تقارير استخباراتية سرية تكشف خطة الأسد وإيران للسيطرة على إدلب

Amani Kellawi
أخبار العرب والعالم
Amani Kellawi24 سبتمبر 2018آخر تحديث : الإثنين 24 سبتمبر 2018 - 4:28 مساءً
تقارير استخباراتية سرية تكشف خطة الأسد وإيران للسيطرة على إدلب

ما تكشف عن مؤتمر (سوتشي) استثنى سر وحقيقة الموافقة الروسية بتأجيل اجتياح إدلب عسكرياً، الأمر الذي ترك سؤالا غامضاً وخطيراً وراء الهدف الذي سعت له موسكو من خلال القبول بإيقاف الاجتياح دون مقابل موضوعي ومنطقي؛ حيث لم تبدُ المفاوضات على شكل صفقة أبداً يتبادل فيها الجانبان التركي والروسي أي مصالح حقيقية في الملف السوري، بل تبين أن الطرف الذي كسب هذه المفاوضات بشكل سريع ودون عناء هو الجانب التركي ولمصلحة السوريين في منع أي اجتياح روسي لإدلب.

ودفعت نتائج الاتفاق الملتبسة أورينت لتقصي حقائق ومعلومات لمعرفة حقيقة الموقف الروسي ومايخفيه لإدلب مستقبلاً؟! حيث أكدت مصادر سرية استخباراتية أن المخابرات الإيرانية ومخابرات النظام السوري بالتعاون مع الروس يسعون لإنشاء مجموعات “مصالحة” تخترق صفوف المقاتلين والفصائل في جبل الزاوية انطلاقاً من بلدة كفر عويد الاستراتيجية، البلدة التي ارتكب النظام أول مجزرة في جبل الزاوية راح ضحيتها قرابة مئة قتيل عام 2011.

وبحسب المعلومات التي تم الحصول عليها فإن روسيا تحاول مع النظام تكرار سيناريو بصرى الشام الذي قاده أحمد العودة قائد فصيل شباب السنة الذي استمر بالتنسيق مع النظام والروس لمدة أكثر من عام للوصول إلى غاية موسكو في المصالحات. وكان تلفزيون أورينت أنتج فيلما وثائقيا قبل أربعة أشهر من تسليم درعا، يؤكد التنسيق في مدينة بصرى الشام بين العودة من جهة والنظام وروسيا وحزب الله من جهة أخرى كان قد بدأ في آب أغسطس 2016، إلا أن العودة حاول التشويش على السوريين بالنفي المستمر، كما ومنع مراسلي أورينت من العمل في تلك المناطق وحرض الأهالي على القناة وأخرج مظاهرات من البسطاء تمجد شخصه، قبل أن يتضح لاحقاً صدق ما بثته أورينت بتسيلم العودة بصرى الشام التي كانت المدخل لاستسلام باقي المناطق في درعا والقنيطرة للنظام وروسيا.

خطة الاستيلاء على جبل الزاوية

تقول المصادر الاستخبارتية إن النظام السوري يسعى إلى اختراق جبل الزاوية من بوابة بلدة كفرعويد الاستراتيجية عبر عقد مصالحات، من خلال عدة شخصيات مرتبطة بفصائل مشبوهة وأخرى حديثة المنشأ أو إعادة تكوين نفسها بأسماء أخرى، وذلك بهدف تسليمها للنظام، ومن ثم السيطرة على كامل قرى جبل الزاوية بعد ذلك.

وحذرت المعلومات الاستخباراتية من أن النظام يحاول قتل الروح الثورية في جبل الزاوية بتشويه سمعة قياداته ورجالاته بأنهم عقدوا الصلح مع النظام لإبعادهم عن أي تجمع ممكن في المستقبل على مبدأ فرق تسد ، وتحديدا جبل الزاوية لأنه يحمل روح الثورة مثله مثل دوما والرستن ودرعا والتي تعتبر من أولى المناطق التي ثارت على حكمه، وبما أن سكان جبل الزواية لديهم حس ثوري عالٍ وكذلك مكانة قتالية وثورية بين المدن المحيطة حماة وحلب وإدلب واللاذقية، مما يجعل استسلامهم غير وارد، وبما أن المعركة مع أهل جبل الزاوية والمناطق المحيطة ستكون مكلفة للغاية، لذلك بدأت الاستخبارات الأسدية والروسية بتنفيذ مؤامرة وسبق ونجحت مرات عدة بشكل متأنٍ وهادىء، وبدؤوا العمل على إنشاء مستنقعات قادرة على تنفيذ المهمة على خطة مستنقع أحمد العودة في بصرى.

وتشير المعلومات إلى أن الخطة تقضي بخلق فوضى استسلام وفتح الطريق للميليشيات الطائفية والشبيحة المتواجدة في سهل الغاب المعروفة بارتكابها مئات المجازر من الحولة الى حماة السلمية الغاب وأطراف جبل الزاوية حتى حمص، عشرات منها كانت مجازر إبادة جماعية بحق نساء وأطفال، لتمكينهم من “تأديب” أبناء جبل الزاوية لعشرات السنين.

ووفقاً للمصادر، كشفت أن من نتائج استسلام درعا تجنيد عملاء تم إرسالهم إلى الشمال السوري، نحو 1000 مقاتل من القنيطرة ودرعا تم تأمينهم في منطقة كفر عويد والمناطق المحيطة بها حصرا، بعضهم عملاء يعملون بالتنسيق مع استخبارات الأسد، وآخرون منهم سيتحولون إلى وقود في هذه المعركة دون علمهم بما خطط له الروس والإيرانيون ومخابرات الأسد.

أهمية المصالحات بالنسبة لروسيا والنظام

أفادت التقارير الاستخباراتية أن النظام عمد إلى اتباع أسلوب المصالحات في تسليم المناطق بدل من المعارك العسكرية لتحقيق عدة أهداف أهمها:

– تشويه سمعة سكان ما عرف بقلاع الثورة بربطها بالاستسلام والخيانة لصالح النظام، وبالتالي تشكيك السُنة بأنفسهم، مما يقتل الثقة بين السُنة ببعضهم، وبالتالي منع قيام أي حراك مستقبلي ضد أسد وورثته.
– سياسة الاستسلام تخلق انهيارا سريعا بين صفوف الكتائب المعارضة من خلال الخوف من التخوين وبالتالي تتفتت وتنهار.
– إذلال سكان الجبل وتصفيتهم بعد المصالحات بعيدا عن أعين الإعلام ومتابعة منظمات حقوق الإنسان الدولية كما يحدث في درعا والرستن.
– تعتبر أقل كلفة مالية من العمل العسكري لا سيما أنه لا الروس ولا مليشيات أسد يمتلكون القوة العسكرية الكافية لاحتلال إدلب.
– فرض أمر واقع ترضخ له القوى الدولية، وبالتالي جعل أي اتفاق دولي بخصوص إدلب حبرا على ورق.

لماذا كفر عويد؟

تتموضع بلدة كفر عويد في ريف إدلب الجنوبي، تابعة لناحية كفرنبل، وتبعد عن مدينة معرة النعمان حوالي 20 كم إلى الغرب من المدينة، تطل على سهل الغاب من جهة الشرق، تتربع على إحدى القمم ما بين جبل الزاوية وجبل شحشبو.

التحقت البلدة بركب المناطق الثائرة في سوريا منذ بداية الثورة السورية وأول مظاهرة في البلدة كانت بتاريخ 20 – 3 – 2011. تنديدا بما يجري في محافظة درعا من أحداث وانتهاكات لحقوق الإنسان.

قامت الفرقة العاشرة والفوج / 47 / قوات خاصة والفرقة السابعة بتاريخ 18 – 12 – 2011 باقتحام بلدة كفرعويد وارتكاب مجزرة قتل على إثرها 111 مدنياً و11عسكرياً منشقاً، يشك أنها تمت بتآمر أو خداع أحد الضباط المنشقين الذي كان مرتبطاً بهؤلاء أثناءها.

