شهدت أسعار البطاطا في تركيا ارتفاعا كبيرا، حيث وصل سعر الكيلو غرام منها خلال شهر حزيران -بعدما كان يُباع في الشهر الأول من العام الجاري بـ 1.71 ليرة تركية- إلى 5 ليرات، وفي بعض المناطق إلى 6 ليرات، لتغدو بذلك -البطاطس- الشغل الشاغل في الحملات الدعائية للحكومة والمعارضة معا.
قبيل الانتخابات الرئاسية والبرلمانية التي أجريت في الـ 24 من حزيران الجاري تحوّلت البطاطا إلى مادة دسمة بيد المعارضة لتوجّه من خلالها الرأي العام ضد الحكومة، التي اتهمتها بعدم الاهتمام بالمزارعين، الذين عكفوا عن زراعة أنواع كثيرة من الخضروات، الأمر الذي أدىّ -وفقا للمعارضة- بالحكومة إلى استيراد الخضروات بدلا من زراعتها، حيث قال كمال كليجدار أوغلو حينها: “يحاولون القضاء على إنتاج الخضروات في بلادنا، لمنع المزارع من ربح 5-10 قروش تركية، وبعد ذلك يلجؤون إلى الاستيراد بدلا من إنتاج الخضروات هنا”.
زعيمة حزب الصالح (مرال أكشينار) بدورها استغلّت ارتفاع أسعار البطاطا حيث اتّهمت الحكومة بإنهاء قطاع الزراعة في تركيا، الأمر الذي أدّى بـ (محرّم إنجه) مرشّح حزب الشعب الجمهوري أيضا إلى السخرية من ارتفاع أسعار البطاطا قائلا: “لأول مرة سعر البطاطا والبصل يتجاوز قيمة الدولار”.
كيف عالجت تركيا ارتفاع أسعار البطاطا؟
مع ارتفاع أسعار البطاطا إلى 6-7 ليرات بدأت الحكومة التركية تسعى إلى إيجاد حلول للحيلولة دون ارتفاع أسعارها أكثر مما وصلت إليها، حيث أعلن وزير الاقتصاد التركي “نهاد زيبكجي” بأنّ الحكومة التركية وافقت على استيراد البطاطا من المناطق التي سيّرت فيها القوات التركية عمليات عسكرية بهدف القضاء على الإرهاب، قائلا: “بعد الارتفاع الذي شهدته أسعار البطاطا، وافقنا على استيرادها من سوريا”.
وتابع زيبكجي قائلا: “في الآونة الأخيرة تجاوز سعر الكيلو غرام من البطاطا 7-8 ليرات تركية، وعلى أساسه وافقنا على استيراد البطاطا من المناطق السورية التي تسيطر عليها القوات التركية، بشرط ألا تتجاوز الكمية المستوردة 1 بالمئة من حاجة تركيا إلى البطاطا، وعليه فقد تمّ استيراد حوالي 4 آلاف طن من البطاطا حتى الآن، الأمر الذي أدى بتراجع سعر اليكلو غرام ليصل إلى الليرتين تقريبا”.
سوريا تنتج 20 ضعف ما تنتجه تركيا من البطاطا
صحيفة سوزجو أشارت إلى أنّ مساحات زراعة البطاطا في تركيا منذ عام 2015 تشهد تقلّصا، موضحة أنّ تخلّي المزارعين عن زراعتها بعد التراجع في مرابحها، أدّى بارتفاع أسعار البطاطس أضعاف ما كانت عليه في السنوات السابقة، موضحة أنّ إنتاج البطاطاس سنويا في سوريا يبلغ 20 ضعفا ما تنتجه تركيا، على الرغم من أن تركيا تحتل المرتبة الـ 19 عالميا في إنتاج البطاطس.
رئيس غرفة التجارة في إزمير (تورغوت أوسولجا) قال معلّقا على استيراد الحكومة البطاطس من سوريا: “المزارعون الأتراك كانوا قد بدؤوا لتوّهم بتحقيق بعض الأرباح في إنتاج البطاطس، وفي حال اعتماد الحكومة على استيراد ها من سوريا أظن أنّ إنتاج البطاطس سيتراجع أكثر مما هو عليه الآن”.
المصدر : https://arab-turkey.net/?p=59702
صادق أمينمنذ 6 سنوات
الحمد لله بدأت تظهر نتائج إحسان الإخوة الأتراك على إخوتهم السوريين {إِنَّهُ مَنْ يَتَّقِ وَيَصْبِرْ فَإِنَّ اللَّهَ لَا يُضِيعُ أَجْرَ الْمُحْسِنِينَ} [يوسف: 90]