أورينت نت – رزق العبي
ترى (أم عبدو) وهي أم لـ5 أطفال أنّ المصروف الشهري أصبح عالياً، وحتى شراء خبز الطعام أصبح مكلفاً في تركيا، وذلك بسبب ارتفاع سعر الربطة إلى الضعف، بعدما كانت الربطة بليرة تركية أصبحت تباع بـ (2.5).
وهذا الارتفاع في الأسعار شمل كلّ السلع الغذائية اليومية، وباتت (أم عبدو) العاملة في مطعم بولاية (أضنة) تنظّم مصروف منزلها الشهري حتى تستطيع إكمال الشهر دون ديون.
وكان انخفاض قيمة الليرة التركية مقابل باقي العملات الرئيسية ألقى بظلاله على آلاف السوريين الذين يعملون في مهن تقليدية في عموم الولايات التركية، حيث ارتفعت أجور المنازل والمواصلات العامة، وعموم أنواع السلع الاستهلاكية المنزلية، في حين زادت أجور العمّال بشكل طفيف قياساً بارتفاع الأسعار عموماً.
إعلان
في العام 2015 كان سعر صرف الدولار الأمريكي (ليرتين ونصف) وكانت البلاد تشهد حركة تجارية نشطة؛ إلّا أنّ الليرة التركية بدأت تنخفض تدريجياً، حتى بلغ سعر الصرف حالياً أكثر من (خمس ليرات تركية) للدولار الأمريكي الواحد، وسط ارتفاع عام لمختلف السلع والبضائع.
يقول (محمد معرّي) وهو سوري مقيم في مرسين، إن انخفاض قيمة الليرة التركية تسبب بمشكلة مالية لديه فالمنزل الذي كان قد استأجره بـ (600 ليرة تركية)، أصبح بعد انخفاض الليرة التركية بـ (750 ليرة)، وهذا الارتفاع شمل عموم السلع، في وقت زادت فيه أجرته اليومية (10 ليرات تركية) فقط.
وبات (معرّي) يستدين شهريّاً مبلغ (300 ليرة) بحدّ أدنى لتأمين احتياجات المنزل، في ظلّ ارتفاع عام بأسعار السلع، وخصوصاً حليب الأطفال وغير ذلك.
إعلان
ديون شهرية
في السيّاق، يرى (أبو الخير) وهو صاحب بقالية تبيع منتجات سوريّة في مرسين، أنّ نسبة المبيع انخفضت مع ارتفاع أسعار السلع وأجور المنازل في عموم تركيا.
ويعلّل السبب في ذلك بالقول: “السوري في تركيا يرى أنّ تأمين أجرة المنزل الذي يسكنه أهمّ من الخبز، وبالتالي فهو مستعدّ للتقشّف وتأمين أجرة منزله الشهرية لأن صاحب المنزل لا ينتظر أبداً في أغلب الأحيان”.
إعلان
وأكّد (أبو الخير) أنّ الكثير من الناس باتوا يعيشون ضائقة مالية خانقة بسبب انخفاض قيمة الليرة، في وقت ارتفعت أجورهم اليومية بشكل طفيف، “يومياً يتحدّث لي الكثير من السوريين عن ضائقتهم المالية، كما أنّ الذي كان يستدين ويدفع آخر الأسبوع أصبح يؤجل الدفع أسابيع عدّة، بشكل عام أصبح حال العامل السوري في تركيا صعباً، وخصوصاً إذا كان لديه أطفال ورضّع”.
حلول مؤقتة
(وليد أبو أيهم) أوجد “حلّاً مؤقتاً” بسبب الضائقة المالية التي يعيشها هو وشقيقه في تركيا، حيث استأجروا منزلاً كبيراً وسكنا فيه معاً وباتت فواتير الكهرباء والانترنت والماء وأجرة البيت بالتساوي بينه وبين أخيه، وبالتالي أصبحت الأمور أكثر يسراً، على حدّ وصفه.
ويوضح (أبو أيهم) أنّ هذا الحلّ حتى وإن كان مؤقتاً؛ إلّا أنّه يوفّر الكثير من المال شهرياً، لأن المصروف اليومي أصبح مكلفاً جدّاً والأجور اليومية للعمال عادية وغير منصفة.
وتتفاوت أجور المنازل (التي تعتبر أهم عائق للعامل السوري في تركيا) من ولاية إلى أخرى، حيث تتراوح بين (700 و2000 ليرة تركية) في إسطنبول، و(600 إلى 1500 ليرة) في غازي عينتاب ومرسين وأضنة، مع وجود بعض المناطق التي تنخفض فيها أجرة المنازل وذلك في بعض البلدات والقرى التركية، إلّا أنّ العامل السوري لا يفضّل السكن في هذه المناطق لصعوبة الحصول على فرص عمل ثابتة.
في حين يبلغ المصروف الثابت للأسرة السورية في تركيا قرابة (1500 ليرة) وتشمل أجرة المنزل والفواتير الشهرية (كهرباء، ماء، انترنت) ويتقاضى العامل السوري في تركيا مبلغاً يومياً يتراوح بين (50 إلى 75 ليرة تركية) في معظم المهن والحرف اليدوية التي يعمل بها.
المصدر : https://arab-turkey.net/?p=90713