إيواء المهاجر واللاجئ هو في الحقيقة الحصانة الحقيقية لمن يأوي لا لمن يُؤْوَى، لقد تعرض مسلموا الصين في تركستان الشرقية لاضطهاد وإبادات جماعية سنة 1949م من قبل الصين الشيوعية فهاجروا إلى كشمير –البلد المجاور- طلبا للإيوان وفرارا بدينهم وأنفسهم من الظلم الذي لاقوه فلم يقم أهل كشمير آنذاك بما يلزمه حق الأخ على أخيه، فاضطر أغلب التركستانيين إلى ترك كشمير ليلاقوا معانات أشد، فمرت الأيام ولم يكن يعلم أهل كشمير أن الدور سيأتي عليهم أيضا ليصبحوا تحت مطرقة سندان الهندوس المغتصبين ليلاقوا مرارة ما لاقاه إخوانهم التركستانيين فهاجروا إلى باكستان فرارا من الاضطهاد والظلم فتشرف الباكستانيون بإيوائهم وإيواء الأفغان من بعدهم فتنزلت على الباكستانيين البركات والرحمات فكثرت الأمطار بعد جفاف وتحسن اقتصاد البلاد بعد ضعف وازداد رزقهم بعد قلة بسبب إيوائهم للاجئين، فالفلاح كل الفلاح للذي يعين المهاجر ويأويه ألم يقل ربنا تبارك وتعالى: {وَالَّذِينَ تَبَوَّءُوا الدَّارَ وَالْإِيمَانَ مِنْ قَبْلِهِمْ يُحِبُّونَ مَنْ هَاجَرَ إِلَيْهِمْ وَلَا يَجِدُونَ فِي صُدُورِهِمْ حَاجَةً مِمَّا أُوتُوا وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنْفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ وَمَنْ يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ} [الحشر: 9] ولم أقصد التشفي في إخواني الكشميريين بل ذكرت ذلك على سبيل العبرة وأتمنى أن يتأسى إخواني الأتراك بهم وبالباكستانيين فإيواه المهاجر في الحقيقة بركة وازدهار وأمان لذا قال تعالى “فَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ “