انتهاء فعاليات الملتقى الإعلامي التركي السعودي في أنقرة

زياد شاهين
أخبار تركيا المحلية
زياد شاهين24 مايو 2018آخر تحديث : الخميس 24 مايو 2018 - 10:06 مساءً
انتهاء فعاليات الملتقى الإعلامي التركي السعودي في أنقرة

اختتمت في العاصمة التركية أنقرة مساء الأربعاء، فعاليات الملتقى الإعلامي التركي السعودي الذي استمر ليوم واحد، بمشاركة عدد كبير من الدبلوماسيين والإعلاميين من البلدين.

الفعاليات انتهت بتنظيم الجلسة الثانية والأخيرة للملتقى، والتي حملت عنوان “وجهة نظر استراتيجية حول العلاقات التركية السعودية في إطار التطورات الإقليمية”.

وشارك في الجلسة ياسين أقطاي كبير مستشاري الرئيس التركي، عضو البرلمان عن حزب العدالة والتنمية الحاكم، وحسن مكي رئيس تحرير النشرة العربية بوكالة الأناضول، والكاتب والصحفي السعودي أحمد حلبي.

وفي كلمته تطرق أقطاي إلى العلاقات الثنائية بين البلدين والعوامل التي تساعد على تطويرها وأهم المشاكل والصعوبات التي تواجهها.

وأشار أن هناك سوء تفاهم يقع بين البلدين أحيانًا خاصة في “مواقف إحدى الدولتين مع دولة ربما تكون معادية للدولة الأخرى”.

وأوضح في هذا الصدد أن “تركيا وقفت بجانب إيران خلال فرض العقوبات الأمريكية عليها لكن المسألة فهمت خطأ من قبل الرياض بأن “تركيا تقف مع إيران ضد السعودية”.

وأكد أقطاي أن تركيا لم تقف يومًا مع إيران ضد السعودية كما لم تقف مع السعودية ضد إيران، لافتًا أن مساندة طهران في مسألة العقوبات نابع من أن ذلك لا يخدم الاستقرار في المنطقة.

وأشار أن أنقرة ستقف ضد طهران حال استخدامها البرنامج النووي في تطوير أسلحة نووية وعدم استخدامه في المجالات السلمية.

وأضاف كبير مستشاري الرئيس التركي قائلًا “في نفس الوقت نحن نقف ضد إيران بشأن سياساتها في المنطقة، خاصة في اليمن وسوريا والعراق وتدخلاتها في السعودية وبعض دول المنطقة”.

ولفت: “سعينا دائمًا للإصلاح بين أشقائنا ولن نعمل على شق الصف في كافة دول المنطقة، ووقفنا مع المملكة العربية السعودية في مختلف المسائل والمشاكل”.

وتطرق الدبلوماسي التركي لما حدث في مصر (عام 2013)، قائلًا: “ما حصل في مصر كان انقلابًا، والسعودية دعمت هذا الانقلاب، وتركيا وقفت ضده”.

ودعا أقطاي الرياض إلى تفهم موقف تركيا من انقلاب مصر، قائلًا: “عانينا في تركيا من انقلابات كثيرة سابقة ساهمت في تأخر النمو الاقتصادي والسياسي في البلاد”.

كما تطرق إلى جماعة الإخوان المسلمين بالقول: “لا نفهم كيف يشكل الإخوان خطرًا على السعودية، الإخوان جزء من الأمة ولا يجب أن نكفرهم ونبعدهم عنا، هذا موقف يزعج تركيا”.

وتابع “الانتخابات عندما حصلت في مصر كنت شاهدًا عليها، كانت نزيهة وكانت علاقاتنا (بمصر) قوية أيام الرئيس(الأسبق) محمد مرسي”.

وأضاف “قدمنا النصيحة للرئيس مرسي، قلنا لمصر يومها إن الرياض متخوفة منكم، يجب أن تحلوا المشاكل وتزيلوا المخاوف السعودية وتعملوا على توطيد العلاقات بينكما”.

ودعا السياسي التركي إلى توحيد صفوف المسلمين، قائلا: “كفانا موتًا كفانا أعداءً، لا يموت في العالم إلا المسلمون، الملايين يقتلون في الحروب الآن ولا نفخر بذلك”.

وتطرق لموقف دولة الإمارات حيال محاولة الانقلاب الفاشلة التي قامت بها جماعة “غولن” الإرهابية في 15 يوليو/ تموز 2016 في تركيا، وقال أقطاي إنه عندما أُعلن فشل الانقلاب قال الإعلام الإماراتي “للأسف الانقلاب فشل”.

وحول العلاقات العربية التركية التاريخية قال أقطاي: “هناك عدد من الخرافات في كتب التاريخ العربية والتركية، في تركيا يقولون العرب خانوا الأتراك، وعند العرب يقولون الأتراك كانوا مستعمرين للدول العربية، هذه خرافات يجب أن نعمل على إزالتها”.

وعودة للعلاقات السعودية التركية قال أقطاي: “رغم بعض الإعلام الفاسد إلّا أن العلاقات بين أنقرة والرياض قوية جدًا ولا يمكن المساس بها”.

