نفى الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، صحة أنباء تحدثت عن نيته تعيين رئيسي هيئة الأركان العامة خلوصي أكار، وجهاز الاستخبارات هاكان فيدان، في حكومته التي سيشكلها حال فوزه في الانتخابات المزمع إجراؤها في 24 حزيران/ يونيو المقبل.
وخلال لقاء تلفزيوني، مساء الاثنين، قال أردوغان، “هذه الفكرة غير واردة في الوقت الراهن، لكن رئيسي الأركان العامة، وجهاز الاستخبارات يحظيان بأهمية كبيرة في الدول التي تحكم بأنظمة رئاسية”.
وأضاف، أردوغان، أنه “من الطبيعي خلال فترة حكمنا، ستحافظ هذه المؤسسات على أهميتها، وحاليا نواصل العمل على ماهية المسؤوليات التي ستتولاها هذه المؤسسات للمحافظة على أهميتها”.
في ذات السياق ذكر الرئيس التركي أنه سيتم اتخاذ كافة الخطوات المتعلقة بالنظام الرئاسي، وغيرها من الجهود المبذولة بشأن الكيفية التي سيكون عليها مجلس الشورى العسكري الأعلى، ومن يحق لهم بأن يشكلوا عضويته.
عدد الوزراء بالحكومة المقبلة
وفي معرض رده على سؤال حول عدد الوزراء في حكومته المقبلة، قال أردوغان، إن عدد الوزراء في تشكيلته الحكومية المقبلة سيكون أقل من 20 وزيرا.
وأوضح أن عدد الوزراء قد يكون 13 أو 15 أو 17، وسيكون لهم نائب واحد، فيما سيكون هناك نائب أو نائبان لرئيس الجمهورية في المرحلة الأولى.
ولفت أن عدد الوزراء في السابق كان يتراوح بين 37 و38 وزيرًا، وأنه تم تخفيضهم لـ25 خلال رئاسته لتركيا
حزب العدالة والتنمية
وفي سياق آخر حول ما إذا كان حزب العدالة والتنمية قد حقق ما يصبو إليه من الانتخابات على مدار تاريخ الاستحقاقات الانتخابية التي خاضها منذ وصوله للسلطة عام 2002، قال الرئيس التركي إن الحزب حقق ذلك بنسب كبيرة.
وتابع في ذات السياق قائلا “لقد كانت هناك زيادة مضطرة في عدد نوابنا، ففي العام 2002 وصل 363 نائبًا من الحزب للبرلمان بنسبة 34.3 في المئة، وفي 2007 وصل 341 نائبًا بنسبة 46.6 في المئة، وفي 2011 بلغ عددهم 327 بنسبة 49.9 في المئة”.
واستطرد قائلا “فقط في انتخابات 7 يونيو/حزيران(2015) حصل انخفاض في عدد نواب الحزب، لكن في انتخابات نوفمبر من نفس العام وصل 317 نائبًا للبرلمان وشكلوا نسبة 49.5 في المئة”.
وأعرب أردوغان عن ثقته في أن القادم سيكون أفضل من حيث النتائج، مرجعًا الفضل في ذلك إلى “الشعب التركي الذي يدرك جيدًا من نحن، ومن ثم فتح الطريق أمامنا”.
وأشار الرئيس التركي أنهم وصلوا إلى ما وصلوا إليه الآن خلال مسيرة استمرت 16 عامًا، موضحًا في الوقت ذاته أنه لا زالت هناك بعض العراقيل التي تقف حائلًا بينهم وبين ما يريدون تحقيقه.
وأضاف موضحًا “في بعض الأوقات لا تمكننا تلك العراقيل من تحقيق ما نريد فعله، فلقد دفعنا ثمنًا باهظًا للمعوقات التي وضعتها أمامنا البيروقراطية، ولولاها لوصلنا إلى ما وصلنا إليه قبل فترات طويلة”.
ودعا أردوغان الناخبين الأتراك للتصويت لحزب العدالة والتنمية وتحالف الشعب (الذي يضم العدالة والتنمية والحركة القومية، ويدعمه حزب الوحدة الكبرى) في الانتخابات المقبلة، مشددا على الحاجة لبرلمان قوي من أجل رئيس قوي يدير البلاد.
رد على مزاعم لمرشح رئاسي
وردا على مزاعم منافسه في الانتخابات، مرشح حزب الشعب الجمهوري المعارض، محرم إنجه، التي قال فيها إن أردوغان استأذن فتح الله غولن لتأسيس حزب العدالة والتنمية سنة 2001، طالب أردوغان إنجه بإثبات صدق كلامه، متسائلا “لماذا أستأذن غولن لتشكيل حزب؟”.
