قالت صحيفة يني شفق التركية أنها تمكنت من الوصول إلى التفاصيل الخفية وراء خطب ضابطين تركيين وقتلهما في مدينة الباب السورية يوم 29 نوفمبر من العام الماضي. وقد أفاد محمد هـ.، الذي كان يعمل كمترجم لضابطي الصف التركيين كيفانتش كاشيكتشي ودوران كسكين، بعدما نجا من الواقعة مصابا، بأن من نفذ الهجوم هي مجموعة داخل الجيش السوري الحر على صلة بوزارة الدفاع الأمريكية (بنتاغون).
لقد استمرت عملية “درع الفرات” لمدة 213 يوما بعدما أطلقتها تركيا يوم 24 أغسطس من منطقة جرابلس في سوريا لمواجهة التهديدات المتزايدة على حدودها الجنوبية. وقد نجحت القوات التركية في تحرير ما مساحته 2100 كم من الإرهاب وعناصر بي كا كا وداعش من خلال عمليات عسكرية سقط خلالها 71 شهيدا من أفرادها. وكانت مدينة الباب من أصعب المناطق التي شهدت اشتباكات مسلحة بين العناصر الإرهابية من ناحية والقوات التركية والجيش السوري الحر، اللذين تعاونا لمدة تفوق 7 أشهر، من ناحية أخرى؛ إذ شهدت المدينة عمليات خطيرة وجهت خلالها القوات التركية ضربة موجعة لحزام إرهاب بي كا كا الممتد من العراق على طول الحدود الجنوبية لتركيا. وقد تعرضت القواعد التركية للقصف والأعمال التخريبية وكانت هناك رغبة في وقف تقدم الجنود الأتراك. وكانت منطقة الباب – دانة قد شهدت خط ضابطي صف تركيين يوم 29 نوفمبر من العام الماضي. وقد وصلت جريدة يني شفق إلى محمد هـ.، الذي كان يعمل كمترجم للضابطين، حيث أفاد بأن لواء مرتبطا بوزارة الدفاع الأمريكية على صلة بواقعة الخطف.
كنا عائدين من الطريق ذاته
وقد وصف المترجم السوري، الذي ولد وترعرع في قرية تركمانية شمالي سوريا، الواقعة التي أصيب فيها بـ”الفخ المعد مسبقا”، وأضاف “اتصل بي القائدان التركيان كيفانتش كاشيكتشي (24) ودوران كسكين (28) صبيحة يوم الواقعة وأخبروني بأنهم سيلتقون معارضا عربيا وأنه يجب علي القدوم للقيام بالترجمة فيما بينهم. ثم أتوا واصطحبوني، ثم اصطحبوا الشخص الذي كانوا سيلتقونه، وانتقلنا جميعا إلى القاعدة التركية الموجودة في منطقة كفرة. وبينما كنا في الطريق قامت على حمايتنا شاحنة بها مجموعة من المسلحين المنتمين إلى الجيش الحر. التقينا في القاعدة شخصا قدم من إدلب، وكنت أترجم خلال اللقاء، وبعدما انطلقنا للعودة من الطريق نفسه في حدود الساعة الواحدة ظهرا”.
فريق الحماية لم يرافقنا في طريق العودة
“لم يعد معنا فريق الحماية الذي كان يرافقها في طريقنا إلى كفرة (ويعتبر هذا اللواء أحد الألوية الثلاث المرتبطة بالبنتاغون في المنطقة). وبعد أن سرنا لمسافة قصيرة وصلنا إلى ريف قرية دانة. وعندما وصلنا إلى منطقة لا يوجد بها إلا منزل بحديقة عبرت من جانبنا دراجة نارية يركبها شخصان، وما إن تقدمت أمامنا حتى بدآ بفتح النار باتجاهنا. وفي اللحظة نفسها خرج شخصان آخران من بين أشجار الزيتون التي كانت أمامنا وبدآ هما أيضا إطلاق النار. كان المهاجمون يرتدون لباس الجيش الحر. أطلق الضابط كيفانتش صيحة قائلا “هؤلاء لم يعرفوننا، إنهم من الجيش الحر”، ثم نزل من السيارة، فيما رأيت الضابط محمد وقد أصيب بطلق ناري. كانت الأسلحة في المقعد الخلفي من السيارة، غير أن الضابط كيفانتش كان يحمل إحدى البنادق الآلية، لكن لم تكن لدينا فرصة لالتقاط الأسلحة بسبب أنهم فتحوا النار بشكل مستمر، وكان ثلاثتنا يجلس في المقعد الأمامي من السيارة”.
جماعة على مسافة 200 متر
“نزلنا من السيارة ودخلنا المنزل المجاور الذي كان جزءا من إحدى جدرانه الخلفية قد هدم. فقال الضابط كيفانتش “لم بقينا هنا لن نبقى أحياء، علينا الجري نحو أشجار الزيتون”. خرجنا جيمعا من المنزل وبدأنا نهرول نحو أشجار الزيتون. وبعدها بدقائق فقدت القائد، فيما أصبت في قدمي، لكني نجحت في الوصول إلى أقرب نقطة تفتيش. عندما وقف إطلاق النار اتصلت بالقاعدة التركية وأخبرتها بأننا تعرضنا لهجوم، فأخبرني ضابط يدعى بولنت آلبيراق بأن جماعة تابعة لوزارة الدفاع الأمريكية على مسافة 200 متر منا. لكن على الرغم من صدور أصوات إطلاق النار لمدة 15 دقيقة لم يأتينا أحد من تلك النقطة بالرغم من التعليمات التي أصدرها الضابط التركي آلبيراق”.
المصدر : https://arab-turkey.net/?p=31897