خاص تركيا بالعربي
في كل تصريح جديد يتحدث فيه رئيس الجمهورية التركية عن إعادة أمنة للسوريين من تركيا الى مناطقهم في الشمال السوري حتى تبدأ الشائعات تنتشر بين السوريين بقرب إصدار هذا القرار، بل هناك من يتحدث عن أن قرارا بترحيل السوريين قد صدر بالفعل.
هذا الأمر كان يتكرر سابقاً وعلى ما يبدو أنه ما زال يتكرر الآن بعد التصريح الأخير الذي تحدث به الرئيس أردوغان عن عودة أمنة للسوريين إلى مناطقهم بحسب ما رصدت تركيا بالعربي.
وللوقوف على هذه التصريحات التي يتحدث بها الرئيس أردوغان فقد أكد الإعلامي والمختص بالشأن التركي “علاء عثمان” أن هذه التصريحات إنما هي تصريحات طبيعية من رئيس دولة محاذية لدولة فيها حرب وقد لجأ إلى بلده ما لا يقل عن 4 مليون شخص مسجلين وغير مسجلين في دوائر الهجرة في بلده.
ولمزيد من التوضيح وبشكل مبسط فإن هذه التصريحات إنما تندرج تحت بند “تصريحات الرأي السياسي العام لقيادة هذا البلد” والتي تكون موجهة في الأساس سياسياً لقادة دول العالم، حيث يندرج ذلك تحت تبرير العمل العسكري التركي في شمال سوريا.
فكيف لنا أن لا نسمع من رئيس تركيا مثل هذا الكلام وهناك تنظيمات تعتبرها تركيا تنظيمات إرهابية تحتل قرى ومدناً للاجئين يعيشون في تركيا !!.
إذا من المفروض على الرئيس أردوغان سياسياً داخلياً وخارجياً أن يتحدث عن مبررات قوية تخوله الدخول عسكريا لتطهير مناطق في الشمال السوري لاعادة اللاجئين، وإلا سوف تقول له دول العالم لماذا أنت في سوريا وماذا تفعل هناك.
وبالتالي هو سيرد عليهم أن لديه ملايين اللاجئين ويريد تأمين عودتهم إلى مناطقهم وهو ما يعتبر مببراً مشروعاً له.
ومن جهة ثانية قال الإعلامي عثمان أنه لو قارنا هذا التصريح بالتصريحات السابقة للرئيس أردوغان على مدى سنوات الأزمة السورية والتوضيحات التي خرجت على لسان مسؤولين كبار في تركيا فإن فكرة عودة السوريين لن تكون إجبارية إطلاقاً وإنما ستكون طوعية 100%.
ونستذكر نحن وأنتم ما قاله بعض المسؤولين الأتراك اللذين هم على دراية تامة بحقيقة هذه التصريحات، فنجد مثلاً تصريحاً حديثاً لمستشار حزب العدالة والتنمية الحاكم في تركيا السيد ياسين أقطاي حيث قال أن 3 ملايين و 468 ألف و 735 سورياً يعيشون اليوم في تركيا، مرجحاً عودة ما لا يقل عن مليوني سوري، واندماج القسم المتبقي بالمجتمع التركي، دون أن يتسببوا بأية مشاكل خطيرة.
جاء ذلك خلال برنامج حواري جمعه مع نائب حزب الشعب الجمهوري على قناة خبر تورك.
كما نستكر التصريحات التركية الرسمية حول مسألة عودة السوريين ولعل أوضحها كان تصرح نائب رئيس الوزراء التركي “فكري إيشيق” حيث قال أن عودة اللاجئين السوريين في تركيا إلى بلدهم مسألة اختيارية، ولن يُجبر على العودة سوى من يهدد الأمن القومي ويسيء إلى تركيا. (شاهد الفيديو التالي)
وجاء تصريح “إيشيق” في رد على سؤال أحد المذيعين الأتراك حول “ما إذا كانت إعادة الأمن والاستقرار إلى سوريا يعني بالضرورة عودة اللاجئين السوريين بشكل كامل إلى بلادهم”.
وقال إيشيق وقتها : “أنا أرغب بتوجيه السؤال لكم .. من منا يرغب بترك بلاده والعيش في بلد غريب؟ الإجابة لا أحد، الشعب السوري لو لم يُجبر على الهجرة لما غادر بلده، إلا أن ظلم الأسد أجبرهم على الخروج للنجاة بأرواحهم”.
وأضاف: “أنا على ثقة تامة ما إن يحل السلام في سوريا، ويعود الأمن والاستقرار، سيعود قسم كبير من اللاجئين السوريين إلى بلادهم بشكل طوعي”.
وأردف: “نحن بدورنا لن نُجبر أحداً على العودة، فمن شاء عاد ومن شاء بإمكانه البقاء هنا ليعمل معنا في تركيا، ولكن من سيهدد الأمن القومي ويسيء إلى بلادنا ستُجبره الحكومة على العودة دون أن تكترث لدموع عينيه”.
