“الله، سوريا، بشار وبس”، هتاف مؤيدي الأسد المعروف يصدح، لا في القرداحة مسقط رأسه، ولا في دمشق عاصمة حكمه، وإنما في فرانكفورت في ألمانيا، من قبل لاجئين سوريين، مازالوا يمارسون، وإن عن بعد، تأييدهم لمن هجّرهم، ويصرّون على شرعية حكمه وعدالته، وبطش العصابات المسلّحة وقتلها للسوريين.
“نعرف تمامًا المؤيدين من بين اللاجئين، ونميّز الشبيحة من بينهم أيضًا”، يقول السيد ياسين (34 عامًا) وهو لاجئ سوري مقيم في ألمانيا، ويضيف “الشبيح يتميز بأمواله، فغالب الشبيحة أتوا لاستثمار أموالهم، وهجرتهم لأوروبا لا تعدو كونها بحثًا عن رزق، إذ لا تواجههم أي مشكلة سياسية أو أمنية في مناطق النظام التي تعيش ظروفًا جيدة مقارنة ببقية المناطق، لجوؤهم إلى أوروبا اقتصاديّ بحت”.
نعيم أم جحيم؟
بحكم عمله كمترجم متطوع لمساعدة اللاجئين الجدد، يلتقي ياسين بأصناف لا حصر لها من السوريين اللاجئين إلى ألمانيا، يقول “كمترجم لا يمكنني سوى نقل ما يقولونه حرفيًا، لكنني كإنسان وكمعارض للنظام لا أستطيع فهم المؤيد الذي يخرج من سوريا، إن كان النظام على حق ويؤمّن للشعب مستوى معيشة مُرض، لماذا هربت من نعيمه؟ في الحقيقة اللجوء له دلالاته على سوء واقع البلد، وسواء شاء المؤيد أم أبى فإنه بلجوئه يشير إلى أحقية مطالبنا في المظاهرات التي خرجنا بها في شوارع سوريا، أيام كان رئيسه يقول عنا إننا مندسون وجراثيم”.
إعلان
إحدى الحالات التي ساعدها ياسين في الترجمة كانت لعائلة اتضح له تأييدها للنظام، يقول “العائلة من سكان جرمانا وترجمتُ لهم ما وصفوه بأنه الأذى الذي وقع بهم من قبل الفصائل المسلحة، كان الأب ينعزل عن اللاجئين ولا يرغب بالاحتكاك بهم على الإطلاق، وبمجرد أن حصل على حق اللجوء سارع بتعيين محام للم شمل عائلته، واشترى سيارة وافتتح كشكًا لبيع المواد الغذائية، أوضاعه المادية ممتازة حتى إن السيدة الألمانية التي أعمل معها أخبرتني أنهم لا يحتاجون أي مساعدة، لمستوى الرفاهية التي يعيشون فيها، هذه عينة من مؤيدي الأسد الذين يعيشون في أوروبا”.
مجرمون أم لاجئون
وشهد العامان 2014 و2015 موجة من الانتقادات للسياسة الأوروبية في استقبال اللاجئين، والتي ركزت على التدقيق ومنع وصول أي ممن تصفهم بـ “الإرهابيين” إليها.
إعلان
لكن العديد ممن يُعرفون في سوريا بـ “الشبيحة” وصلوا إلى أوروبا ونالوا حق اللجوء، وتمكنوا من لمّ شمل ذويهم.
دفع ذلك ناشطين مدنيين لإطلاق حملات عبر مواقع التواصل الاجتماعي، من بينها صفحة “مجرمون لا لاجئون”، التي راقبت حسابات مجموعة من مناصري النظام السوري الذين تورطوا بأعمال عسكرية، ونشرت لقطات من حساباتهم وهم يحملون أسلحة أو يمثلون بالجثث، ويهتفون باسم الأسد.
إعلان
إلا أن هذه الدعوات لم تتجاوز حدود الفضاء الإلكتروني، ويكفي بحث بسيط عبر “جوجل“ لأخذ نظرة عن الجرائم التي حاكم القضاء الألماني بموجبها بعض السوريين، وتنحصر بتهم الانضمام إلى جماعات “متطرفة” أو ارتكاب جرائم في صفوف المعارضة المسلحة.
هوا الشام
بعد أن لجأت مهندسة الإلكترون منال (27 عامًا) إلى السويد، فاجأها مستوى الحقد في كلمات إحدى صديقاتها المؤيدات للنظام أثناء محادثة معها، تقول “سألتني بسخرية (شو.. كيف الهايم؟ ندمتي أنك طلعتي ولا لسا)، لتتابع حديثها عن هوا الشام وماء الشام الذي يستحيل أن تتركهما، بعدها بفترة علمتُ من حالتها على فيس بوك أنها تدرس الماجستير في إيطاليا، غير آبهة بهواء الشام عند أول منحة دراسية قُبلت بها خارج الوطن”.
