آيا صوفيا في اسطنبول
ما هي قصة آيا صوفيا
يعتبر بناء (آيا صوفيا) الذي كان رمزاً لبيزنطة في أكبر قلاعها بـ (القسطنطينية/إسطنبول الحالية) أحد أبرز التحف المعمارية التي تضمها تركيا، كما أنه من أشهر المناطق السياحية في اسطنبول إلى جانب جزيرة الاميرات، وشارع الاستقلال، حيث يشكل البناء الذي توالى وصفه على مر العصور والظروف السياسية والاستراتيجية رمزاً للقوة والسيطرة على الأرض التي شيّد عليها والمرآة التي تعكس التطلع الديني والقومي لها، وذلك منذ عهد مُنجر البناء الإمبراطور البيزنطي (قسطنطين) وصولاً للرئيس التركي الحالي (رجب طيب أردوغان)، حيث وعند زيارة أي شخص إلى إسطنبول سواءً من داخل تركيا أو خارجها لا بد له من زيارة (آية صوفيا) التي تعد أهم معالم المدينة وأشهرها على مر العصور، فما قصة البناء ومن بناه ومتى ولماذا تمت تسميته بهذا الاسم.
من بنى آيا صوفيا
تم تشييد آيا صوفيا كتحفة معمارية تاريخية تقع في القسطنطينية/إسطنبول، وتم تشييدها في الأصل ككاتدرائية أرثوذكسية شرقية في القرن السادس من قبل الإمبراطور البيزنطي (قسطنطين الأول) وعلى يد اثنين من المهندسين المعماريين هما Anthemius of Tralles و Isidorus of Miletus، حيث تم تشييد المبنى في البداية ككاتدرائية ومقر خدمة لبطريرك القسطنطينية أعلى سلطة في الكنيسة الأرثوذكسية الشرقية وكانت تعتبر أكبر كاتدرائية في العالم منذ ما يقرب من ألف عام، وقد استمر الحال على ما هو عليه حتى العام 1204، حيث وخلال الحملة الصليبية الرابعة غزا الصليبيون الأوروبيون القسطنطينية وتم تحويل الكاتدرائية إلى كاتدرائية رومانية كاثوليكية
وفي عام 1261 استعادت الإمبراطورية البيزنطية مدينة القسطنطينية واستخدمت الكاتدرائية مرة أخرى ككاتدرائية أرثوذكسية شرقية واستمرت بذلك حتى سيطرة الإمبراطورية العثمانية على المدينة عام 1453.
إعلان
ما سبب تسمية ايا صوفيا بهذا الاسم
تم بناء الكنيسة الأصلية في القرن السادس من قبل الإمبراطور البيزنطي (قسطنطين الأول) وصُممت لتكون أكبر كاتدرائية في العالم. حيث اشتهرت الكنيسة بحجمها الضخم وزخارفها المتقنة وتصميمها المعماري المبتكر الذي يجمع بين عناصر من الطرز الرومانية والبيزنطية والإسلامية.
يعود الأصل في تسمية كنيسة آيا صوفيا المعروفة أيضًا باسم كنيسة الحكمة المقدسة للإيحاء لدورها في ذلك الوقت، حيث وإلى جانب مكانتها الدينية كانت تعد وظيفتها مركزاً للعبادة المسيحية والتعلم في الإمبراطورية البيزنطية، واسم “آيا صوفيا” يوناني ويعني “الحكمة المقدسة” ، ويعكس دور الكنيسة كمكان يمكن للمؤمنين البحث فيه عن الحكمة الإلهية والحصول عليها.
وتم بناء الكنيسة في القرن السادس في القسطنطينية (إسطنبول) التي كانت عاصمة الإمبراطورية البيزنطية ، وأصبحت من أهم المعالم المعمارية والثقافية في عالم العصور الوسطى، وقد اشتهرت بحجمها الكبير وزخارفها المتقنة وتصميمها المعماري المبتكر الذي يجمع بين عناصر من الطرز الرومانية والبيزنطية والإسلامية، وقد خضعت كنيسة آيا صوفيا للعديد من التجديدات والتغييرات على مر القرون.
إعلان
لماذا تم تحويل ايا صوفيا الى مسجد
يعود تحويل الكنسية إلى مسجد لعهد السلطان العثماني محمد الفاتح، الذي تحققت في عهده (البشارة النبوية) بعد فشل حملات إسلامية كثيرة للسيطرة على القسطنطينية، حيث وفي عام 1453 رأى المسلمون العثمانيون ، في الكنيسة رمزاً مهماً لانتصارهم وسعوا إلى تخصيصها لمعتقداتهم الدينية، حيث تم تحويل الكنيسة إلى مسجد مع إضافة العديد من العناصر المعمارية الإسلامية مثل المآذن والمحراب، وقد بقيت آيا صوفيا كمسجد حتى العام 1935، حيث حولها رئيس الجمهورية التركية آنذاك (مصطفى كمال أتاتورك) إلى متحف، قبل أن يعود الرئيس الحالي رجب طيب أردوغان العام الماضي ويعيد افتتاحها كمسجد للعبادة.
