قال وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو، إن هناك توافقا واضحا في خارطة الطريق (مع واشنطن)، للانتقال إلى مناطق أخرى (شمال سوريا) بعد إتمام مهمتنا في منبج.
جاء ذلك خلال استضافته من قبل محرري الأناضول اليوم الجمعة في العاصمة أنقرة.
وأضاف جاويش أوغلو، “إن انسحاب تنظيم “ي ب ك / بي كا كا” الإرهابي من خط الدوريات التي نسيرها في المنطقة (ضمن الاتفاق مع الولايات المتحدة)، لا يعني انسحابه من منبج”.
ولفت إلى أن تنظيم “ي ب ك / بي كا كا” الإرهابي، مارس الظلم والاضطهاد على 400 ألف كردي سوري، وهجرهم من مناطقهم وصادر ممتلكاتهم، وأغلق مكاتب الأحزاب السياسية الكردية الأخرى.
وبين جاويش أوغلو أنه ينبعي أن تعود ظروف الحياة في المناطق الواقعة تحت سيطرة تنظيم “ي ب ك / بي كا كا” الإرهابي إلى ما قبل استيلائه على تلك المناطق.
وأكد أنهم سيحافظون على التركيبة الديموغرافية في المناطق التي سيطر عليها تنظيم “ي ب ك / بي كا كا” بعد إخراجه منها، وسيتم تشكيل وحدات إدارية وأمنية من السكان المحليين، حيث ستكون تلك الوحدات من أغلبية كردية في مدينة عين العرب على سبيل المثال، وكل منطقة بحسب سكانها، ولن يكونوا من أعضاء “ي ب ك / بي كا كا”.
وأضاف جاويش أوغلو أن 190 ألف لاجي سوري عادوا إلى المناطق المحررة في منطقة درع الفرات، وأن 40 ألف سوري عادوا إلى مناطقهم في عفرين التي تم تحريرها من الإرهاب في إطار عملية غصن الزيتون.
وأردف أن تركيا تريد تشكيل مناطق آمنة للسوريين من أجل عودة اللاجئين إلى بلادهم، موضحا أن أعدادا كبيرة من اللاجئين السوريين سيعودون إلى بلادهم بعد تحقيق الاستقرار في المناطق شرقي نهر الفرات في شمالي سوريا، من خلال إخراج تنظيم “ي ب ك / بي كا كا” الإرهابية منها.
وحول العلاقات مع واشنطن قال جاويش أوغلو: “إن الإدارة الأمريكية لا ترغب في تعكير علاقاتها مع تركيا (بسبب مسألة منظومة صواريخ إس ـ 400 التي ستشتريها أنقرة من موسكو)”، مؤكد أن “الرئيس دونالد ترامب على وجه الخصوص لا يريد تعكير العلاقات مع تركيا، وأنه يكن احتراما للرئيس أردوغان”.
وأردف جاويش أوغلو قائلا “عندما نضع أمام الولايات المتحدة كافة المسائل المتعلقة بمنظمة غولن الإرهابية، سنرى مدى اهتمامها بالأمر.. على واشنطن ألا تخسر حليفا مثل تركيا”.
وحول العقوبات التي فرضتها الولايات المتحدة على إيران، أشار جاويش أوغلو أن تلك القرارات (العقوبات) التي اتخذتها واشنطن ضد إيران غير صائبة.
ولفت جاويش أوغلو إلى أن بلاده تريد توقيع اتفاقية إعادة المهاجرين مع إيران، وأنهم قدموا مقترحا إلى المسؤولين الإيرانيين بهذا الخصوص، وينتظرون الرد.
وأوضح أن إيران تعتبر دولة ينتقل عبرها المهاجرون، مبينا أن مسألة الهجرة وطلب اللجوء باتت من أهم المشاكل في العالم في الوقت الراهن.
وأكد جاويش أوغلو “أنه يتعين على إسرائيل أن تتخلى عن الظلم وقتل الناس من أجل تطبيع العلاقات مع تركيا”.
وأردف “أن تل أبيب تتخذ خطوات رادعة ضد مواطنينا الذاهبين إلى القدس وسنقوم بالرد على ذلك” (تعليقا على توقيف التركية أيبرو أوزكان في إسرائيل).
وأشار جاويش أوغلو إلى أن النمسا على طريق اتخاذ خطوات مشابهة لألمانيا بخصوص منع الشعارات المرتبطة بمنظمة “بي كا كا” الإرهابية.
وأشار جاويش أوغلو إلى أن حلف شمال الأطلسي (ناتو)، سيعقد قمة في 11 ـ 12 تموز / يوليو الجاري، وستكون مسألة مكافحة الإرهاب على أجندته، مؤكدا أن التنظيمات الإرهابية تعتبر أكبر تهديد للناتو وحلفائه.
وأوضح أن الناتو سيكون له برنامج تدريبي لقوات الأمن العراقية، وأن تركيا ستأخذ دورا فاعلا فيه.
وأكد جاويش أوغلو أن تركيا ستتخذ مع العراق خطوات مشتركة من أجل تطهير الأراضي العراقية من انتشار منظمة “بي كا كا” الإرهابية، بعد تشكيل حكومة جديدة في العراق.
وأشار إلى أن تركيا تبذل جهودا من أجل إنشاء أفضل العلاقات مع العراق.
وبين أنه بعد تشكيل الحكومة العراقية الجديدة سيتخذ البلدان خطوات في المجال التجاري، حيث سيكون هناك موضوع افتتاح معبر “أوفا كوي” الحدودي مع العراق.
وأضاف أنهم بدأوا أعمالهم من أجل إعادة افتتاح القنصليتين التركيتين في البصرة والموصل، بعد أن تم إغلاق الأولى لدواع أمنية، والثانية بسبب سيطرة داعش على مدينة الموصل.
وأكد أن تركيا ستعزز علاقات التعاون مع الحكومة العراقية المقبلة، وأنها ستعمل كل ما يلزم من أجل تطهير الأراضي العراقية من منظمة “بي كا كا” الإرهابية.
ومؤخرا، توصلت واشنطن وأنقرة إلى اتفاق على “خارطة طريق” حول منبج، تضمن إخراج إرهابيي تنظيم “ي ب ك / بي كا كا” منها، وتوفير الأمن والاستقرار للمنطقة.
وينص الاتفاق على تشكيل مجلس محلي من أبناء منبج لإدارتها، عقب خروج الإرهابيين من المدينة التي يشكل العرب نحو 90 بالمئة من سكانها.
وكان التنظيم احتل منبج التابعة لمحافظة حلب في أغسطس / آب 2016 بدعم أمريكي، في إطار الحرب على تنظيم “داعش” الإرهابي.
المصدر : https://arab-turkey.net/?p=60525