تركيا بالعربي
قال تقرير جديد لوكالة سبوتنيك الروسية أن دمشق تستعد لاستعادة السيطرة على إدلب وريف حلب الغربي ومن ثم التوجه نحو شرق الفرات لاستعادة السيطرة عليها.
قبل البدء بشرح سياق التطورات، يجب التذكير أنه كان في ريف دمشق في مدن الغوطة الشرقية وريف دمشق الغربي عشرات الآلاف من المسلحين المدججين والمحصنين بأنفاق ومناطق تحت الأرض، ومثلهم في الجنوب السوري ومناطق الوسط في الرستن وتلبيسة حيث لم يتخيل أحد من هؤلاء المسلحين أو قادتهم أن جيش النظام السوري وبدعم مباشر من حلفاءه أن يستعيدوا هذه المناطق، وبعد سنوات… دخل جيش النظام السوري، وهذا بالظبط ما سيحصل في إدلب وشرق الفرات بحسب تقرير لوكالة سبوتنيك الروسية.
وبحسب الوكالة فقد بدأت القيادة السورية في العام الماضي وبعد ما أسمته ب تحرير الجنوب ومناطق ريف دمشق وحمص وريفها بإرسال تعزيزات عسكرية إلى محاور إدلب وريف حماة الشمالي وحلب الغربي واللاذقية الشمالي الشرقي بهدف استعادة إدلب وتحرير ما تبقى من أراضي في الشمال السوري على حد تعبيرها.
وفي الوقت نفسه أعلنت دمشق أن وجهة جيش النظام السوري بعد تحرير إدلب سوف تكون شرق الفرات، حيث تسيطر فصائل كردية بقيادة ما يسمى “قوات سوريا الديمقراطية” (قسد) المدعومة من الولايات المتحدة، وجاءت هذه التصريحات الرسمية من أعلى المستويات بالرغم من وجود قوات أمريكية غير شرعية تتمركز في مناطق سيطرة تنظيم “قسد” في شرق الفرات السوري.
إعلان
واشنطن والتي تعلم بحسب تقرير الوكالة الروسية فان قرار الرئيس السوري بشار الأسد باستعادة إدلب وشرق الفرات هو قرار نهائي وسوف ينفذه، قررت سحب قواتها من سوريا، وأعلن ترامب ذلك في شهر كانون الأول/ديسمبر عام 2018، ثم لتعود بعد ذلك بعض الدوائر الأمريكية لتقول أن أمريكا ستبقي حوالي 200 جندي.
جيش النظام السوري الذي انتشر على الحدود الإدارية لمحافظة إدلب وأرياف حماة الشمالي واللاذقية الشمالي الشرقي ومناطق سيطرة الجماعات المسلحة يستعد الآن لعملية التحرير بخسب وصف الوكالة والتي سيحدد موعدها وفقا لظروف والمعطيات المناسبة من أجل استئصال تنظيم “جبهة النصرة” وتحرير كامل إدلب ومن ثم ريف حلب على حد تعبير الوكالة ، وبدأت الآن عمليات القصف اليومي لمواقع النصرة وحلفاءها بحجة خرق اتفاق المنطقة “المنزوعة السلاح” التي تم الاتفاق عليه بين تركيا وروسيا في مدينة سوتشي في شهر سبتمبر/أيلول عام 2018.
عملية دخول إدلب ستكون معقدة نظرا لوجود نقاط مراقبة تركية، ولكن حسب الاتفاقات والتصريحات الرسمية الروسية والتركية والسورية فإنه من المؤكد عودة إدلب وغرب حلب إلى سيطرة جيش النظام السوري والأمر مسألة وقت، فحسابات دمشق عادة وكما لاحظنا في عملية تحرير الغوطة أنها قد تنتظر لوقت طويل ولكنها لا تهمل هدف التحرير، ولن تفيد الأعداد الكبيرة لمقاتلي “النصرة” في إدلب وغرب حلب لأن قوة الجيش السوري النارية والعددية لن تستطيع أي قوة الوقوف في وجهه على حسب قول الوكالة.
إعلان
بعد إدلب، سوف يحسم الأسد ملف شرق الفرات، وكان الأسد قد وضع الفصائل الكردية أمام خيارين، إما العودة لحضن الوطن من خلال المصالحة مع ما أسماها الدولة السورية، أو المواجهة مع جيشه حتى ولو دعمت الولايات المتحدة عسكريا هذه الفصائل، الوقت المتبقي أمام “قسد” هو فترة تحرير إدلب، ومن بعد ذلك، فلن يكون هناك شيء إسمه “قسد” ولا “مسد” (أي مجلس سوريا الديمقراطية)، ولذلك ينصح الكثير من الخبراء قوات سوريا الديمقراطية بالعودة إلى دمشق والمصالحة مع حكومة النظام السوري.
وتابعت الوكالة ان استعادة إدلب وغرب حلب.. ثم شرق الفرات… والاستعداد العسكري لأي تطورات أو تصعيد مع إسرائيل مع الأخذ بعين الاعتبار تحالفات سوريا الإستراتيجية مع كل من روسيا وإيران وحزب الله، ملفات سوف تشهدها سوريا ويستعد الأسد لحسمها مدعوما بتأييد من مليشيات ايرانية والطيران الروسي .
إعلان