تناولت تقارير إعلامية على نطاق واسع اعترافات “يوسف نازيك”، مخطط هجوم “ريحانلي” الإرهابي بولاية هطاي جنوبي البلاد عام 2013، والذي جلبته الاستخبارات التركية من مدينة اللاذقية التي تعتبر قلعة نظام الأسد بسوريا.
وذكرى تقرير بشبكة الجزيرة القطرية أن يوسف نازيك، أثرى بنك المعلومات الأمني التركي بالتفاصيل، لكن الكثير من التساؤلات تثار حول قدرة أنقرة على توظيف اعترافاته في الإطارين القانوني والسياسي ضد رئيس النظام السوري بشار الأسد.
ونشرت وكالة الأناضول التركية في 12 سبتمبر/أيلول الجاري مقطعا يوثق اعترافات يوسف نازيك، المتهم بتدبير التفجيرات في الثالث من مايو/أيار 2013، والتي راح ضحيتها 53 شخصا.
وتسود حالة من “الارتياح” لدى وسائل الإعلام وردود الفعل الشعبية والرسمية التركية التي اعتبرت العملية انتصاراً لضحايا التفجير، وضربةً للنظام السوري الذي نجح في توفير الحماية لنازيك على مدار أكثر من خمس سنوات.
ويتحدث ساسة أتراك ومراقبون عن اعتقال نازيك ومحاكمته كنجاح تمتد آثاره إلى ما بعد الضربة الميدانية الأمنية، لا سيما في ظل التصعيد بين أنقرة ودمشق على خلفية العملية العسكرية المرتقبة في إدلب.
ونقلت الجزيرة عن الدكتور أحمد أويصال رئيس مركز الشرق الأوسط للدراسات الإستراتيجية في أنقرة، قوله إن اعتقال المخابرات التركية نازيك من “عقر بيت الأسد” في مدينة اللاذقية السورية يمثل رسالة قوية من أنقرة مفادها أن تركيا لن تتسامح مع من يعتدي على أمنها.
وأضاف أويصال أن قوة هذه الرسالة تكمن في تزامنها مع التطورات في إدلب والحديث عن فرص لعودة النظام السوري إليها، مؤكدا أن ذلك لن يغير موقف أنقرة التي لا ترى مجالا لبقاء نظام الأسد في أي تسوية، وتعتبر وجوده عائقا في سبيل عودة اللاجئين السوريين إلى بلدهم.
ويعتقد أويصال بأن أوراق اعترافات نازيك تمثل إضافات مهمة للملفات القانونية التي تستخدمها بلاده ضد نظام الأسد، خاصة في مجال إثبات أنه مارس العنف واستخدم الإرهاب ضد جيرانه، كما استخدمهما بحق شعبه، مرجحا أن تعزز الاعترافات عمل بلاده لملاحقة الأسد قانونياً.
لكن الخبير والأكاديمي التركي يؤكد أن آثار هذه الاعترافات تحمل الطبيعة المعنوية في المجال السياسي، وتعزز موقف تركيا أمام حلفاء الأسد الروس والإيرانيين دون أن تكون لها انعكاسات مباشرة على طبيعة العلاقات المقطوعة بين أنقرة ودمشق.
وكانت مصادر استخباراتية تركية قالت سابقا إن نازيك، المدرج على “القائمة الزرقاء” للمطلوبين في تركيا، تواصل مع المخابرات السورية وأصدر التوجيهات إلى منفذي تفجيري الريحانية بناء على تعليماتها.
وتمكن جهاز الاستخبارات التركي من إلقاء القبض على التركي يوسف نازيك في عملية خاصة بمدينة اللاذقية السورية، ونقل إلى أنقرة، حيث جرى التحقيق معه من قبل فريق من مكافحة الإرهاب والاستخبارات التابعة لمديرية أمن العاصمة، إضافة إلى خبراء بشؤون التنظيم.
من جهته، قال الصحفي والباحث في الشأن التركي زاهر البيك إن تأثير اعتقال تركيا نازيك سيكون محدوداً على الملفين القانوني والدبلوماسي المتعلقين بعلاقاتها بالنظام السوري؛ نظراً إلى أن العلاقة الدبلوماسية مقطوعة بين الجانبين أساساً منذ عام 2011.
ومن الناحية القانونية، أوضح البيك أن أنقرة قد تستثمر اعترافات نازيك بوقوف النظام السوري خلف تفجير الريحانية لملاحقة مسؤولي النظام في المحاكم الدولية، مشيرا إلى أن هذا الأمر ليس سهلا على أنقرة في ظل العلاقات المتينة التي تجمعها بموسكو وطهران حلفاء الأسد، واللذين بدورهما سيقفان في وجه تركيا إن أقدمت على خطوة كهذه.
وأضاف البيك “لا شك أن اعتقال نازيك واعترافاته سيعززان موقف تركيا أمام شركائها في الملف السوري (روسيا وإيران)، خاصة في المحادثات المتعلقة بقضية إدلب، وسيساعدها ذلك على فرض رؤيتها على طاولة المفاوضات، ومن ثم إبعاد شبح الهجوم العسكري على آخر معاقل المعارضة السورية”.
ويرى البيك أن اعترافات نازيك حتما ستوفر فرصة للجيش التركي من أجل استكمال تطهير منطقة شمال سوريا بعد عفرين؛ كون أن هذه المنطقة الملاصقة للحدود التركية هي التي يدخل “الارهابيون” عبرها إلى تركيا ويزعزعون استقرارها.
المصدر: ترك برس
المصدر : https://arab-turkey.net/?p=69033