تحمل الانتخابات المبكرة أهمية كبيرة للسوريين في تركيا بنفس القدر الذي تحمله بالنسبة للشعب التركي أيضا، فهواجس الخوف على مستقبل وجودهم في البلاد ما زالت تؤرقهم .
حيث أنه بعد تصريحات عديدة أطلقتها المعارضة التركية مرال أقشنر ضمن حملاتها الدعائية هاجمت السوريين في تركيا، ودعت إلى إعادتهم إلى بلادهم.
في السياق ذاته رأى الكاتب والمحلل السياسي التركي إسماعيل ياشا أنه ليس هناك ما يشير إلى وجود أعداد كبيرة من السوريين المجنسين في تركيا .
وأضاف أنه لا يمكن أن يشكلوا فارقا في نسبة التصويت سواء للحزب الحاكم أو المعارضة، إذا ما أخذ في عين الاعتبار من لهم حق التصويت في هذه الكتلة الانتخابية من حيث السن واستكمال إجراءات التجنيس.
وقال ياشا بأن المعارضة أو ما يسمى باليسار في تركيا يستخدمون أسلوب الدعاية “الرخيصة” للتحريض وبث الكراهية ضد اللاجئين السوريين .
وأوضح ياشا أن المعارضة تستخدم هذه الورقة، وتدعي أن السوريين مميزين في التعامل حتى عن المواطن التركي، في محاولة لتشكيل رأي عام ضد حزب العدالة والتنمية الحاكم الذي يتزعمه الرئيس رجب طيب أردوغان خاصة بعد تبنيه سياسة الباب المفتوح أمام اللاجئين السوريين.
على الصعيد ذاته أوضح الكاتب والمحلل السياسي أن اليسار يحاول تبرير فشله مسبقا في الانتخابات المقبلة، قائلا: “لن يعترفوا بالهزيمة، ولن يعترفوا أنهم فشلوا بسبب أخطائهم وسيدعون أن الحزب الحاكم اشترى أصوات الناخبين بكل الوسائل”.
من جهة أخرى قال الباحث بمؤسسة الأبحاث السياسية والاقتصادية التركية عمر كدكوي لرويترز، إن الشعور تجاه السوريين يزداد سوءا في تركيا وإن الساسة يبعثون بنفس الرسالة بوجه عام.
وذكر كدكوي “هناك قناعة بين كل الأحزاب السياسية الآن على أن السوريين سيَعودون. ليس لأنهم بحاجة للعودة ولكنهم سيعودون يوما ما”.
في السياق ذاته تستضيف تركيا 3.5 ملايين لاجئ سوري على أراضيها، وأكدت أنها ستمنح 300 ألف من ذوي الكفاءات منهم الجنسية على مراحل.
الجدير بالذكر أن عدد الأتراك الذين يحق لهم التصويت في الانتخابات المقبلة يبلغ قرابة 58 مليون ناخب، ويتوقع أن تكون نسبة المشاركة مرتفعة.
المصدر : https://arab-turkey.net/?p=57237
صادق أمينمنذ 6 سنوات
إيواء المهاجر واللاجئ هو في الحقيقة الحصانة الحقيقية لمن يأوي لا لمن يُؤْوَى، لقد تعرض مسلموا الصين في تركستان الشرقية لاضطهاد وإبادات جماعية سنة 1949م من قبل الصين الشيوعية فهاجروا إلى كشمير –البلد المجاور- طلبا للإيوان وفرارا بدينهم وأنفسهم من الظلم الذي لاقوه فلم يقم أهل كشمير آنذاك بما يلزمه حق الأخ على أخيه، فاضطر أغلب التركستانيين إلى ترك كشمير ليلاقوا معانات أشد، فمرت الأيام ولم يكن يعلم أهل كشمير أن الدور سيأتي عليهم أيضا ليصبحوا تحت مطرقة سندان الهندوس المغتصبين ليلاقوا مرارة ما لاقاه إخوانهم التركستانيين فهاجروا إلى باكستان فرارا من الاضطهاد والظلم فتشرف الباكستانيون بإيوائهم وإيواء الأفغان من بعدهم فتنزلت على الباكستانيين البركات والرحمات فكثرت الأمطار بعد جفاف وتحسن اقتصاد البلاد بعد ضعف وازداد رزقهم بعد قلة بسبب إيوائهم للاجئين، فالفلاح كل الفلاح للذي يعين المهاجر ويأويه ألم يقل ربنا تبارك وتعالى: {وَالَّذِينَ تَبَوَّءُوا الدَّارَ وَالْإِيمَانَ مِنْ قَبْلِهِمْ يُحِبُّونَ مَنْ هَاجَرَ إِلَيْهِمْ وَلَا يَجِدُونَ فِي صُدُورِهِمْ حَاجَةً مِمَّا أُوتُوا وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنْفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ وَمَنْ يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ} [الحشر: 9] ولم أقصد التشفي في إخواني الكشميريين بل ذكرت ذلك على سبيل العبرة وأتمنى أن يتأسى إخواني الأتراك بهم وبالباكستانيين فإيواه المهاجر في الحقيقة بركة وازدهار وأمان لذا قال تعالى “فَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ “