قال السفير التركي لدى الفاتيكان محمد باجاجي، معلقا على العلاقات الثنائية، إن “الأمر الذي ساهم في التقارب بين البلدين في الآونة الأخيرة، هو الموقف الصائب الذي اتخذه البابا فرنسيس بشأن القضية الفلسطينية ووضع القدس”.
جاء ذلك في مقابلة صحفية، تطرق باجاجي خلالها إلى الزيارة التي سيجريها الرئيس رجب طيب أردوغان، اليوم الأحد، إلى الفاتيكان.
وأوضح السفير أن الفاتيكان تحظى بأهمية كبرى رغم صغرها، وأنها يمكن أن تؤثر على ما يقرب من 1.2 مليار شخص حول العالم.
وأضاف: “أظهر البابا موقفه من قرار ترامب (الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل) حتى قبل الإعلان عنه، وهناك توافق بين موقف فرنسيس وتركيا”.
واستذكر تصريحات البابا الداعية للتوصل إلى حل الدولتين (فلسطين وإسرائيل) عبر المفاوضات والحوار المتبادل، ووصوله إلى مدينة بيت لحم الفلسطينية، خلال زيارته إلى الأردن عام 2014.
ولفت إلى سير البابا على قدميه باتجاه “الجدار الفاصل” ووقوفه أمامه والدعاء، مما أثار ردود فعل سلبية من الجانب الإسرائيلي.
وبيّن أن أردوغان يعلم حساسية البابا حيال مسألة القدس، وأن زيارته إلى الفاتيكان تأتي عقب لقائين أجراهما مع البابا.
وأضاف: “تأتي زيارة أردوغان إلى الفاتيكان على مستوى رئيس الجمهورية بعد 59 عاما.. كانت الأولى عام 1959”.
وتابع:”تحظى هذه الزيارة بأهمية كبرى، لكونها تأتي بعد فترة طويلة على مستوى رئيس الجمهورية”.
وأكد أن الزيارة ستكسب العلاقات الثنائية زخما، موضحا أنه سيجري تناول مسألة القدس خلال الزيارة.
ولفت إلى إمكانية بحث الجانبان مسألة مكافحة الإرهاب، ومسألة اللاجئين والهجرة التي ينظر إليها البابا بإيجابية أيضا.
وبيّن أن “البابا توجه أكثر من مرة بالشكر لتركيا، جراء ما قدمتها وتقدمها في مسألة اللاجئين، وشدد البابا على ضرورة تقديم الدعم لأنقرة”.
وأردف السفير قائلا: “تركيا تستضيف منذ فترة طويلة 3.5 ملايين لاجئ، وأنفقت عليهم أكثر من 30 مليار دولار. في الحقيقة ما قامت به تركيا يندرج ضمن ما يطلبه البابا من الدول الأوروبية بشكل أكبر”.
ويتوجه أردوغان، اليوم إلى الفاتيكان، بدعوة رسمية من البابا فرنسيس، في زيارة تستمر يومين، يكون وضع مدينة القدس أبرز الملفات التي يبحثها الجانبان.
ومن المقرر أن يبحث الرئيس التركي، مع رأس الكنيسة الكاثوليكية التطورات الأخيرة المتعلقة بالقدس، لا سيما إعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب اعتبار المدينة المحتلة عاصمة لإسرائيل.
وتأتي زيارة أردوغان، وهي الثانية للفاتيكان على مستوى رئيس الجمهورية منذ 59 عاما، بينما كان البابا فرنسيس أول ضيف يحل على المجمع الرئاسي التركي بعد افتتاحه، في زيارة أجراها إلى أنقرة في 28 نوفمبر/تشرين الثاني 2014.
وبحسب معلومات حصلت عليها الأناضول حول زيارة أردوغان إلى الفاتيكان، سيقدم الرئيس التركي شكره للبابا فرنسيس، على موقفه من القدس عقب الاعتراف الأمريكي بها عاصمةً لإسرائيل، وقرار نقل سفارة واشنطن من تل أبيب إليها.
وعقب اعتراف واشنطن بالقدس (بشقيها الشرقي والغربي) عاصمة لإسرائيل في 6 ديسمبر/ كانون الأول 2017،، أجرى أردوغان في اليوم التالي أول اتصال هاتفي له مع بابا الفاتيكان، تم التأكيد خلاله على أنّ القدس مدينة مقدسة للمسلمين والمسيحيين واليهود، والتشديد على عدم تغيير وضعها.
وفي الاتصال الهاتفي ذاته، أكد أردوغان الذي تترأس بلاده الدورة الحالية لمنظمة التعاون الإسلامي، وبابا الفاتيكان، على ضرورة إجراء لقاء بينهما وجها لوجه، للتشديد على أنّ القدس مدينة مقدسة للأديان السماوية.
جدير بالذكر أنّ رئيس الجمهورية التركية، جلال بايار، زار الفاتيكان عام 1959، والتقى خلالها البابا يوحنا الثالث والعشرين. بينما كانت أول زيارة لبابا الفاتيكان إلى تركيا عام 1967، وكانت من قبل البابا بولس السادس.
وفتحت تركيا سفارتها لدى الفاتيكان عام 1962.
المصدر: الأناضول
المصدر : https://arab-turkey.net/?p=42001