محمد الفاتح
يعد السلطان العثماني (محمد الثاني) المعروف باسم (محمد الفاتح) أبرز سلاطين الدولة العثمانية وأكثرهم قوة وصيتاً، وقد اكتسب هذه المكانة خاصة بعد سيطرته على آخر وأكبر معاقل بيزنطة في الأناضول متمثلة بمدينة القسطنطينية سنة 1453 لتصبح بعد ذلك عاصمة لدولته، وقد عرف عنه وشهد حتى أعداءه بنجاحاته العسكرية وجهوده لتحديث وتوسيع الإمبراطورية العثمانية.
إعلان
ولد محمد الثاني عام 1432 وأصبح سلطانًا عام 1444 عن عمر يناهز 12 عاماً، وقد واجه العديد من التحديات خلال فترة حكمه المبكرة ، بما في ذلك معارضة له من داخل البلاط العثماني وتهديدات من القوى المجاورة، ومع ذلك فقد تمكن من التغلب على هذه التحديات وإثبات نفسه كحاكم قوي وفعال.
كان فتح القسطنطينية أحد أهم إنجازات محمد الثاني التي كانت عاصمة الإمبراطورية البيزنطية لأكثر من 1000 عام. كانت المدينة محمية جداً وصمدت في وجه العديد من الهجمات السابقة ، لكن محمد الثاني كان قادرًا على السيطرة عليها بمساعدة جيش كبير ومجهز بالمدافع وأسلحة الحصار الفتاكة، حيث اعلن القسطنطينية بعد فتحها عاصمة جديدة للإمبراطورية العثمانية ، وشرع في سلسلة من التجديدات ومشاريع البناء التي ساعدت على تحديث المدينة.
يُعرف محمد الثاني أيضًا بجهوده لإصلاح وتحديث الإمبراطورية العثمانية، حيث نفذ إصلاحات إدارية وقانونية وعسكرية وشجع التبادل الثقافي والفكري مع الغرب، وكان راعي الفنون وراعي العلماء وكان له الفضل في المساعدة في جعل الإمبراطورية العثمانية مركزًا ثقافياً وفكرياً رئيسياً، وقد توفي سنة 1481.
يد السلطان العثماني
كانت “يد السلطان العثماني” مكانة رمزية داخل الإمبراطورية العثمانية تمثل القوة الشخصية والسلطة للسلطان، وكان الشخص الذي شغل هذا المنصب مسؤولاً عن تنفيذ أوامر السلطان وتمثيل مصالحه في مختلف شؤون الدولة، لقد كانت “يد السلطان العثماني” مسؤولاً رفيع المستوى يتمتع بقدر كبير من النفوذ والسلطة داخل البلاط العثماني، وكان مسؤولاً عن إدارة شؤون السلطان الشخصية وكان غالبًا ما يشارك في إدارة الإمبراطورية. بالإضافة إلى مهامه الإدارية كانت “يد السلطان العثماني” مسؤولة أيضًا عن تنفيذ أوامر السلطان وتنفيذ إرادته.
غالبًا ما كان منصب “يد السلطان العثماني” يشغله أحد المقربين أو أحد أقارب السلطان ، وكان يُنظر إليه على أنه علامة على الثقة والرضا الكبيرين، وقد ذهب كثير من الذين شغلوا هذا المنصب ليصبحوا شخصيات قوية ومؤثرة داخل البلاط العثماني بل إن بعضهم أصبح هم أنفسهم سلاطين، حيث كانت “يد السلطان العثماني” موقعًا مهمًا ومؤثراً داخل الإمبراطورية العثمانية ولعبت دوراً مهماً في إدارة الإمبراطورية وحكمها.
متحف آيا صوفيا
متحف آيا صوفيا الذي بات قسماً من البناء الكبير الذي تمت إعادة افتتاحه إلى مسجد العام الماضي، هو الآخر بات مفتوحاً ويجذب ملايين الزوار كل عام ويضم مجموعة متنوعة من المعروضات بما في ذلك الفسيفساء واللوحات الجدارية وغيرها من الأعمال الفنية من الحقبة البيزنطية والعثمانية. كما يعد المتحف أيضا موطناً لمجموعة من المخطوطات النادرة والتحف التاريخية الأخرى، التي تتضافر جميعها لتكتب حكاية المبنى منذ تشييده وطرق الأجراس فيه وحتى رفع الأذان.
آيا صوفيا في منطقة السلطان أحمد
لا يكد يمر ذكر منطقة السلطان أحمد في إسطنبول، حتى يتبادر للذهن (آيا صوفيا)، ويقع المبنى في المركز التاريخي للمدينة وهو من أشهر مناطق الجذب السياحي في إسطنبول، حيث بالقرب من المعالم الشهيرة الأخرى مثل المسجد الأزرق وقصر توبكابي ، ويمكن الوصول إليه بسهولة بواسطة وسائل النقل العام. وتعد المنطقة المحيطة أيضاً موطناً للعديد من المطاعم والمحلات التجارية والمعالم الثقافية والتاريخية الأخرى. وغالباً ما يشمل زوار إسطنبول زيارة آيا صوفيا كجزء من مسار رحلتهم ، حيث إنه مبنى فريد وبديع ذو تاريخ غني وأهمية ثقافية.
المصدر : https://arab-turkey.net/?p=107357