ابتزاز القنصلية السورية في اسطنبول إلى متى
بقلم الحقوقي السوري أحمد قطيع
منذ أن بدأت معاناة تهجير السوريين وتواجدهم على الأراضي التركية ، لم تتوانى القنصلية السورية في اسطنبول عن استخدام مختلف أساليب الإبتزاز بحق الشعب السوري المهجّر .
رئاسة الهجرة في تركيا تطلب بشكل بروتوكولي وثائق للسوريين لحاملي الكمليك ( بيان زواج – بيان وفاة – بيان عائلي – إخراج قيد ) ولحاملي الإقامات ( جواز سفر صادر من القنصلية – مصدّقة جواز سفر في حال صدور جواز السفر من أي جهة غير القنصلية السورية في اسطنبول ) .
المشكلة تكمن في المواعيد في القنصلية السورية التي يتم بيعها عن طريق السماسرة المتعاونين مع القنصلية والذين يصعدون على أكتاف المستضعفين ، حتى بلغت قيمة الموعد لتصديق معاملة ( 450 دولار ) غير شاملة للرسوم ، و ( 600 دولار ) لموعد اصدار جواز السفر وغير شامل للرسوم ، فرسوم الجواز المستعجل تبلغ ( 800 دولار ) ورسوم الجواز العادي الذي يصدر خلال شهرين تبلغ ( 300 دولار ) أي أنّ جواز السفر أصبحت تصل قيمته مابين ( 1400 دولار للمستعجل و 900 دولار للعادي ) .
تجديد الإقامة قبل تاريخ انتهائها بمدة 60 يوماً
رئاسة الهجرة حسب قوانين تجديد الإقامات فإنّه يتوجّب على حامل الإقامة التقدّم بطلب تجديد الإقامة قبل تاريخ انتهائها بمدة 60 يوماً ، ويمكن أن يتم طلب تجديدها حتى آخر يوم في تاريخ انتهاء الإقامة ، و موعد المقابلة يكون خلال 15 يوماً من تقديم طلب التجديد ، وعند مراجعة رئاسة الهجرة والجواز منتهي الصلاحية أو يوجد به مدّة أقل من 4 أشهر بيوم واحد ، فإنّ رئاسة الهجرة تطلب جواز مجدد من القنصلية أو صادر من أي جهة بشرط ارفاق مصّدقة لجواز السفر من القنصلية السورية في اسطنبول ( أي ارغام السوري على مراجعة القنصلية في جميع الأحوال ) وفي حال حضور موعد تجديد الإقامة ولم تكن هذه الوثائق متوفّرة لدى المراجع السوري ، فإنّ رئاسة الهجرة تمنح مدّة أقصاها شهر ( 30 يوماً ) لإحضار الوثائق الناقصة ، وموعد تجديد الجواز أو تصديق وثيقة في القنصلية يطول لأكثر من ثلاث أشهر وربما أكثر وأحياناً القنصلية لاتمنح موعد أساساً وتقوم بتجاهل الطلب ، بينما حينما يتم التواصل مع سمسار للقنصلية ، يكون الموعد خلال اسبوع أو أقل .
حتى متى سوف نبقى صامتين تجاه إبتزاز القنصلية السورية في اسطنبول ؟ ونحن نعلم أن غالبية الشعب السوري في تركيا لايمكنه توفير هذه المبالغ الطائلة .
ألم يحن الوقت لإيجاد حل مع هذه القنصلية في اسطنبول ؟
لماذا لانسمع مثل هذه الإبتزازات في القنصلية السورية في دبي أو في القاهرة أو في الخرطوم أو في غيرها ؟
كثرة العدد ليست حجة ، فهذه رئاسة الهجرة ورغم وجود عدد كبير جداً من الأجانب في تركيا عندنا يطلبون مواعيد إقامات نراها تمنح المواعيد في مدة أقصاها 15 يوماً .
هل القنصلية السورية عاجزة عن برمجة نظام آلي للمواعيد ؟
اذا كانت المشكلة في عجز ميزانيتها عن برمجة نظام فسوف نقوم بعمل حملة للتبرع للقيام ببرمجة نظام الكتروني ينهي المعاناة بشرط أن يتم برمجته بعيداً عن المرتزقة الذين سيقومون ببرمجته لإنشاء ثغرات برمجية ( للمحسوبيات والرشاوى لتسبيق دور لشخص على الآخر ) .
لابد من إيجاد حل جذري لهذه المعضلة .
في أحد الإجتماعات من فترة قريبة طرحنا فكرة على رئاسة الهجرة لإيجاد حل بديل يتم الإعتراف به بديلاً عن القنصلية لإعتماد الوثائق السورية والإعتراف بها دون تصديق القنصلية ، والحل الذي تم طرحه لم يلقى ترحيباً من رئاسة الهجرة وكان السبب أنّ هذا بروتوكول لايمكن تجاوزه .
إذاً لم يبقى أمامنا سوى حلّين :
1/ إمّا برمجة نظامي آلي للمواعيد .
2/ أو وقفة إعتراض صامتة أمام القنصلية بحضور وسائل إعلام تركية وعربية ودولية لفضح مايحدث في القنصلية من ابتزاز لم يعد بمقدورنا السكوت عنه .
📌 وأخيراً ( نصيحة أقدّمها لشعبنا السوري في تركيا … دعونا نكون أكثر وعياً ونتوقف جميعاً عن دعم السماسرة وقنصليتهم ولا تدفعوا مقابلاً للمواعيد ) ستضطر القنصلية حينها للإلتزام مرغمةً بمنح مواعيد سريعة ، فنظامها في دمشق بأمس الحاجة للدولارات التي تصله من اسطنبول ليقتل بها ماتبقى من أطفالنا في سوريا .
المصدر : https://arab-turkey.net/?p=107265