احتفالاً بنجاح جراحة تكميم المعدة التي أجرتها الفتاة المصرية #إيمان_عبدالعاطي ، التي تعتبر أسمن فتاة بالعالم ويبلغ وزنها نصف طن، قامت بالرقص على أنغام موسيقى شعبية مصرية، وحركت ذراعيها وكتفيها، معبرة عن شعورها بالفرحة لنجاح العملية التي تعتبر الأولى في سلسلة إجراءات طبية أخرى لاكتمال علاجها من السمنة.
وعن طبيعة هذه الجراحة وتفاصيلها وإمكانية نجاح علاج إيمان ومساعدتها على ممارسة حياتها بشكل طبيعي بعد بقائها في غرفتها بمنزلها طيلة 25 عاماً دون حراك، يجيب الدكتور شريف حتحوت، أستاذ جراحات السمنة المفرطة بكلية الطب بالقصر العيني ويقول في حديث، إن ما فعله الطبيب الهندي مع الفتاة المصرية سليم تماماً من الناحية الطبية، فأي جراحة في العالم تستلزم ألا يزيد وزن المريضة على 350 كيلوغراما بحد أقصى، ولذلك كان الأمر يتطلب بالفعل إنقاص وزنها البالغ 500 كيلوغرام، ثم إجراء عملية جراحية لتكميم المعدة لإنقاص الوزن بعد ذلك بشكل طبيعي وفحص الجينات الخاصة بالفتاة لبيان مدى الاستعداد الهروموني لها في الاستجابة للعلاج.
وأضاف أن عملية تكميم المعدة تختلف عن عملية تحويل مسار المعدة ، وما جرى مع الفتاة إيمان هو تكميم للمعدة وليس تحويل مسار، وفي تلك العملية يقوم الجراح باستخدام المنظار لعمل 55 ثقوب بالبطن، ثم يصل للمعدة ويستأصل ما لا يقل عن 75% من حجمها، ويتم أيضاً استئصال الجزء العلوي منها، والذي يفرز هرمون الغرولين المحفز للشهية، ويقوم بإرسال إشارات للمخ للشعور بالجوع، مشيراً إلى أن المساحة الجديدة للمعدة تعمل على تقليل كمية الطعام، وتزيد من الإحساس بالشبع، وتقلل من الشعور بالجوع، وهو الأمر المطلوب لحصول الجسم على ما يحتاجه فقط دون تراكم الدهون والشحوم وزيادة الوزن.
وقال إن المريض يفقد من 70 إلى 80% من وزنه الزائد خلال سنة واحدة من إجراء الجراحة حتى يصل للوزن المثالي، وتستغرق مدة العملية من 30 إلى 45 دقيقة، ولا يحتاج المريض للبقاء بالمستشفى إلا لليلة واحدة فقط، أما عن فترة النقاهة فلا تتجاوز الأسبوع.
ويقول د. شريف إن العملية تتم من خلال عدة خطوات، حيث يبدأ الطبيب في نفخ تجويف البطن حتى يرتفع جداره لتسهيل عملية دخول المنظار، ثم عمل عدة ثقوب يصل من خلالها المنظار للمعدة، ويرتبط بسلك موصول إلى شاشة تلفزيون تظهر الأمعاء والمعدة، ثم يتم إدخال الملاقط ومعها جهاز لكيّ وقطع الأوعية الدموية والأنسجة عن المنحني الكبير للمعدة، ابتداء من نقطة تبعد 4-6 سم عن الفتحة البوابية للمعدة صعوداً إلى أعلى لاستئصال الجزء العلوي بالقرب من المريء.
وأشار إلى أن عملية تكميم المعدة سميت بذلك نسبة إلى كم القميص، أي أنه يتم تحويل المعدة من شكلها الحالي الذي يشبه البالون أو الأنبوب إلى ما يشبه كم القميص أو الجاكت، وبالتالي تتخد شكل الكم، ولذا سميت تكميم المعدة.
وهي تختلف عن عملية تحويل المسار التي تعتمد على تقليل حجم المعدة مع توصيلها مباشرة بالأمعاء الدقيقة لتقليل الوقت الذي يمتص فيه الطعام وبالتالي يكون الامتصاص قليلاً.
ويأكل المريض كل ما يحلو له من الطعام دون الخوف من زيادة الوزن أو زيادة نسبة السكر في الدم.
وعن المراحل القادمة لعلاج إيمان، قال حتحوت إن الفتاة سيتم خفض وزنها عقب الجراحة حيث تقل كمية الطعام التي سيستفيد منها جسمها، وخلال عام يمكن أن تنقص 70% من وزنها، وخلال تلك الفترة لابد للطبيب أن يفحص كل ما يختص بالجينات الخاصة بإيمان، وهي جينات خاصة بالسمنة و التمثيل الغذائي و الغدد الصماء. وإذا ثبت سلامتها، فالعلاج الباقي سيعتمد على برنامج غذائي مكثف لحين الوصول للوزن المثالي ودون تدخل جراحي مع متابعة نشاط الكلى والقلب والكبد.
ويقول إنه في حالة التوصل لخلل في عمل الجينات سيتم علاج هذا الخلل لكن في كل الحالات سينقص وزن الفتاة وستعيش باقي حياتها بشكل طبيعي.
“العربية.نت” سألت الدكتور شريف عن سبب لجوء الفتاة للعلاج في الهند وهل فعلا لا يتواجد علاج لها في #مصر؟
فقال إنه سمع بحالتها بعد سفرها للهند ولكن علاجها موجود في مصر ويمكن أن يقوم هو بذلك، وما جرى معها في الهند يمكن أن يتم هنا في مصر وبكل سهولة، لكن القدر اختار لها أن تسافر للهند للعلاج، مبدياً استعداده للتواصل معها ومتابعة حالتها طوال فترة وجودها في مصر.
ويبقى سؤال.. ما هي السمنة المفرطة وكيف يمكن تحديد المصاب بها؟
قال أستاذ جراحات السمنة بالقصر العيني إنه يمكن حساب درجة السمنة بمعادلة بسيطة، وهي قسمة الوزن بالكيلوغرام على مربع الطول بالمتر، فإذا كان الناتج أزيد من ٣٠ فالمريض يعاني من السمنة.
ويعطي الدكتور شريف مثالاً على ذلك ويقول لو كان الوزن 100 كيلوغرام والطول 1.7 متر، فنضرب مربع الطول هو 107 في 107 فيكون الرقم 2089، وبعدها نقسم الوزن وهو 100 على الرقم 2089 فيكون الناتج 3406، وهو أعلى من 30، وهنا يكون المريض مصاباً بالسمنة، أما إذا كان الناتج من 25 إلى 30 فالمريض يعاني من زيادة في الوزن فقط.
وقال إنه في بعض الحالات يفشل الرجيم في حالات السمنة المفرطة ويرجع ذلك لوجود هرمونين يتحكمان في الجوع والشبع بالمخ، أولهما هرمون الغرولين المسؤول عن الإحساس بالجوع ويفرز من منقطة قبة المعدة.أما الهرمون الثاني وهو المسؤول عن الإحساس بالشبع، فهو #هرمون_الليبتين ويفرز من الأنسجة الدهنية في الجسم.
وفي حالات السمنة المفرطة ومع محاولات عمل رجيم قاسٍ، يقل حجم الأنسجة الدهنية بسرعة مما يترتب عليه نقص في هرمون الليبتين، وبالتالي ينتج عنه عدم الإحساس بالشبع وزيادة الشراهة، ويعود الوزن إلى ما قبل الرجيم بل قد يزيد.
المصدر : https://arab-turkey.net/?p=7175