أبرز التحديات التي يواجهها الطلاب السوريون في تركيا؟

Alaa13 أكتوبر 2017آخر تحديث : الجمعة 13 أكتوبر 2017 - 12:13 مساءً
أبرز التحديات التي يواجهها الطلاب السوريون في تركيا؟

يعاني الطلبة السوريون في بلاد اللجوء أزمات عدة من ناحية التعليم والمدارس ومناهجها المتنوعة، فقد كانت البداية في المناطق المحررة بالمنهاج الليبي والمنهاج المعدل من قبل “هيئة علم” والتي عملت على طباعة الكتب وتوزيعها للطلبة السوريين في الداخل السوري وخارجه وذلك حتى نهاية عام 2014 عندها بدأت وزارة التربية التركية بضم المدارس السورية في تركيا تحت كنفها.

المدارس السورية في تركيا

تستمر المدارس السورية في تركيا أو ما باتت تعرف “بالمراكز التعليمية المؤقتة” بمسيرتها المبهمة وغير المعروفة للطلبة أو المعلمين السوريين في ظل القرارات العدة التي تقرها وزارة التربية التركية بحق المدارس والمدرسين السوريين، والتي كان آخرها وضع عددٍ من المدرسين الأتراك وتعيينهم جنباً إلى جنب مع المدرسين السوريين في كافة الاختصاصات والمجالات.

ما تزال المناهج المعدلة من قبل وزارة التعليم الحرة في الحكومة المؤقتة توزع وتدرس حتى الآن في المدارس السورية، إلا أن بعضاً من التغييرات طرأت على البرامج الدراسية والخطة التدريسية، فقد تم تخصيص ثلاث حصص يومياً للغة التركية وإزالة مواد عدة كالتاريخ والجغرافيا، وتخفيف حصص مواد أخرى، كالرياضيات واللغة العربية والعلوم وغيرها م

عملية الدمج

كما اعتمدت وزارة التربية في تركيا خططاً جديدة بدأت بتطبيقها خلال العام الحالي، حيث قامت بدمج طلاب الصف الأول والثاني داخل المدارس التركية وتدريسهم المنهاج التركي جنباً إلى جنب مع الطالب التركي، كما قامت بدمج طلاب الصف التاسع في المدارس العامة والمهنية والشرعية، سعياً منها لتأمين مستقبلٍ دراسي للطالب السوري يشابه الطالب التركي ويوازيه.

تخللت عمليات الدمج بعضاً من المشاكل في المدارس التركية، حيث كانت اللغة أكبر مشاكل الطالب السوري في ظل عدم معرفته التامة باللغة التركية ومفرداتها، وازدادت طلبات الطلاب الأتراك أن يتم إخراج الطلبة السوريين من مدارسهم لأن البعض منهم لم ينسجم معهم، كما وُجدت العديد من المشاكل والصعوبات أمام عملية الدمج، وتعمل وزارة التربية التركية مع المدراء السوريين على حل أغلب هذه المشاكل والاستمرار في عملية الدمج.

أما بالنسبة للطلبة السوريين الواصلين لنهاية المرحلة الثانوية والمقبلين على امتحانها العام، فقد عملت التربية التركية على تدريسهم في المدارس السورية وبنفس المواد السابقة وقامت بتحديد امتحان لهم مشابهٍ للامتحان التركي العام وبنفس التوقيت، والذي يطلق عليه “الامتحان المعياري” والذي يعطي الفرصة للطالب السوري الدخول إلى الجامعات التركية بعد نجاحه وحصوله على الشهادة المعيارية.

امتحان معياري

وفي ظل الطلب المستمر من الطلاب للحصول على شهادات معترفٍ بها، فقد تم افتتاح امتحان جديد لطلاب المرحلة الثانوية ويدعى “امتحان التعليم المفتوح” والذي يضم 15 مادة متنوعة باللغة التركية، منها المواد الإسلامية والسيرة النبوية والرياضيات والكيمياء والتاريخ وغيرها من المواد، حيث يستطيع الطالب دراسة مادتين فقط وتقديم الامتحان بهما ويحصل في نهاية المطاف في حال نجاحه على شهادةٍ تخوله الدخول إلى كافة الجامعات التركية وبكافة الاختصاصات الموازية لمجموعه العام.

“إبراهيم” طالب سوري استطاع اجتياز امتحان التعليم المفتوح، وقام بالتقدم إلى الجامعات التركية واستطاع القبول في جامعة أنطاكيا، قال لمراسل أورينت نت: “لم أستطع النجاح خلال امتحان السنة السابقة بسبب عدم قدرتي على متابعة المدرسة وانشغالي بأعمالي المساعدة لعائلتي، حضرت دورةً للمواد الإسلامية هذا العام واستطعت اجتياز امتحان التعليم المفتوح وبمعدلٍ جيد، وقبلتُ في جامعة أنطاكيا وسأبدأ دراستي مع بداية العام الدراسي الجديد”.

كل هذه القرارات والعمليات التي أجرتها التربية التركية كان هدفها دمج الطالب السوري في المجتمع التعليمي التركي وزيادة فرص حصوله على مستقبلٍ تعليمي أفضل، حيث ضمت الوزارة المدارس السورية كلها ضمن نظام التعليم التركي وبقي المعلمون السوريون ضمن هذه المدارس ويحصلون على رواتبهم الشهري من منظمة اليونيسيف.

يدور الحديث المعتاد في كل سهرات وجلسات المدرسين السوريين في تركيا، حول مصير المدرس السوري في حال توقف الدعم المادي من اليونيسيف، وللأسف لا يوجد جوابٌ كافي، فقد أقرت اليونيسيف أنها ستستمر بتقديم الدعم المادي للمدرسين السوريين حتى نهاية عام 2019، وبعد تلك المدة ستوجد وزارة التربية التركية خطة للمدرسين السوريين لدمجهم ضمن المدارس التركية أو بعضها.

التعليم والمدارس في الداخل

بالمقابل، أوضح ياسين الياسين، مدير التربية الحرة في محافظة إدلب، وضع التعليم في الداخل السوري، واطلعنا على الوضع العام في المدارس السورية، وتبعيتها وآلية العمل المتبعة فيها.

وبحسب “الياسين”، فإنه يتم تدريس المنهاج السوري المعدل من قبل الحكومة المؤقتة، والذي تم تنقيحه وفلترته وإزالة التمجيد الكبير لحافظ الأسد وابنه المجرم بشار، والانتصارات الوهمية التي كانوا يتغنون بها خلال فترة حكمهم، والعديد من التواريخ المغلوطة والتشويه التاريخي الكبير في المواد الدراسية.

وأوضح ياسين لأورينت نت أن أكثر من 1130 مدرسة تتبع لمديرية التربية الحرة في محافظة ادلب، تضم المراحل الدراسية كافة، والتي تضم ما يزيد عن 4000 معلمٍ وإداري يتبعون للمجمعات التربوية المنتشرة في المناطق والمدن والبلدات.

وفي خضم القصف العنيف الذي تتعرض له المناطق والبلدات في محافظة إدلب، فقد تم إغلاق المدارس حتى إشعارٍ آخر من قبل مديرية التربية، وذلك حرصاً منهم على سلامة الطلاب والمعلمين، حيث كانت المدارس الهدف الأول للطائرات الروسية خلال حملة القصف العنيفة التي تشنها.

رابط مختصر

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.