قال سفير تركيا بالدوحة، فكرت أوزر، إن بلاده عرضت حل الأزمة الخليجية تحت مظلة “منظمة التعاون الإسلامي”، كونها رئيس الدورة الحالية للمنظمة.
وأضاف أوزر في مقابلة مع الأناضول بالدوحة، أن تركيا دعمت الوساطة الكويتية، بصفتها كدولة، وأيضًا كرئيسة القمة الحالية لمنظمة التعاون الإسلامي.
وتابع: “العلاقات التركية الخليجية لها شأن مختلف، وكونهم (دول الخليج) أعضاء فاعلين في منظمة التعاون الإسلامي، فهنا أرادت تركيا كرئيسة للقمة الحالية أن تجد حلًا تحت تلك المظلة التي تراها تركيا مهمة، وهي مقبولة لدى الجميع”.
وأوضح أوزر أن “تركيا أرادت في البداية عمل محاولات لإيجاد طريق وسط بين الفرقاء؛ إلا أن الدول الخليجية قالت إنها تريد إبقاء الأزمة داخل البيت الخليجي”، لافتًا إلى أن أنقرة عملت على دعم الوسيط الكويتي منذ البداية وشجعته.
واستأنف: “عقب الأزمة مباشرة قامت تركيا بزيارات خليجية على ثلاث مرات بفترات متقطعة كدور مهم لتركيا في هذه الأزمة، وتمثلت في زيارة الرئيس التركي (رجب طيب أردوغان)، وزيارة وزير الخارجية (مولود جاويش أوغلو)، وكذلك زيارة المتحدث باسم الرئاسة التركية إبراهيم قالن”.
وحلّت الذكرى السنوية الأولى للأزمة الخليجية التي اندلعت، في 5 يونيو/حزيران الماضي، حيث قطعت كل من السعودية والإمارات والبحرين ومصر علاقاتها مع قطر، ثم فرضت عليها “إجراءات عقابية”، بدعوى “دعمها للإرهاب”.
وتنفي الدوحة ذلك، وتتهم الرباعي بالسعي إلى “فرض الوصاية على قرارها الوطني”.
وتبذل الكويت جهود وساطة للتقريب بين الجانبين؛ إلا أنها لم تثمر عن أي تقدم حتى اليوم.
** سياسة “العقل السليم” التركية
وأشار أوزر إلى أن “تركيا ترجح سياسة العقل السليم في مثل هذه الأزمات، وأوضحت ذلك بشكل علني في بداية الأزمة، فهي لا تريد أن يمس الضرر أيًا من الدول الشقيقة”.
وشدد على أن “موقف تركيا نحو قطر كداعم لها، هو موقف مبدئي، وأن موقفها كان سيكون مماثلًا إذا تعرضت أي دولة من دول الخليج لحصار أو مقاطعة غير منطقية”.
وأردف: “تركيا موقفها مبني على المبادئ، وليس المصالح في هذه الأزمة، والمصالح الدائمة هي الحق والعدل وليست العلاقات الاقتصادية والتجارية فقط”.
** تركيا وقطر مرحلة جديدة في العلاقات الاقتصادية
من جهة أخرى، نوّه المسؤول التركي عن اتفاقية ستعقد قريبًا بين الحكومتين التركية والقطرية، لتسهيل التجارة.
وأوضح أن “الاتفاقية التي من المزمع توقيعها بالدوحة، هي اتفاقية ستزيل الكثير من العقبات وتضيف عددًا كبيرًا من المزايا والتسهيلات للتجارة التركية والقطرية وتخفيض الضرائب على البضائع”.
** مستقبل الأزمة
وتطرق أوز إلى مستقبل الأزمة الخليجية، قائلًا: “كان هناك اجتماع خليجي أمريكي في مايو/أيار الماضي، لكن مع إقالة وزير الخارجية الأمريكي السابق (ريكس) تيلرسون لم يتم الأمر”.
وعبر أوزر أيضًا عن أسفه إزاء “استمرار الأزمة الخليجية، لما لها من تأثيرات سلبية على دولها وكذلك المنطقة بأسرها”.
** قطر أقوى بعد الحصار
واعتبر أورز أن “قطر حاليًا ليست كما كانت قبل عام، من عدة نواحي سياسيًا واقتصاديًا ودبلوماسيًا وعسكريًا، فهي الآن أصبحت في مرحلة مهمة في الاكتفاء الذاتي، الذي كان واجبًا بعد إغلاق الممرات البرية بين السعودية وقطر”.
وأضاف: “عملت قطر على تأمين باقي احتياجاتها من خلال افتتاح طرق بحرية مباشرة، إضافة إلى خطوط النقل الجوية المختلفة”.
وزاد:”قطر بعد الحصار وجهت استثماراتها القوية داخل البلاد، بعدما كانت تهتم بالاستثمارات في الخارج بشكل كبير، وذلك من خلال تقوية الإنتاج الداخلي في كافة المجالات وهذا جعلها في وضع أفضل”.
وارتأى أنه “دبلوماسيًا، قطر كانت أكثر عقلانية وهدوء، وعبرت عن نفسها بقوة خلال المحافل المختلفة دون مهاجمة دول الحصار، وقد نجحت في ذلك”.
وتابع: “سياسيًا سمو الأمير تميم بن حمد آل ثاني في عيون وقلوب الشعب القطري والمقيمين أصبح (تميم المجد)”.
واختتم بالقول: قطر الآن قررت أن تأخذ مسافة كبيرة بينها وبين دول الحصار، وقامت بتمكين نفسها دفاعيًا ودبلوماسيًا واقتصاديًا.
المصدر : https://arab-turkey.net/?p=57292