تستقطب جزيرة غيرسون شمالي تركيا، السياح الراغبين في معايشة أجواء الأساطير الإغريقية، من خلال عروض المحاكاة التي تقدمها فرق تمثيل، والتجول بين الآثار التاريخية في الجزيرة.
وتقوم شركة سياحية خاصة بتنظيم عروض تمثيلية تحاكي قصة مجيء هرقل إلى الجزيرة بحثا عن “الصوف الذهبي”، وهو صوف لكبش طائر خيالي تناقلته الأساطير الإغريقية.
كما يتم تجسيد “نساء الأمازون” المحاربات، حيث يروى أنهن كن يعشن في المنطقة قبل الميلاد، وفق روايات تاريخية.
وهرقل في الميثولوجيا (علم الأساطير) الإغريقية، هو ابن الإله زيوس والبشرية ألكميني، اشتهر بقوته الخارقة ومغامراته، ومثّل أيقونة الأدب والفن في ثقافتي الرومان واليونان.
وفي تصريح للأناضول، قال هاكان أدانير الذي ينظم عروضا لـ “السفر عبر الزمن” إلى الأساطير القديمة في الجزيرة، إن المكان يقع على خط تجاري بين اليونان وجورجيا.
ولفت أن الجزيرة تقع على طريق رحلة هرقل أثناء بحثه عن الصوف الذهبي، حيث يقال إنه حارب طيورا على الجزيرة.
ونوه أنهم ينظمون عروضا تحاكي التقاء أتراك الـ “ساكا” الذين يعدون طلائع الأتراك الذين قدموا للمنطقة قبل الميلاد، مع بحارة الأرجو اليونانيين.
وأردف: “بطبيعة الحال يخشى الطرفان بعضهما في بادئ الأمر، ومن ثم يبحثان معا عن الصوف الذهبي، ويتناولان الطعام سويا”.
واعتبر أن “الصوف الذهبي يمهد الطريق كي تعيش شعوب المنطقة في أجواء من الصداقة”.
وقال السائح التركي أرجان بويوك باش، القادم من فرنسا لقضاء عطلة، إنه تأثر بالعروض التمثيلية التي شاهدها في الجزيرة.
وتابع أنه وأطفاله التقطو صورا مع الشخصيات التي تم تجسيدها مثل هرقل ونساء الأمازون، ونصح الجميع بزيارة الجزيرة.
بدوره، قال والي ولاية غيرسون، هارون صاري فاقي أوغوللاري، إن “جزيرة غيرسون” يمتد تاريخها إلى ما قبل الميلاد، وتعد الجزيرة المأهولة الوحيدة منذ القدم في المنطقة.
وأكد أن السياح يبدون إقبالا متزايدا على زيارة الجزيرة التي تضم قبورا بيزنطية، وأسوارا تاريخية، وبقايا دير وكنيسة، وغيرها من الآثار.
كما أوضح أن الجزيرة التي لها تاريخ أسطوري، تقع على مسار الطيور المهاجرة، حيث تعد محطة للعديد من أنواع الطيور التي تحط في المنطقة خلال رحلة الهجرة.
ولفت الوالي إلى إجراء أعمال تنقيب أثرية في المنطقة باستمرار، لإماطة اللثام عن كنوزها التاريخية، وأشار إلى أن الحفريات ستتواصل هذا العام أيضا.
وإضافة إلى الجزيرة التي يقصدها السياح، تشتهر ولاية غيرسون بدير “الأم مريم” المحفور في كتلة صخرية، إضافة إلى قلاعها ومساجدها وكنائسها، وتعد محط أنظار السياح القادمين من الشرق الأوسط، والولايات المتحدة، على وجه الخصوص.
كما تشتهر غيرسون الواقعة بمنطقة حوض البحر الأسود شمالي تركيا، بطبيعتها الخلابة ومناخها الساحر، الذي يعد قبلة لعشاق الطبيعة وهواة التصوير.
وتزدان هضاب غيرسون بمختلف الأزهار لا سيما مع قدوم الربيع، إلى جانب هوائها العليل والنقي، ما يجعلها مركز جذب لمحبي التصوير.
المصدر : https://arab-turkey.net/?p=61278