حقبة ميركل شارفت على الانتهاء إلا إذا فعلت التالي

Alaa
2017-11-20T20:37:53+03:00
أخبار العرب والعالم
Alaa20 نوفمبر 2017آخر تحديث : الإثنين 20 نوفمبر 2017 - 8:37 مساءً
حقبة ميركل شارفت على الانتهاء إلا إذا فعلت التالي

بإعلان فشل مفاوضات تشكيل ائتلاف “جامايكا”، دخلت ألمانيا في أزمة سياسية وربما ينتظرها مزيد من الاستقطاب. لماذا وصلت الأمور إلى هنا؟ وكيف يمكن الخروج من عنق الزجاجة؟ وماذا عن مصير صورة ميركل ومصيرها الذي أصبح في مهب الريح؟

جاء إعلان رئيس “الحزب الديمقراطي الحر” (الليبرالي)، كريستيان ليندنر، صباح يوم الإثنين (20 تشرين الثاني/ نوفمبر 2017) عن فشل مفاوضات تشكيل ائتلاف “جامايكا” ليثير بذلك العديد من الأسئلة ويخلق أزمة سياسية قد لا تستطيع ألمانيا ومستشارتها “الحديدية” الخروج منها بسرعة وبخسائر قليلة.

DW عربية حاورت رشيد أوعيسى، أستاذ العلوم السياسية في “مركز دراسات الشرق الأدنى والأقصى” في “جامعة ماربورغ” الألمانية، عن أسباب ما حدث وتداعياته على صورة ألمانيا ومستقبل انغيلا ميركل السياسي، وأفق حل الأزمة السياسية.

DW عربية: كيف سيؤثر ما حدث على صورة ميركل التي اكتسبت بريقاً في أعين العرب، وخاصةً بعد فتح الأبواب للاجئين؟

رشيد أبوعيسى: صورة ميركل في العالم العربي إيجابية وستبقى إيجابية بسبب موقفها التاريخي مع اللاجئين العرب. ظهور ميركل بصورة أنها دفعت ثمن موقفها الشجاع في استقبال اللاجئين سيرفع من مكانتها في العالم العربي.

وكيف ينعكس ما حدث مؤخرا على صورة ألمانيا كقاطرة للاتحاد الأوروبي؟

مما لا شك فيه أن ما حدث بالأمس سيضر بصورة ألمانيا في الاتحاد الأوروبي وسيشكل مشكلة كبيرة لأوروبا أيضاً؛ إذ أن ألمانيا تلعب دوراً رائداً في الكثير من الملفات الأوروبية وتأخر تشكيل الحكومة سيعيق عمل مؤسسات الاتحاد. بدون ألمانيا لا يمكن حل أي مسألة في الاتحاد.

وما هي تأثيرات الفشل على صورة ألمانيا في العالم؟

لن يكون له تأثيراً كبيراً؛ فالنظام الديمقراطي الألماني قوي، وماكينة السياسية ما زالت تعمل. على سبيل المثال وزير الخارجية (زيغمار غابرييل) كان بالأمس في زيارة خارج البلاد (بالرغم من الأزمة الحاصلة). بيّد أنه لا بد من الإشارة إلى أن قدرة الحكومة على اتخاذ قرارات كبيرة أصبحت محدودة.

ما هي الأسباب الجوهرية لفشل المفاوضات؟

قلب المشكلة هو جمع أربعة أحزاب متباعدة ايديولوجياً عن بعضها البعض، أي كمن يجمع الصيف والشتاء تحت سقف واحد. وهذا يحمل معه مخاطر تحول المفاوضات إلى بازار؛ أي بمعنى أعطني شيئاً وخذ بمقابله شيئاً آخر. تخلي أي حزب عن مبادئه في سبيل الوصول لتسويات وتوافقات قد يؤدي إلى تهديد الحزب على المديين المتوسط والطويل. التباعد كان كبيراً بين “حزب الخضر” و”الحزب المسيحي الاجتماعي” (البافاري).

يسود الحديث عن أن سبب فشل المفاوضات هو موضوع اللاجئين، ما رأيك بذلك ؟

هذا خطأ. الكل يتحدث عن ملف اللاجئين ولمّ الشمل كسبب الفشل. بالتأكيد ذلك سبب أساسي؛ غير أن هذا الأمر ليس السبب الوحيد. لا بد من الإشارة إلى أن هناك أيضا ملفات كبيرة أخرى قادت للفشل كملف التربية والطاقة والبيئة.

يدور الحديث اليوم عن أن ألمانيا أمام ثلاث سيناريوهات محتملة للخروج من الأزمة وهي كما يلي:

أولا: تشكيل حكومة أقلية تحت قيادة ميركل مع “حزب الخضر” أو “الحزب الديمقراطي الحر” (الليبرالي). مع الأخذ بعين الاعتبار أنها ستكون كالبطة العرجاء ولن تستطيع تمرير قرارات سياسة كبرى في البرلمان؟

هذا الأمر ليس من التقاليد السياسية الألمانية وأجده مستبعداً ولن يكون هو الحل.

ثانيا: الذهاب لانتخابات جديدة؟

الألمان ينظرون للأمور قبل كل شيء من الناحية الاقتصادية. تكلفة الانتخابات توازي 94 مليون يورو. ولن تؤدي نتائج أية انتخابات جديدة بشكل أتوماتيكي إلى نتائج جديدة.

ثالثا: تشكيل ائتلاف مع شريكهم في الائتلاف الحالي(المنتهية ولايته) “الحزب الاشتراكي الديمقراطي”؟

الاشتراكيون الديمقراطيون يرفضون حتى الآن ذلك. غير أن الرئيس فرانك شتاينماير قادر على الضغط في هذا المجال، وهو له ثقله في الحزب.

ما وصلني من المناقشات الداخلية في صفوف “الحزب الاشتراكي الديمقراطي” هو أنه قد يتفاوض لتشكيل ائتلاف مع “الحزب المسيحي الديمقراطي” ولكن ليس مع شقيقه “الحزب المسيحي الاجتماعي” البافاري. وهنا قد يبرز تقليد جديد في السياسة الألمانية: هل سيقبل “الحزب المسيحي الديمقراطي” بالتخلي عن تحالفه التاريخي مع شقيقه البافاري؟ وإن حصل ذلك فإني أجده حلاً جيداً. وقد يكون الحل هو رئاسة للحكومة بالتساوي، بمعنى عامين لميركل وعامين للاشتراكيين. كما فعلها شولتس في البرلمان الأوروبي. ودستورياً لا يوجد ما يمنع ذلك.

الفترة الذهبية لميركل كانت بتحالفها مع “الحزب الاشتراكي الديمقراطي”؛ فهي من الجناح اليساري في “الحزب المسيحي الديمقراطي” وبالتالي قريبة من الاشتراكيين. كما أن الحزبين معاً يمثلان قطاعاً كبيراً من المجتمع الألماني.

المصدر: DW

رابط مختصر

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.