أكد الرئيس رجب طيب أردوغان، الثلاثاء، أن تركيا لن تسمح أبدًا بجعل القبارصة الأتراك أقلية داخل دولة قبرص رومية.
جاء ذلك في مؤتمر صحفي مشترك مع نظيره القبرصي التركي مصطفى أقينجي، عقب عقدهما اجتماعا ثنائيا بالعاصمة القبرصية لفكوشا.
وأضاف أردوغان أن تركيا لن تسمح أيضًا بأن يكون القبارصة الأتراك ضحية عدم إيجاد حل للقضية القبرصية.
وأشار إلى أن قضية قبرص تعتبر قضية قومية بالنسبة لتركيا. مؤكدًا أن بلاده تهدف لإيجاد حل عادل ودائم فيها.
وأضاف “هدفنا تحويل جمهورية شمال قبرص التركية خلال المرحلة المقبلة إلى مركز جذب في شرق البحر المتوسط لرفع نصيب الفرد فيها من الناتج القومي”.
وأعرب عن سعادته من زيارته إلى قبرص التركية عقب إعادة اختياره رئيسًا لتركيا في ظل النظام الرئاسي الجديد.
وأوضح أنه بحث مع أقينجي خلال لقائهما الثنائي قضايا عدة ذات الاهتمام المشترك، على رأسها المرحلة التي وصلت إليها مفاوضات القضية القبرصية.
وبيّن أنه التقى مع رئيس حكومة قبرص التركية، طوفان أرهورمان وأعضاء حكومته خلال مأدبة العمل. وأضاف: “قبرص قضيتنا القومية، وغايتنا هي إيجاد حل عادل ودائم فيها”.
وحمّل أردوغان الشطر الرومي من الجزيرة مسؤولية عدم إيجاد حل شامل في قبرص منذ عقود. مضيفًا: “للأسف لم يتكلل مؤتمر قبرص الذي عقد قبل عام بنتيجة، وسبب ذلك هو أن الجانب الرومي لا يزال يرى نفسه المالك الوحيد للجزيرة”.
وأشار الرئيس التركي إلى أنهم سيواصلون جهودهم البناءة الرامية لإيجاد حل يساهم في تعزيز الاستقرار في شرق البحر الأبيض المتوسط.
وقال “وقفنا دائما بجانب القبارصة الأتراك، وسنواصل ذلك”.
بدوره، أشار أقينجي إلى أن الجانب التركي لن يكون بعد الآن جزءا من مفاوضات لا نهاية لها. مضيفًا “يجب أن يُفهم أنه لا يمكن الوصول إلى نتيجة في محادثات مفتوحة لا تركز على النتائج”.
ولفت إلى أن إدارة الجانب الرومي تتجاهل حقوق القبارصة الأتراك في الموارد الطبيعية للجزيرة، وتصر على موقفها البعيد عن روح التشارك والتعاون.
وأكد أنه ليس واردًا أن تتخلى بلاده عن حقوقها في شرق المتوسط، معربًا عن تمنياته بأن تصحح إدارة قبرص الرومية أخطائها بأقرب وقت، وتتبنى منظور أوسع، يتيح امكانية بناء مستقبل مشترك عبر تقاسم الثروات المشتركة.
وقدمه أقينجي تعازيه لسقوط 24 ضحية وإصابة أكثر من 120 في حادثة القطار التي وقعت الأحد الماضي.
وعقب اختتام زيارته القصيرة، غادر الرئيس التركي العاصمة لفكوشا عائدًا إلى تركيا.
وفي وقت سابق وصل أردوغان، إلى جمهورية شمال قبرص التركية قادمًا من أذربيجان، في ثاني زيارة رسمية له بعد توليه رسميًا منصبه الرئاسي أمس طبقًا للدستور الجديد.
ويحرص الرؤساء الأتراك على إجراء أولى زياراتهم الخارجية الرسمية، إلى أذربيجان، وهي إحدى الجمهوريات الناطقة بالتركية، ومن ثم إلى جمهورية شمال قبرص التركية.
ومنذ عام 1974، تعاني جزيرة قبرص من الانقسام بين شطرين، تركي في الشمال، ورومي في الجنوب، فيما رفضَ القبارصة الروم في العام 2004، خطة قدمتها الأمم المتحدة لتوحيد شطري الجزيرة.
وتمحورت المفاوضات القبرصية، التي جرت بسويسرا، في يوليو/تموز الماضي، حول 6 محاور رئيسة هي: الاقتصاد، وشؤون الاتحاد الأوروبي، والملكيات، إلى جانب تقاسم السلطة (الإدارة)، والأراضي، والأمن والضمانات.
ويطالب الجانب القبرصي التركي ببقاء الضمانات الحالية، حتى بعد التوصل إلى الحل المحتمل في الجزيرة، ويؤكد أن التواجد التركي (العسكري) في الجزيرة شرط لا غنى عنه بالنسبة للقبارصة الأتراك.
أما الجانب القبرصي الرومي، فيطالب بإلغاء معاهدة الضمان والتحالف، وإنهاء التواجد التركي في الجزيرة عقب تحقيق أي حل.
المصدر : https://arab-turkey.net/?p=61111