حين نرى إنساناً مريضاً نعرف مرضه من شحوب لونه وامتقاع سحنته وعجزه عن خدمة نفسه بكفاءة ونشاط. وكذلك مرض العالم الإسلامي صار ظاهراً حتى لعوام المسلمين وأصبح معروفا للداني والقاصي. وقد ألف المسلمون لذلك قصائد ومناحات ويمكن تعداد آثارها. ربما لست ماهراً في تشخيص هذا المرض بدقة. نحن نخرب بيوتنا بأيدينا وفيما بين بعضنا، ونستعين على بعضنا بالذين نقول عنهم أعداءنا. ننفق أموالنا وأنفسنا في سبيل ذلك. وصدق الله لما قال عن الكافرين الذين ينفقون أموالهم فسينفقونها حتى تكون عليهم حسرة ثم يغلبون ثم يحشرون أيضاً في عذاب الجحيم. كل شيء إلى الوراء والخسارة. ولا نجرؤ على أن نعيد النظر حتى سراً فيما بين جوانحنا. كيف يتسنى لنا تجاوز هذه الأزمة؟