واستطرد في ذات السياق قائلا “بعض المرات يكون العالم الذي يصوره الإعلام ليس له علاقة بالواقع، بعض الإعلاميين لا يمثلون أراء الناس ولا يمكن أن يؤثروا في رأيهم، ما يضر السعودية يضر تركيا، وما يضر تركيا يضر السعودية”.

من جانبه تحدث حسن مكي رئيس تحرير النشرة العربية بالأناضول، حول العلاقات السعودية التركية من وجهة نظر إعلامية.

وقال مكي في هذا الصدد “لو نظرنا إلى الملامح الحالية من منظور إعلامي سنجد أن هناك نوعًا من التحسس أحيانًا لدى الطرفين، علينا أن نتعامل باحترافية حتى لو كان هناك انتقاد لأحد الجانبين”.

وتابع “أن يصدر موقف من إحدى الدولتين تجاه الدولة الأخرى لا يجعلني أكتب مقالًا أنتقد فيه الدولة (صاحبة الموقف) وأتهكم عليها وأشير إلى أن العلاقات أصبحت سيئة”.

وأضاف: “لا ينبغي أن يكون رد الفعل في صحيفة سعودية لها كل الاحترام، كبيرًا ومتهجمًا ينتقد تركيا وترى أن هناك تدهورًا في العلاقات بين البلدين بمجرد أن شخصية تركية ليست رسمية انتقدت مواقف الرياض تجاه المجازر الإسرائيلية(الأخيرة) في فلسطين”.

وزاد بالقول: “كان هناك اتهام من وزير عربي لتركيا بالتدخل في الدول العربية ولها رغبة في السيطرة، قررنا في الأناضول أن نتعامل باحترافية وقدمنا تقارير تثبت المساعدات التركية للدول العربية وعددنا نوعية المساعدات لنثبت أنه ليس تدخلًا بل مساعدات لتلك الدول”.

وطالب مكي الجميع بعدم إلقاء التهم والتهجم على الآخر، مضيفًا “يجب ألا يكون رد الفعل نهاية العالم ونصور أن هناك أزمة في العلاقات بمجرد أن شخصية غير رسمية انتقدت هذه الدولة أو تلك، يجب ألا نتحسس”.

وأشار أنه قبل بضعة أشهر نشرت صحيفة سعودية مقابلة صحفية مع قيادي في تنظيم “بي كا كا” الإرهابي يعرض فيها وجهة نظره، وأكد مكي: “قررنا أن ننشر الخبر في الأناضول بأن قيادي إرهابي صرح لصحيفة سعودية وقال كذا وكذا”.

وأوضح أن “النقد ضروري جدًا في الإعلام لأن الأمور لا تسير في اتجاه واحد ولا يجب ألا تؤثر إحدى المقالات في العلاقات بين البلدين”.

ولفت أن “الأناضول التركية وكالة عالمية تعنى بالعالم العربي كله وتتحمل الدفاع عن القضايا العربية”، مشيرًا إلى أنه “ربما هناك هفوات لكننا نسعى لإبراز الإنجازات العربية”.

وأعطى مكي مثالًا على ذلك بالقول: “نشرنا تقريرًا عن الدبلوماسية الهادئة للمملكة العربية السعودية في قضية جزيرة سقطري اليمنية، وتطرقنا إلى ملامح هذه الدبلوماسية وكيف تمكنت الرياض من إنهاء الأزمة هناك”.

بدوره قال الصحفي السعودي أحمد حلبي: “هناك صحفيون يحاولون دائمًا النقد فقط، لكن لنترك هذه الأمور”.

وأكد أن العلاقات بين الرياض وأنقرة لن تتأثر بما ينشر في الإعلام بدليل أن العلاقات ازدادت عمقًا يومًا بعد يوم في الفترة الأخيرة”.

كما أشار إلى أن “الخطوط الجوية السعودية فتحت خطًا جديدًا للطيران إلى مدينة إزمير جنوب غربي تركيا، “وهذا دليل على تقوية العلاقات”.

وأوضح أن “عدد السياح السعوديين المتوجهين لتركيا في ازدياد وعدد الشركات التركية الموجودة في المملكة والشركات السعودية الموجودة بتركيا والأموال السعودية المنفقة في تركيا في ازدياد أيضًا، وهذا دليل على أن السياح والشركات لم يتأثروا بما يكتب في الإعلام”.

وأضاف: “أما في المجال الرياضي فهناك توجه كبير من الأندية السعودية لإقامة معسكرات في تركيا، لما يروه من الخدمات المقدمة والأجواء المناسبة والتعامل الجيد، هم لا يصدقون الكثير ما يكتب في الإعلام”.

والملتقى الإعلامي التركي السعودي الذي نظمته المديرية العامة للصحافة والنشر والإعلام التابعة لرئاسة الوزراء التركية، انطلق في وقت سابق الأربعاء بمأدبة إفطار في بلدة كيزيلجة حمام السياحية بأنقرة.

جاء المتلقى بمشاركة عدد كبير من الإعلاميين الأتراك والسعوديين، وعدد من دبلوماسيي البلدين.

وكانت الجلسة الأولى بعنوان “دور الإعلام في تطوير العلاقات التركية السعودية” وشارك فيها محمد أكارجا مدير عام المديرية العامة للصحافة والنشر والإعلام، والسفير السعودي وليد الخريجي وممثل صحيفة ستار التركية بأنقرة مصطفى كارت أوغلو.

رابط مختصر

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.