محمد زاهد جول – أخبار تركيا
تحدث رئيس الجمهورية التركية السيد رجب طيب أردوغان في الاجتماع الاعتيادي مع رؤساء البلديات من حزب العدالة والتنمية الذي يرأسه أردوغان يوم الاربعاء 13 أيلول/سبتمبر 2017، و تناول في حديثه عدداً من القضايا المهمة الدائرة على الساحة التركية وما يتعلق بها داخلياً وخارجياً، والتي ينبغي لرؤساء البلديات أن يهتموا بها، وان يكونوا على بينة مما لدى السياسة التركية من آراء حولها، فكان منها تأكيده: “أنّ بلاده لم تخالف مطلقاً، سياستها الثابتة التي تحرص على عدم إلحاق الضرر بالمدنيين في العمليات العسكرية ، سواء داخل أم خارج البلاد”، جاء ذلك بعد أن تعرض الجيش التركي لاتهامات بأن طائراته المسيرة بدون طيار قد استهدفت عددا من المواطنين الأتراك جنوب شرق البلاد أثناء مكافحتها للإرهابيين هناك، والغريب أن هذا الاتهام لم يصدر عن دولة أوروبية أو من دولة تستهدف تركيا وجيشها وسمعتها بالعداء، وإنما جاء من أحد نواب أكبر حزب سياسي تركي في المعارضة التركية، وهو نائب عن حزب الشعب الجمهوري المعارض!
إن الفكرة التي أراد الرئيس أردوغان معالجتها هنا، هي أن مكافحة الإرهاب لن تتوقف، والإرهاب الذي يقصده الرئيس هو إرهاب حزب العمال الكردستاني بالدرجة الأولى، وإن كان لا يستثني إرهاب تنظيم آخر يستهدف الأمن القومي التركي، واستعمال هذه الطائرات لا يمكن الاستغناء عنه، وأن القوات المسلحة التركية لا يمكن أن تستهدف مواطنين مدنيين أبرياء بهذه الطائرات المسيرة بدون طيار ، لأنها تستهدف الإرهابيين فقط، وهذا لا ينفي أن تقع بعض الأخطاء ولكن التحقيقات لم تؤكد ذلك، والنقطة الأساسية الأخرى هي أن وقوع أخطاء ـ على فرض وقوعها ـ لا تبحث علنيا وتحت قبة البرلمان، وبالأخص أنها تهم غير ثابتة أولاً، وأن الأحزاب السياسية التركية تستطيع مخاطبة قيادة الجيش التركي للاستفسار عنها بطريقة سليمة وقانونية، وليس بطرق تشهيرية ضد الجيش، فقال أردوغان:” لا يحق لأي نائب في البرلمان التركي أن يدلي بتصريحات من شأنها المساس بقيم الشعب التركي، أو الإعلان عن استيائه من الإنجازات التي تحققها قواتنا المسلحة في مجال مكافحة الإرهاب”، فهذا تصويب إداري وسياسي لطرق وأماكن معالجة الأخطاء في هذا المجال لو وقعت، أما استغلال البرلمان لتسجيل مواقف تنافس أو صدام بين الأحزاب السياسية التركية فهو تصرف مخطئ ، فساحة التنافس الحزبي هي في صناديق الاقتراع، والجيش التركي ليس جيش حزب العدالة والتنمية وإنما هو جيش الشعب التركي كله، بكل قومياته وأحزابه في السلطة والمعارضة وتياراته السياسية.
والنائب الذي يقدم نقضه للقوات المسلحة التركية بهذه الطريقة يضع نفسه في صف الدول التي تعادي التقدم التقني الذي أصبحت القوات المسلحة التركية تمتلكه بقدراتها الذاتية.
