “الرسائل التي يوجهها تشير إلى ذلك (كونه أكثر إيجابية)، لننتظر ونرى الوضع. لكن رسائله ليست سلبية، أتوقع بأنه سيغير من أسلوبه”.
في سياق ذي صلة، قال يلدريم “كما أرى أن الإدارة الأمريكية ستغير من موقفها السلبي تجاه سوريا والعراق، وهناك أنباء عن أنها ستعمل عن قرب مع تركيا في السياسات المستقبلية بالمنطقة، هذه أمور جيدة”.
وحول ما إذا كانت الإدارة الأمريكية الجديدة لديها نية لإعادة زعيم منظمة “فتح الله غولن” الإرهابية المتهمة بالوقوف وراء محاولة الانقلاب منتصف يوليو/تموز الماضي، أوضح يلدريم أنه “ينبغي على واشنطن إعادته، وتسريع العملية القانونية في هذا الخصوص”.
وشهدت العاصمة أنقرة ومدينة إسطنبول، في 15يوليو الماضي (2016)، محاولة انقلاب فاشلة نفذتها عناصر محدودة من الجيش تتبع منظمة “فتح الله غولن”، حاولت خلالها السيطرة على مفاصل الدولة ومؤسساتها الأمنية والإعلامية.
المصدر : https://arab-turkey.net/?p=2406