“الهدنة” حرب روسية بأسلوب جديد.. هل فشلت حملتها العسكرية غرب حماة؟

14 يونيو 2019آخر تحديث :
الجيش الروسي

تركيا بالعربي

كثّفت روسيا، خلال الـ24 ساعة الأخيرة من حربها الدعائية ضد الفصائل المقاتلة والمدنيين في المناطق المحررة شمال سوريا، عقب إرهاصات بفشل حملتها العسكرية مع ميليشيا أسد الطائفية، على قرى وبلدات غرب حماة، كانت مشمولة بالمنطقة منزوعة السلاح بموجب اتفاق سوتشي.

إعلان

“إعلان واتهام”

إعلان

وفي محاولة منها لإثارة البلبلة وخلط الأوراق، اتهمت روسيا، اليوم الخميس، الفصائل المقاتلة برفضها وقف إطلاق النار والهدنة، التي ادعت أنها أعلنتها منتصف ليل أمس الأربعاء، بشكل جدي.

ونقلت وكالة سبوتنيك الروسية الرسمية، عن وزارة الدفاع أن التنظيمات الإرهابية، حلفاء إرهابيي “جبهة النصرة”، رفضت وقف إطلاق النار واستمروا بالإطلاق المكثف باستخدام المدفعيات”، وفق تعبيرها.

نفي قاطع

وفي تصريح خاص لأورينت نت، نفى الناطق الرسمي للجبهة الوطنية للتحرير النقيب ناجي مصطفى بشكل قطعي، أن يكون الروس قد عرضوا عليهم هدنة أو وقف إطلاق نار، سواء بشكل مباشر أو حتى عن طريق وسطاء.

إعلان

وأكد أن روسيا أعلنت في وقت متأخر أمس بشكل أحادي وقف إطلاق النار بإدلب وحماة، غير أنها لم تلتزم بما ادعت أنها بادرت إليه، فالقصف الجوي والمدفعي لم يتوقف من قبل ميليشيا أسد، سواء على خطوط التماس أو حتى على المرافق العامة ومنازل المدنيين الآمنين في المنطقة.

وهذا ما عززه، مسؤول العلاقات السياسية والعسكرية في جيش العزة أيضا، المقدم سامر الصالح، عبر تغريدة في حسابه على تويتر، قال فيها، ” إن على من لا يصدق عدم وجود هدنة، فليذهب إلى الجبهات وليسمع الأخبار بنفسه”.

إعلان

وعلى الأرض رصد مراسلو أورينت استمرار ميليشيا أسد باستهداف وقصف المدنيين، وأكدوا أن الميليشيات قصفت اليوم الخميس، بعشرات الصواريخ بلدة حاس جنوب إدلب، موقعة حتى الآن عددا من الإصابات، وذلك بعد الإعلان الرسمي عن الهدنة من قبل الروس.

ورجح مراسلو أورينت وقوع قتلى في البلدة لخطورة بعض الإصابات واستمرار عمليات البحث عن ناجين تحت الأنقاض.

اتهام آخر

إعلان

ولم يكتف الروس بتحميل الفصائل مسؤولية رفض الهدنة، بل ذهبوا إلى أبعد من ذلك، حيث اتهموهم بقصف نقطة المراقبة التركية غرب حماة، رغم أن تركيا وجهت الاتهام المباشر لميليشيا أسد عبر وكالتها الرسمية “الأناضول”.

وفي هذه النقطة، ذكر الناطق باسم الجبهة الوطنية للتحرير، أن اتهام الفصائل بقصف النقطة التركية أسخف من أن يرد عليه، وهو نوع من الفجور في الكذب، مؤكدا على عمق ومتانة العلاقات بين الفصائل المقاتلة وتركيا الداعم الرئيس لهم في جميع المحافل.

إعلان

“جزء من الحقيقة”

وبحسب مختصين ومراقبين، فإن روسيا اعتمدت على أسلوب الإشاعة وتقديم جزء من الحقيقة، ورمي الكرة في ملعب الآخرين، لإثارة البلبلة وزرع التناحر والشقاق بين الفصائل والمدنيين في المناطق المحررة.

إعلان

وتمثل هذا الأسلوب من خلال أمرين، الأول الإعلان الرسمي عن هدنة بشكل أحادي، والثاني هو الادعاء بأن تركيا هي الراعية لهذه الهدنة، لتوقع من خلال ذلك بين الفصائل والأتراك من جهة، وتضمن من جهة ثانية عدم اكتشاف الجزء الكاذب وهو أن تركيا هي راعية الهدنة، فغالبية السوريين لن يتصلوا بالأتراك ويتأكدوا من صحة ادعاء الروس من عدمه.

يشار إلى أن قادة عسكريين من مختلف الفصائل المقاتلة ومختصين ، أكدوا أن روسيا وميليشيا أسد ستزيدان من تركيزهما في هذه المرحلة على الحرب الدعائية، لتغطية الفشل في حملتهما العسكرية المستمرة منذ أكثر من شهرين، على المناطق المحررة شمال سوريا، وخسارة المئات من العناصر والضباط في صفوف ميليشيا أسد على وجه الخصوص بين قتيل وجريح.

المصدر: أورينت

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

هذا الموقع يستخدم خدمة أكيسميت للتقليل من البريد المزعجة. اعرف المزيد عن كيفية التعامل مع بيانات التعليقات الخاصة بك processed.