بعد تصريحات الوعيد وبعد سلسلة من الأحداث المتفاقمة والمتسارعة، تعلن اليوم السعودية والبحرين والإمارات إضافة إلى الكويت، الطلبَ من مواطنيهم مغادرة لبنان بأسرع وقت، وعدم التوجه إليه سواء من أيّ جهة دولية. وفي المقابل هناك حديث عن سحب حزب الله عناصره الذين يقتلون الشعب السوري في سوريا، ليعودوا إلى لبنان تحضيرًا لهجوم إسرائيليّ عنيف مرتقب.
أما لبنان فتعيش لحظات لا تحسد عليها، وهي كما وصفها جنبلاط بأنها الآن أضعف من أن تتحمل استقالة الحريري. حيث قدّم استقالته الأسبوع الماضي وسط تنبؤات تقول بأنّه محتجز لدى السعودية، كونه سعوديًّا وكونه قدّم استقالته من هناك.
وترى إسرائيل أنّ حزب الله أضعف مما كان عليه سابقًا وليس العكس، حيث عاش فترة استنزاف طويلة في العراق وسوريا، وفقد الكثير من عناصر المتشددين فضلًا عن قادة مهمة في صفوفه. بينما يقوم حزب الله الآن بالاستنجاد بعناصره في سوريا والعراق للتوجه نحو الحدود اللبنانية، في خطوة فسّرتها بعض المصادر العربية بأنّ سحب قواته من هذين البلدين تعتبر كشرط لرجوع الحريري إلى لبنان مجدّدًا، حيث يكون حزب الله قد تمّ تحجيمه بمنع قواته من الانتشار خارج لبنان، وهو ما طلبته السعودية.
لغز الحريري
إعلان
ويتساءل كثيرون عن سر تقديم الحريري استقالته من السعودية بشكل مفاجئ، مما دفع الكثير للقول بأنّ الحريري محتجز لدى السعودية، ومع أنّ الحريري قد غادر إلى أبو ظبي والتقى وليّ عهدها بعد تقديم استقالته بيوم إلا أنّه بالمقابل لم يجب عن هذه التوقعات نفيًا إو إثباتًا. أما ميشيل عون رئيس لبنان فلم يعتبرها استقالة رسمية بل طالب الحريريّ بالرجوع إلى لبنان، كما أن حركة المستقبل دعت الحريري أن يعود إلى لبنان.
أخيرًا قال الكاتب التركيّ في يني شفق زكريا كورشون بأنّ مسألة تقديم الحريري استقالته من شاشات دولة أخرى، وهو برتبة ريس وزراء دولة مستقلة، يعتبر تسليمًا للإرادة التي تحكمه، بينام تساءل كورشون “تقديم الحريري استقالته مع اعتقالات بالجملة وتجميد حسابات رجال أعمال كبار بالسعودية، هل يعتبر هذا تصادفًا؟”.