محمد أردوغان / خاص تركيا بالعربي
إن الإتفاقيات التي تحصل بين الدول أو تلك التي تحصل داخلها بين الأحزاب السياسية والتحالفات ليست هدفاً في حد ذاتها وإنما هي الوسيلة لتحقيق الهدف…
و لنفهم هذا بشكل أدق سنلقي الضوء على أشياء بسيطة نعيشها في حياتنا اليومية :
الطالب الذي يقضي سنوات في الجامعة، تجده متحمساً لإنشاء عمله الخاص به…
ولكن بعد تخرجه لاتتاح له فرصة القيام بذلك…
إما لضعفه إقتصادياً، قلة الخبرات أو لعدم توافر البيئة الكافية والمناسبة لبناء عمله الخاص به …
عندها يختار العمل منصاعاً لقوانين صاحب العمل كي يصل إلى المال الكافي، التجربة، الخبرات وتحقيق البيئة الكافية والمناسبة…
بمعنى أنه إضطر إلى التقييد بشروط وقوانين العمل بل حتى إلى الإنصياع التام والكامل لأوامر صاحب العمل، ليس لشي وإنما ليطور نفسه و يكتسب خبرة يرافقها تحصيل مادي لكي يصل الى هدفه الا وهو الاستقلال وانشاء عمله الخاص…
ورغم السنوات الطوال التي يقضيها بين تحمل الأوامر وتطبيقها والإستجابة لمطالب أمريه…
إلا أنه لايستطيع ترك العمل أو حتى تغييره أحياناً، فذلك يعني أنه تراجع عن تحقيق هدفه…
وعند الوصول إلى المستوى المادي، التجربة، الخبرات والبيئة الكافية التي تتيح له إنشاء عمله الخاص به ويتحول بعدها من عامل بسيط يطبق الأوامر إلى صاحب عمل يعطي الأوامر والنواهي…
هذا المثال ينطبق تماماً على سياسة الدول…
فبعضها يستجيب لأوامر الدول العظمى من أجل تحقيق أهدافه، ويتماشى في تطبيق الأوامر حتى الوصول إلى درجة الذوبان في الأخر…
هذه المرحلة تفقد معها هذه الدول مبادئها وأخلاقها التي كانت تمدح نفسها وتفتخر بها في سبيل إرضاء الدول العظمى…
وتتحول مقولة ديكارت ” أنا أفكر إذاً أنا موجود ” إلى مقولة “أنا في تبعية إذاً أنا موجود” .
وبعضها الآخر :
يظهر تأييده للدول العظمى من أجل المضي قدماً في سبيل تحقيق أهدافه لا الذوبان فيها، وذلك للنجاح في الوصول إلى الإكتفاء الذاتي في المجالات الصناعية، التكنولوجية، الصحية والبنى التحتية…
ممايعني العمل للوصول إلى الإستقلال التام .
السوال يطرح نفسه…
كيف سنعلم بأن هذه الدولة، ستبقى خادمة للإمبريالية أو العكس ؟
الجواب : “نقارن تاريخها وبأفعالها الحالية”.
فلنقارن تركيا التي يدعون بانها “عميلة الصهاينة” تركيا الآن وبفضل الله تعالى :
1- الناتج القومي لتركيا المسلمة عام (2013) “حوالي تريليون ومائة مليار دولار” وهو يساوي مجموع الناتج المحلي لأقوى ثلاث دول إقتصادياً في الشرق الأوسط : “إيران، السعودية والإمارات فضلاً عن الأردن، سوريا ولبنان.
2- قفزت تركيا قفزة مذهلة من المركز الإقتصادي (111) إلى (16) بمعدل عشر درجات سنوياً…
مما يعني دخولها إلى نادي مجموعة العشرين الأقوياء والكبار (G-20 ) في العالم ..!
3- إنشاء أكبر مطار في أوروبا ليستقبل في اليوم الواحد (1260) طائرة فضلاً عن مطار صبيحة – الذي يستقبل (630) طائرة وأصبح هذا المشروع كابوساً للغرب.
4- تركيا صنعت وللمرة الأولى في عهدها الجديد أول دبابة مصفحة، أول ناقلة جوية، أول طائرة بدون طيار وبدأت تصدر طائراتها، وأول قمر صناعي عسكري حديث متعدد المهام لتنهي بذلك حقبة التوسل والتذلل كي تشتري الطائرات من إسرائيل وغيرها من الدول الإمبريالية…
ومن بعدها يأتوا لينشروا صور لجنود إسرائيليين وهم يلبسون الزي الصهيوني وخلفهم العلم التركي..
نعم لقد كنا نتوسل لهم لكي نشتري الطائرات بدون طيار وفي عام 2016 إشترينا 4 طائرات وأتوا لتركيا ليدربوا الكادر وبعد فترة الطائرات تعطلت وأصبحنا نتوسل أيضا لكي يتم تصليحها ولم يصلحوها …
بينما الآن أخذنا التجربة من إسرائيل ونحن ننتج طائراتنا ولله الحمد…
هل تعرفون متى نكون عملاء ؟ عندما نشتري الأسلحة من الصهاينة ولنا القدرة أن نصنعها في ذلك الوقت لكم كل الحق. …!
5- تركيا تعمل جاهدة لتفرغ (300 ألف عالم) للبحث العلمي للوصول إلى عام 2023…
6- تركيا تسدد عجز الميزانية البالغ (47 مليار) ، وكانت آخر دفعة للديون التركية (300 مليون دولار) تم تسديدها في يونيو 2013 للبنك الدولي السيئ السمعة، بل ووصلت قوتها ونهضتها الإقتصادية بأن أقرضته تركيا (5 مليارات)…
7- تبنّت عملية تدوير القمامة لإستخراج الطاقة وتوليد الكهرباء؛ ليستفيد منها ثلث سكان تركيا، لتصل الكهرباء إلى 98% من منازل الأتراك في المدن والأرياف…
8- تركيا كرّست حرية إرتداء الحجاب في الجامعات، الدوائر الحكومية ودار القضاء وإتجهت إلى ما لايريده الغرب والصهاينة
ألا وهو عودة طابعها الإسلامي…
9. بناء محطة “أكويو” النووية التركية، ويعتبر هذا المشروع الأول من نوعه في تركيا، ويتضمن بناء 4 مفاعلات تبلغ الطاقة الإنتاجية لكل واحد منها 1200 ميغاواط وبكلفة إجمالية قدرها حوالي 20 مليار دولار.
10. انشاء “مشروع العصر” مشروع قناة اسطنبول الذي سيعزز مكانة تركيا في مجال المعابر المائية، يربط بحر مرمرة بالبحر الأسود في الشق الأوربي من إسطنبول.
هذه بعض التغيرات التي أنجزتها وحققتها تركيا للتخلص من القيود التي فرضها الصهاينة والمتصهينيين على تركيا.
وأترك لكم تقييم الدول التي تنتقد تركيا بأنها عميلة للصهاينة دون أن يشاهدوا إنعكاس صورتهم في المرآة…
أعيد وأكرر..
لا توجد أي دولة في العالم مستقلة 100% حتى أمريكا بحد ذاتها…
لأن الذي يسيطر على العالم من الناحية الإقتصادية والعسكرية ليست الدول وإنما العائلات “الأفراد” التي تُدير الدول ولكن توجد دول تتجه للإستقلال بإذن الله…
وفي النهاية على الدولة أن تتمتع بالسيادة لتستطيع أن تواجه الأفراد داخلياً والدول الأخرى خارجياً .
المصدر : https://arab-turkey.net/?p=55214