وبعد انسحاب قوات النظام من بلدة كفرعويد ومن أغلب قرى جبل الزاوية بدأت حملة القصف بالطيران المروحي والحربي على هذه البلدات وكان للبلدة نصيب كبير من هذا القصف الذي خلّف الكثير من الشهداء إلى يومنا هذا، ليصل عدد شهداء البلدة منذ بداية الثورة إلى ما يقارب 200 شهيد من مدنيين وعسكريين.

الدعم المالي لفصائل المصالحات

وفق التقارير فإن الدعم المالي الذي يحصل عليه المقاتل في تلك الفصائل يتراوح بين 100 و150 دولار ، تدفع من جهات دولية، ومعظم العناصر لا يعرفون أنهم يعملون وفق أجندات سياسية خارجية تضر بمصالح الثورة ، وأن هذه المبالغ والدعم المالي هدفه كسب الولاءات فقط، وأن هذه المبالغ التي تطعمه اليوم ستقتله مع عائلته غدا.

مصادر أورينت أشارت إلى أن هناك العديد من الشخصيات متخفية تحت مسميات مختلفة تعمل لصالح جهات خارجية ما يجعل كل فصيل يتبع أجندة دولة معينة ويعمل وفقا لمصالحها ، ما يجعل التعويل على أي جهة لديها ارتباط سياسي يشكل خطرا على العمل الثوري في تلك المنطقة.

متى يبدأ دور إيران في إدلب؟

تتجمع عدة ميليشيات إيرانية في 6 معسكرات تمتد على سفوح جبال العلويين الشرقية المطلة على سهل الغاب والمقابلة لجبل الزاوية، أكبرها في جورين وقلعة المضيق، هذه المجموعات هي: حزب الله العراقي ولواء ذو الفقار العراقي وحركة النجباء كما تتمركز 7 مجموعات على تخوم مناطق إدلب الجنوبية كحزب الله اللبناني، ولواء أبو فضل العباس ولواء باقر السوري وفيلق القدس وجيش المهدي وحركة النجباء ولواء الإمام علي، وهي موجودة بحجة حماية العلويين ودعم حزب الله اللبناني.

وفق المعلومات الاستخباراتية أنه كان من المقرر بداية عمل عسكري خطط له الإيرانيين مع النظام في شهر تموز 2018 وكان السيناريو العسكري قائم حتى وقت قريب، لكن سبب تأجيل العمل العسكري حتى اللحظة هي قوة المظاهرات والحراك المدني الذي بدوره أخاف جهات دولية عدة أن مجزرة كبرى ستحصل سيرافقها حركة هجرة كبرى باتجاه أوروبا عبر انهيار الحدود بين إدلب وتركيا تحت ضغط حركة الناس، التقديرات تصل إلى نحو 4 مليون يعيشون في الشمال المحرر اليوم.

وسيكون دور هذه المعسكرات، التمهيد المدفعي، وكذلك المساهمة بعناصر للانتشار في قرى جبل الزاوية.

اعتمد التقرير أنه بدخول إدلب تحت سيطرة أسد وايران وروسيا، ستنهار عفرين، وبالتالي ستبدأ عملية نقل المعركة إلى داخل الحدود التركية من دعم وحدات البي كي كي في خلق مشاكل أمنية ربما تؤدي إلى انفصال المناطق الكردية عن تركيا.

ويعتقد أيضا أن سقوط إدلب بيد الإيراني سيدفع بالعدد الأكبر من العناصر المتطرفة إلى شرق الفرات حيث المناطق التي تسيطر عليها ميليشيا قسد المدعومة أمريكياً، وربما يتسرب بعضهم باتجاه تركيا وأوروبا وبعض الدول العربية.

المصدر: أورينت

رابط مختصر

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.