انتصارات الجيش التركي تصيب الإعلام الإماراتي والسعودي بالذعر

Osman
2018-03-10T20:03:14+03:00
أخبار تركياتركيا والعرب
Osman10 مارس 2018آخر تحديث : السبت 10 مارس 2018 - 8:03 مساءً
انتصارات الجيش التركي تصيب الإعلام الإماراتي والسعودي بالذعر

لم تكن الانتصارات المتتالية التي حققتها الجيش التركي ومعه الجيش السوري الحر في عفرين، وقرب طرد مقاتلي “ب ي د” الإرهابي من المدينة ليمر على بعض العواصم في المنطقة مرور الكرام.

وزير الشؤون الخارجية الإماراتي، أنور قرقاش، دعا تركيا، في سلسلة تغريدات له نشرها صباح اليوم واهتمت بها جميع الصحف والقنوات الإمارتية والسعودية، إلى “احترام سيادة الدول العربية”.

وفي تعبير منه عن مدى الإحباط الذي خيم على أبوظبي وجارتها الرياض نتيجة التقدم الذي أحرزته تركيا في دحر الإرهابيين من المناطق المحاذية لحدودها وإنهاء مشروعهم في إنشاء ممر للإضرار بأمنها، قال قرقاش: “العالم العربي لن يقاد من جواره، وظروفه الراهنة لن تبقى دائمة”.

تصريح الرئيس التركي رجب طيب أردوغان أمس الجمعة عن أن عفرين باتت تحت الحصار، وذلك بحكم الزحف المتسارع نحو المدينة وتطويق المنطقة من جميع الجهات، وجد صدى له في أبوظبي والرياض، ونطق بما جاش في نفس صانع القرار هناك من غضب وذعر.

وغطت وسائل الإعلام الإماراتية والسعودية منذ البداية تطورات عملية غصن الزيتون بكثير من التشكيك والتبني لدعاية تنظيم “ب ي د/ بي كا كا” الإرهابي وروايته للأحداث، كما فتحت منابرها أمامه ليمارس حرباً إعلامية يائسة في مواجهة عملية عسكرية كانت ولا تزال تحرز المكاسب الميدانية يومياً، دون منح الإرهابيين فرصة لالتقاط أنفاسهم أو شن هجوم معاكس.

لكن التطورات الأخيرة، والتي جعلت قوات غصن الزيتون على مشارف مدينة عفرين، بعد استكمال الجيش التركي والجيش السوري الحر سيطرتهما على كبرى التجمعات السكنية في المنطقة، وأهم الجبال والتلال الاستراتيجية، حظيت بمتابعة خاصة من الإعلام الإماراتي والسعودي.

وركزت وسائل الإعلام الموجهة إلى العالم العربي في أبوظبي والرياض، في اليومين الأخيرين، على إبراز عدة نقاط تأمل من خلالها توجيه سهام نقد يائسة إلى عملية غصن الزيتون، وتشكيل رأي عام ضدها، كما واظبت على استخدام خطاب يثير النعرات القومية ويؤسس لشرخ طويل الأمد بين أبناء الشعب السوري.

فمثلاً عمدت كل من قناة سكاي نيوز عربية المملوكة جزئياً لإمارة أبوظبي وقناة العربية السعودية إلى إبراز تصريح أردوغان عن حصار عفرين على أنه مجانب للحقيقة، ونشر نفيه على لسان مسؤولين في تنظيم “ي ب ك” الإرهابي، في محاولة لمساندة الإرهابيين إعلامياً ونفسياً، متجاهلة بقية خطاب أردوغان الذي يوضح مقصده جيداً.

وحاولت سكاي نيوز عربية الربط بين عملية غصن الزيتون وبين تنظيم داعش، من خلال تقرير لها نشر اليوم السبت، جاء بعنوان “حرب تركيا على الأكراد تزعزع الجبهات شمالي سوريا”، حيث علقت فيه على انسحاب إرهابيي ب ي د من الجبهات مع تنظيم داعش في دير الزور لمساندة رفاقهم في عفرين.

وقالت القناة في تقرير آخر لها إن تنظيم داعش استفاد من هذه التطورات أعطت فرصة لإعادة إحياء التنظيم مجدداً.

أما قناة العربية، فقد أعدت تقريراً مطولاً يقتصر على رصد دخول من وصفتهم بالمدنيين إلى عفرين لمساندة الإرهابيين هناك في مواجهة القوات التركية والجيش السوري الحر، مبرزة مظاهر التضامن والاحتفال والغناء والرقص لهؤلاء المدنيين، في محاولة للتعتيم على حقيقة الوضع المزري الذي يواجهه الإرهابيون هناك والانهيارات المتسارعة لهم على الجبهات.

كلا المحطتين دأبتا على وصف أطراف المعركة بأنهم “أتراك” في مواجهة “أكراد”، بهدف تصوير عملية غصن الزيتون على أنها معركة بين قوميتين، فيما الحقيقة أنها معركة ذات طابع سياسي وأمني تهدف للحفاظ على أمن تركيا وحدودها واجتثاث خطر إرهابيين يفرضون سيطرتهم على السكان المحليين من كرد وعرب وتركمان وغيرهم بالقوة ويواجهون معارضيهم من الأكراد قبل غيرهم بالقمع والسجن والتصفية.

كما أن سكاي نيوز عربية والعربية حاولتا إحداث شرخ سوري – سوري عميق قد لا يكون قابلاً للردم لاحقاً، من خلال بث فكرة أن مقاتلي الجيش السوري الحر الذين يشاركون في القتال لم ينخطروا في المعركة إلا سعياً للانتقام وتنفيذ انتهاكات واسعة ضد “الأكراد” كما فعل هؤلاء بهم قبل نحو عام في تلرفعت ومنغ، على حد زعمهم.

وفي نفس التقرير، فبركت سكاي نيوز تصريحاً للرئيس أردوغان، نسبت له من خلاله قوله “إن تركيا تهدف من خلال عملياتها شمال سوريا إلى طرد الأكراد وإعادة السكان الأصليين لتلك المناطق”، وهو تصريح مكذوب وليس الأول من نوعه الذي تفبركه المحطة الإماراتية.

المصدر: ديلي صباح

رابط مختصر

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.