التعليم المكثف.. مشروع لحماية مستقبل مليوني طفل لاجئ في تركيا

زياد شاهين
أخبار تركياالسوريون في تركيا
زياد شاهين23 يناير 2019آخر تحديث : الأربعاء 23 يناير 2019 - 2:39 مساءً
التعليم المكثف.. مشروع لحماية مستقبل مليوني طفل لاجئ في تركيا

“التعليم المكثف”، مشروع تركي يرمي إلى إنقاذ مستقبل مليون و700 ألف طفل سوري وعراقي، ممن اضطروا إلى ترك مدارسهم جراء الأزمات والحروب في بلدانهم.

مشروع يستبطن أبعادا مختلفة، أقرته تركيا التي تستضيف على أراضيها أكثر من 4 ملايين لاجئ سوري وعراقي، بينهم مليون و700 ألف طفل.

ويواجه أطفال اللاجئين في تركيا تحديات ومصاعب عدة أبرزها التعليم، وعدم إتقان اللغة التركية، الأمر الذي يقف أمامهم عائقا لإتمام تعليمهم في المدارس التركية، والاندماج في المجتمع التركي.

ولتجاوز هذه العقبة المحورية، تم إطلاق مشروع “التعليم المكثف” لتعلم اللغة التركية، يشمل 75 مركزا من مراكز التعليم الشعبي في 12 ولاية تركية.

ويشكل المشروع خطوة لإنقاذ مستقبل جيل من أطفال اللاجئين من الضياع، وتمكينهم من تعلم قراءة وكتابة اللغة التركية في أقصر وقت ممكن، وبالتالي اندماجهم بالمجتمع الذي يعيشون فيه.

والمشروع الممول من قبل الاتحاد الأوروبي، عبارة عن ثمرة شراكة بين وزارتي التعليم، والشباب والرياضة، والهلال الأحمر التركي ومنظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسيف).

ومن بين المراكز التي تقدم دورات التعليم المكثف للأطفال اللاجئين، مركز التعليم الشعبي في منطقة “ماماق” بالعاصمة التركية أنقرة، حيث يقدم المركز دورات تعلم اللغة التركية لـ 30 طالبا، وذلك طوال 5 أيام في الأسبوع.

وبفضل هذه الدورات، لا يكتفي الأطفال بتعلم التركية قراءة وكتابة فقط، بل يستثمرون في الوقت نفسه لمصلحة مستقبلهم.

راشد أقّون، طالب سوري يبلغ من العمر 16 عاما، لجأ إلى تركيا برفقة أسرته هربا من الحرب الدائرة في بلده.

لكن رغم مكوثه في تركيا 4 سنوات، إلا أنه لا يستطيع الذهاب إلى المدرسة لإكمال تحصيله العلمي.

يقول “أقون” إنه اضطر إلى ترك تعليمه في الصف الخامس الابتدائي عندما كان في سوريا، ولم يكمل مسيرته التعليمية في تركيا، نظرا لاضطراره إلى العمل من أجل مشاركة أفراد أسرته في تأمين لقمة العيش في الغربة.

وأضاف للأناضول أنه تعلم التحدث باللغة التركية دون أن يجيد كتابتها، الأمر الذي دفعه للانتساب إلى دورات التعليم المكثف بمراكز التعليم الشعبي في تركيا.

وأشار “أقون” إلى رغبته في مواصلة مسيرته التعليمية بعد التخرج في دورة اللغة التركية، كما أنه يحلم بأن يصبح رجل أعمال في المستقبل.

أما العراقية دعاء عصام (16 عاما)، فقالت إنها لجأت إلى تركيا قبل 3 سنوات، وبدأت بتعلم اللغة التركية منذ 4 أشهر.

وأشارت إلى رغبتها بمواصلة تعليمها في المرحلتين الثانوية والجامعية، وأنها تحلم بأن تكون معلمة لغة تركية مستقبلا.

وأعربت “عصام” عن شكرها لمعلماتها اللواتي لا يدخرن جهدا من أجل تعليم طلابهن اللغة التركية.

كما وجهت الطالبة العراقية شكرها إلى تركيا حكومة وشعبا، لما قدمه هذا البلد من مساعدات للاجئين.

من جهتها، قالت بتول قيليتش إحدى معلمات مشروع التعليم المكثف في مركز “ماماق” للتعليم الشعبي، إنهم يعاملون الطلاب الخاضعين للحماية المؤقتة في تركيا بكل اهتمام.

وأضافت للأناضول أنهم يعملون قبل كل شيء على تعليم الأطفال سبل بناء أحلامهم المستقبلية، نظرا لقدومهم من بيئة ذات ظروف صعبة جراء الحرب والأزمات.

وتابعت: “نحن نرى أن الأطفال بحاجة إلى المحبة والشفقة، لذا نقوم خلال هذه الدورات بسد حاجتهم هذه، فضلا عن تعليم اللغة التركية”.

ويقوم المختصون لدى وزارة التعليم التركية بالتعاون مع “يونيسيف”، بتحديد الفئات العمرية المعينة من أطفال اللاجئين، لتقديم الدورات التعليمية لهم في إطار مشروع التعليم المكثف.

ويخضع الطلاب لدورة تعلم لغة تركية على مراحل ومستويات طوال 16 شهرا، لينتقلوا بعدها إلى المدارس التركية لمواصلة تعليمهم مع زملائهم الأتراك.

واستفاد من هذا المشروع الذي ينفذ في 12 ولاية تركية، 5 آلاف و656 طفلا لاجئا، خلال الفترة بين مايو / أيار وديسمبر / كانون الأول الماضيين.

رابط مختصر

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.