وأضاف قائلا: “لست سياسيا وضيعا لدرجة أتوجه إلى غولن لطلب الإذن من أجل تشكيل حزب”، مضيفًا “فتأسيس الحزب تم بفضل رفقائي في الدرب، وأصدقائي في القضية التي أسسنا من أجلها الحزب”.
وشدد على أن إينجه “إذا لم يثبت صحة مزاعمه يكون عديم المروءة، فلو كان ما يقول صدقًا فليخرج على الملأ ويثبت ذلك، وإلا فلينسحب ويذهب، فمن المؤكد لم يحصل شيء كهذا كما قلت”.
تعليق على البيان الانتخابي لحزب الشعب الجمهوري
وفي تعليق منه على البيان الانتخابي لحزب الشعب الجمهوري، قال الرئيس التركي “كل هذا كذب، فهم يقولون إن التعليم سيكون مجانًا ! فهل هو بمصاريف الآن ؟! فالجامعات لا توجد بها مصاريف، كل هذه الأمور انتهت”.
وأضاف “وفي المدارس الابتدائية، والمتوسطة نضع الكتب الدراسية أمام الطلاب ويأخذونها بالمجان”، متابعًا “وهل نحن لا نقدم أية منح دراسية بداية من المرحلة الابتدائية ؟ نقدم بالفعل”.
وتابع “حينما جئت كانت قيمة المنحة في المرحلة المتوسطة 45 ليرة، لكنها الآن وصلت لـ500″، مشددًا على الجهود الكبيرة التي قدمها حزب العدالة والتنمية للتعليم في تركيا، وأعرب عن استيائه لجهل الشعب الجمهوري بكل ما قدم من إنجازات في هذا الصدد.
وعن كثافة الفصول الدراسية في الوقت الراهن قال أردوغان إن كثافة الفصل الواحد أقل من 30 طالبًا، مشيرًا أن هذا العدد كان في السابق يتراوح بين 75 و100 طالب.
في ذات السياق تابع قائلا “أما الآن فالكثافات تتراوح بين 30 و25 و20 و18 طالبًا”، مستنكرًا الأرقام التي يسوقها الحزب المعارض لخداع المواطنين.
وأوضح أنه لم يتبقَ هناك أي طالب لم يدخل الجامعة، مشيرًا أن تركيا بها في الوقت الراهن أكثر من 200 جامعة في عموم البلاد “فنحن أتينا بالجامعات حتى أقدام طلابنا الذين باتوا بمقدورهم الحصول على التعليم الجامعي بمحافظاتهم”.
دعم ألمانيا للتنظيمات الإرهابية
وفي شأن آخر قال أردوغان إن “ألمانيا ما تزال تفتح أبوابها لمنظمات إرهابية على رأسها، بي كا كا، وفتح الله غولن”.
وعن سبب ذلك قال الرئيس التركي “هم يقولون إذا فعلنا ذلك، فنحن نضغط على تركيا، لكن هيهات لكم لا يمكنكم ذلك، فقد تم انقلاب فاشل بمعرفتكم، فماذا حدث ؟ وماذا جنيتم من وراء ذلك ؟”.
واستنكر أردوغان موقف السلطات الألمانية من الحملات الانتخابية للمسؤولين الأتراك هناك، واشتراطها عليهم الحصول على إذن قبل الموعد المحدد لأي تجمع بثلاث أشهر، مضيفًا “هي تنظيم بي كا كا الإرهابي يأخذ الإذن منكم قبل ثلاث أشهر ؟”.
وأضاف “دعوكم من الحملات الانتخابية لحزبنا، فهم حتى لا يسمحون لمنظمات المجتمع المدني(التركية) هنا بفعل أية أنشطة، لا يعطون لهم أية قاعات للقيام بالفعاليات المختلفة”.
وشدد على ضرورة أن يكون هناك احترام وحب متبادل بين البلدين، مضيفًا “وإلا فنحن سنرد بالمثل على عدم الاحترام ونقوم باللازم”.
مقاربات ترامب بخصوص الشمال السوري
وفي سياق آخر أعرب الرئيس التركي عن رفضه للمقاربات التي يتبناها نظيره الأمريكي، دونالد ترامب بشأن شمال سوريا.
وأضاف قائلًا “فأنا لم أجد إرسالهم (الأمريكان) لخمسة آلاف شاحنة محملة بالسلاح والذخيرة إلى هناك(الشمال السوري) أمرًا صائبًا، فلمن يرسلونها ؟ ولمحاربة من ؟”.
واستطرد “نحن من لنا حدودًا مشتركة مع سوريا تبلغ 911 كم”، مضيفًا “كما أن الولايات المتحدة لها ما يقرب من 20 قاعدة عسكرية هناك، فيا ترى لمن قاموا بتأسيسها ؟ فتركيا هي الموجودة على الحدود، وأنتم تدعمون الإرهابيين للنيل من حدودنا ومواطنينا”.
المصدر : https://arab-turkey.net/?p=55551