وكان الرئيس التركي رجب طيب أردوغان قد أكد اليوم الاثنين أنهم يهدفون لتأسيس منطقة آمنة من أجل عودة 4 ملايين سوري في تركيا إلى بلادهم.
جاء ذلك في الاجتماع التأسيسي لشبكة تعاون جمعيات الهلال والصليب الأحمر في دول منظمة التعاون الإسلامي، وذلك في مدينة إسطنبول.
وقال أردوغان إلى الآن عاد نحو 300 ألف سوري إلى أراضيهم التي تم تطهيرها من الإرهابيين، مثل أعزاز وجرابلس والباب وعفرين، مبينا أنّ إقامة منطقة آمنة في الأراضي السورية المقابلة للحدود الجنوبية لتركيا سيكون كفيلا بارتفاع عدد العائدين إلى الملايين.
وقال أردوغان : “سنحقق السلام والاستقرار والأمن في منطقة شرق نهر الفرات قريبا، تماما كما حققناه في مناطق أخرى”.
ولفت لوجود تنسيق مع الدول التي لها قوة عسكرية على الأرض، وعلى رأسها روسيا وإمريكا، موكدا وجود مؤشرات إيجابية من الدولتين”.
وشدد على أنّ هدف تركيا هو ضمان أمنها القومي وتعزيزه إلى جانب ضمان وحدة الأراضي السورية”.
وأشار أردوغان إلى أنّ تركيا أنفقت بحسب معطيات الأمم المتحدة، حتى اليوم 35 مليار دولار على كافة اللاجئين، وفي طليعتهم قرابة 4 ملايين سوري.
وقال الرئيس التركي : “الاتحاد الأوروبي لم يفِ بوعوده المتعلقة بمساعدة اللاجئين”.
وحول مكافحة الإرهاب قال أردوغان: “سنطهر المنطقة من عناصر داعش وبقاياها التي يتم تدريبها ضد تركيا”.
وأكد أردوغان أنهم سيقضون على “بقايا داعش التي تركت في المنطقة عن عمد وعلى داعش الذي سيق عن عَمدٍ تجاه تركيا”.
وبين أنّ البلدان الغربية سعت لمكافحة تنظيم “داعش” الإرهابي من خلال تسليح تنظيم إرهابي آخر.
وقال إن بلاده :”لم تقضِ على المنظمات الإرهابية فحسب، بل بذلت جهودًا كبيرة للتخفيف من آثار الأزمات الإنسانية في مناطق النزاع”.
وسلط الرئيس التركي الضوء مجددا على المآسي التي يشهدها العالم الإسلامي قائلا : “ما تزال صيحات الألم ترتفع من مناطق مختلفة من العالم الإسلامي”.
وأردف: “شهد العالم الإسلامي خلال العامين الماضيين مشاكل مؤلمة حقًا”.
وفي السياق نفسه أعرب الرئيس التركي عن أسفه لعدم اتخاذ العالم الإسلامي أي إجراءات فعلية لمواجهة أزمة المجاعة في اليمن”.
وعلى الصعيد العالمي قال أردوغان: “الكثير من الأزمات التي يشهدها عالمنا ليست بسبب نقص الإمكانات المادية إنما بسبب نقص التراحم والإحساس بالآخر”.
وقال أردوغان: ” من الصومال إلى أركان ومن غزة حتى اليمن، مدت تركيا يد العون والمساعدة للمظلومين والمحتاجين في المنطقة، دون النظر لهويتهم العرقية والدينية والمذهبية، ومن هذا المنطلق تعاملت تركيا مع ملايين السوريين بسبب الحرب وفتحت أبوابها لهم دون تردد”.
وأردف: ” لم نقل هل هذا سرياني أو مسيحي أو يزيدي، بل فتحنا الأبواب أمام الجميع، وعملنا على تلبية احتياجاتهم من التعليم والصحة وغير ذلك”.
وانتقد تعامل الدول الغربية مع اللاجئين، قائلا: “10 آلاف طفل لاجئ في أوروبا لا يعرف أين هم وما هو مصيرهم، أما نحن فأمنّا تدريس 650 ألف طفل سوري، وساوينا السوريين مع المواطنين الأتراك في الخدمات الصحية”.
وذكر أنّ تركيا تأتي في المركز الأول عالميا في المساعدات الإنسانية من حيث الناتج القومي، من خلال فعالياتها ومشاريعها التنموية في أكثر من 140 دولة حول العالم.
وللمزيد من التصريحات التركية الرسمية حول مسألة عودة السوريين إجباريا إلى سوريا نترككم مع مداخلة للإعلامي علاء عثمان، ولا تنسوا الاشتراك في قناة تركيا بالعربي على يوتيوب لنوافيكم بكل جديد:
تصريح سابق للرئيس أردوغان في غازي عنتاب حول عودة السوريين
ماذا قال يلدريم من جديد عن عودة السوريين إلى بلادهم
المصدر : https://arab-turkey.net/?p=99709