تركيا بالعربي
دخلت قوات الأسد والميليشيات المساندة لها قلعة المضيق وثلاث مناطق في الريف الغربي لحماة دون قتال، بعد انسحاب الفصائل العسكرية منها، على رأسها “هيئة تحرير الشام”.
وجاء دخول المناطق المذكورة بصورة مفاجئة، اليوم 9 من أيار، بعد ساعات من السيطرة على بلدة كفرنبودة في الريف الشمالي الغربي لحماة، بالتزامن مع قصف جوي مكثف من الطيران الحربي الروسي.
وبررت الفصائل بينها “الجبهة الوطنية للتحرير” الانسحاب بأن قلعة المضيق ساقطة عسكريًا من جانب قوات الأسد، والتي لا تزال تحتفظ بالسيطرة على قلعتها الأثرية، فيما لم يصدر أي تعليق من “تحرير الشام” على تطورات الوضع الميداني في المنطقة، خاصةً أنها القوة الضاربة فيها.
اتفاق تجريد سلاح
إعلان
مع مطلع العام الحالي بدأت “تحرير الشام” عملًا عسكريًا في الشمال السوري ضد الفصائل العسكرية المعتدلة، وتمكنت من السيطرة على مناطقها في إدلب وريف حلب وأرياف حماة.
كانت قلعة المضيق ومناطق الريف الحموي من بين المناطق التي فرضت “تحرير الشام” سيطرتها عليها، بعد مواجهات أفضت باتفاقيات تسليم وتجريد سلاح.
في 9 من كانون الثاني 2019 حلّت “حركة أحرار الشام الإسلامية” نفسها في منطقة سهل الغاب بريف حماة الغربي، باتفاق مع “تحرير الشام”، والتي بدأت معارك ضدها في تلك الفترة.
إعلان
وبحسب نص الاتفاق، الذي حصلت عليه عنب بلدي حينها، حلت “أحرار الشام” نفسها في جبل شحشبو وسهل الغاب، على أن تتبع المنطقة لـ “حكومة الإنقاذ” إداريًا وخدميًا.
وجاء فيه، “يتم ترتيب الرباط والأعمال العسكرية في المنطقة بإشراف تحرير الشام، ويسلم السلاح الثقيل والمتوسط الموجود لدى الأحرار مع الإبقاء على السلاح الفردي”.
إعلان
وقضى الاتفاق أيضًا، “يبقى في المنطقة من يريد الرباط أو البقاء، ومن يريد الخروج من مناطق غصن الزيتون يخرج بالتنسيق مع تحرير الشام”.
وجاء الاتفاق المذكور بعد هجوم بدأته “تحرير الشام” على مناطق سيطرة “أحرار الشام” (المنضوية في الجبهة الوطنية)، في ريفي إدلب الجنوبي وحماة الغربي.
الخروج إلى عفرين
أربعة أيام مرت على الاتفاق السابق قبل أن يخرج ألف مقاتل من”أحرار الشام” وعناصر كانوا يتبعون لفصيل “جيش النصر” من ريف حماة إلى عفرين.
وقال مراسل عنب بلدي، حينها، إن العدد المذكور يأتي من أصل 2700 مقاتل كانوا يتجهزون للخروج إلى مناطق ريف حلب الشمالي، بسبب عدم ثقتهم بـ “تحرير الشام” بعد فرض سيطرتها على المنطقة بشكل كامل.
من دون قتال.. فصائل المعارضة تنسحب من أربع مناطق في ريف حماة
وأوضح قيادي في “الجيش الحر”، في كانون الثاني 2019، لعنب بلدي أن خروج المقاتلين من المنطقة يعود بالخسارة على جبهات ريف حماة الغربي الفاصلة مع قوات الأسد، إذ لا يمكن لـ “تحرير الشام” أن تملأ الفراغ بشكل فوري.
ما أهمية قلعة المضيق؟
تمثل قلعة المضيق بوابة سهل الغاب، وتعتبر الخزان الزراعي والتجاري الذي ترتكز عليه قرى ريف حماة الأخرى، كما أنها إحدى خواصر جبل شحشبو، الذي يعد امتدادًا لجبل الزاوية في الجزء الشمالي الغربي من مدينة حماة.
وتعتبر البلدة بالنسبة للقرى المحيطة بها ومناطق الشمال السوري “المحرر”، معبرًا جنوبيًا يوازي معبر باب الهوى مع الأراضي التركية، فهي نقطة وصل على طريق التجارة والسفر الذي فرضته سنوات الحرب، نظرًا لحساسية التعامل مع المنطقة كونها “متنوعة ديموغرافيًا”.
وعلى مدار السنوات الماضية كانت قلعة المضيق تخضع لسيطرة الفصائل العسكرية، ما عدا قلعتها الأثرية التي تقع في الجهة الجنوبية من المنطقة، على تلة كبيرة مرتفعة، والتي بقيت النقطة الوحيدة التي تفيد النظام السوري لإشرافها العالي على السهل، من خلال القيام بعمليات الاستطلاع والرصد.
كما تتميز بموقع استراتيجي يعطيها أهمية عسكرية كبيرة، إذ تطل على كل من سهل الغاب ووادي الدورة، وخان شيخون وطار العلا، وعلى سفوح هضبة السقيلبية.