إعلان
واضاف أردوغان بهذا الخصوص:”هناك بعض الدول التي تنزعج من إمكاناتنا وقدراتنا العسكرية ومن تصنيعنا لأسلحتنا بطاقات وكفاءات محلية، لكننا سنستمر في ذلك من أجل حماية وطننا وشعبنا”، لذا ليس من الصواب أن يهاجم نائب تركي الجيش التركي بهذه الطريقة، فالجيش يدافع عن كل أبناء الشعب التركي بكل قومياته وأحزابه، وبين أردوغان أن تركيا قد انجزت اتفاقية شراء صواريخ إس400 المتقدمة مع روسيا، وقال: “نخطو خطوات مهمة لتعزيز قدراتنا الدفاعية، وهناك جهات دولية أبدت استيائها من هذه الخطوة، وأقول لهم إنّ تركيا ستتخذ كافة التدابير اللازمة لحفظ أمنها”.
بهذه الكلمات تناول أردوغان قضية داخلية وأخرى خارجية، وشأنا داخليا واجتماعيا وعقديا وإيمانيا يهم الشعب التركي وقيمه الحضارية، فعلّق أردوغان على قيام بعض بلديات حزب العدالة والتنمية بنصب تماثيل له، كما فعلت الأحزاب الأخرى تماثيل لزعمائها، مبينا لهم أنه يرفض هذا النهج الذي يتعارض مع القيم الايمانية للشعب التركي المسلم، فقال بهذا الخصوص: “أُعرب عن أسفي لنصب تمثالي من قِبل بعض بلديات حزبنا، وأؤكد أنّ مثل هذه التصرفات تتنافى مع القيم التي نؤمن بها، فأنا لا أريد تماثيل بل أدعوكم لبذل المزيد من الجهود لخدمة المواطنين”، وهذا موقف ينبغي أخذه بعين الاعتبار لكل من يكتبون عن أردوغان، سواء الذين يصفونه بالدكتاتور أو بالسلطان أو غيرها من الأوصاف الوهمية، فالفكرة الأساسية التي يريدها أردوغان من رؤساء البلديات التابعة لحزب العدالة والتنمية وتنطبق على باقي رؤساء البلديات الآخرين هي خدمة المواطنين، وليس خدمة الرئيس بطريقة غير صحيحة في نظر رئيس الجمهورية أردوغان، وتأكيده على أنها فكرة تتنافى مع القيم التي نؤمن بها، تأكيد على أن ما نؤمن به ليس تعظيم الأشخاص وإنما تعظيم أعمالهم ومشاريعهم ونجاحهم بدون مخالفة لما نؤمن به من قيم دينية، وفي ذلك تسجيل لموقف تاريخي في حياة أردوغان لمن يعاصرونه ولمن يأتون بعده، أنه لا يرضى أن تصنع له التماثيل التي تمجده، ولكنها تقلل من قدره لو قبل بذلك، فليس المطلوب ونحن نقدر الرؤساء أو القادة العظام أن نقدرهم بطريقة مخالفة لقيمنا وحضارتنا التي نفتخر ونعتز بها.
هذه هي صفاة القائد الجيد
الذي ينظر الى نفسه بأنه أجير عند من خوله رعاية أمره
باعتباره خادم لشعبه يسهر لرعايتهم بما يرضي الله
ولن يرضى أن يمجد في حياته بل يترك أثرا طيبا يسجله التأريخ
وتمجده الأجيال على مر العصور ويكون في ميزان حسانته
ليلقى الله ليس في ذمته مظلمه لانسان أو حيوان ليفوز برضى ربه
فيسكنه أعلى الجنان وذلك هو الفوز العظيم
اللهم وفق ولاة أمورنا لماتحبه وترضاه وأرهم الحق حقا ووفقهم لاتباعه
وأرهم الباطل باطلا ووفقهم اجتنابه
اللهم آمين يارب العالمين
و نعم القائد،
لا أعتقد أن هناك كلام ينصف ما يقدمه سيادة الرئيس أردوغان و حكومته ،
حماكم الله و وفقكم لما فيه خير البلاد و العباد.