تضيف منال أن صديقتها لم تتردد عن سؤالها بخصوص متطلبات التقدم برسالة الدكتوراة في ألمانيا، وتضيف “عندما سألتها عن موعد عودتها للشام، أخبرتني حرفيًا (من يتقاضى راتبًا باليورو لن يعود لراتب 50 ألف ليرة سورية)، لتستفسر مني بعدها عن منح الدكتوراة في ألمانيا”.
المؤيد “مدلّل”
بعجز وغضب نتيجة الصعوبات التي تواجهها في استصدار جواز سفر لابنها، تصف اللاجئة السورية في ألمانيا أم كرم (30 عامًا) مؤيدي الأسد بـ “المدللين” عند دول العالم كلها، تقول “لا يواجه المؤيد ما نواجه من صعوبات، يمكنه العودة للبلد متى أراد، يمكنه تجديد جواز سفره والتردد على الدوائر الحكومية دون خوف اعتقال أو تنكيل، ودول العالم تستقبله كأي سوري آخر بل وأفضل بحكم رضا الأسد عنه وسهولة استخراج أوراقه وتصديقها”.
تدلل أم كرم على فكرتها بقصة ترويها عن إحدى زميلات الجامعة، تقول “إحدى زميلاتي في الدراسة من طائفة النظام، كانت تأتي للجامعة بسيارة ولم تحمل مادة جامعية قط، بالطبع حصلت على عمل مميز في التلفزيون السوري بعد التخرج من قسم الإعلام، في سنوات الثورة لم تتأثر بأدنى ظرف كونها من سكان المناطق الراقية في دمشق، اليوم أراها تكتب على فيس بوك خبر سفرها القريب لألمانيا بعد خطوبتها لطبيب مقيم هناك، هكذا ينال المؤيد عنب الشام وبلح أوروبا معًا”.
يزورون سوريا بلا مشاكل
ذكر تقرير صحفي ألماني أن لاجئين سوريين وعراقيين يمتلكون حق الحماية القانونية قضوا إجازتهم الصيفية في سوريا والعراق.
وأشار التقرير، الذي نشرته صحيفة “فيلت” الألمانية في 17 آب، أن دائرة الأجانب في ولاية بادن فورتمبيرغ سجلت ما لا يقل عن 100 لاجئ كانوا قد سافروا منذ عام 2014، عدة مرات، إلى بلدانهم الأصلية.
ويعاقب القانون الألماني اللاجئ الحاصل على حق الحماية القانونية، في حال زار بلده قبل انتهاء النزاعات، بسحب حق اللجوء منه.
وغالبًا يزور اللاجئون السوريون في ألمانيا المناطق المستقرة نسبيًا في سوريا دون الإفصاح عن ذلك لمكتب اللاجئين، خاصة أنهم يدخلون الأراضي السورية برًا من بيروت.
من جانبه، قال أمين عام وزارة الداخلية في الولاية، يوليان فورتينبيرغر، “عندما يسافر لاجئ معترف به إلى بلده الأصلي من أجل قضاء عطلة رغم المطاردة أو التهديد، يتم التساؤل بحق عن قانونية الحماية التي يتمتع بها هذا الأجنبي”.
واستند التقرير الذي نشرته الصحيفة الألمانية إلى إحصاء أجرته وزارة الداخلية في ولاية بادن فورتمبيرغ، وأشار إلى أن أهداف قضاء العطلة في بلدانهم كانت إما لرؤية عائلاتهم وأصدقائهم، أو زيارة عمل.
وأكد متحدث رسمي لصحيفة “فيلت”، لم تذكر اسمه، أن على المرء أن يتوقع “أرقامًا كبيرة غير معلنة” لمثل هذه الحالات، خاصة أثناء ذهاب اللاجئين إلى سوريا والعراق التي تعاني من سوء الأوضاع الأمنية.
واستقبلت ألمانيا ما يزيد عن 1.2 مليون لاجئ منذ نهاية عام 2015، معظمهم من سوريا والعراق.
عنب بلدي
نتمنى أن تقولو شبيحة بشار وليس مؤيدون هؤلاء هم مرتزقه ومنتفعين لا اكثر من ذالك على مبدأ المثل الذي يقول ( من الذي يصبح زوج لامي اناديه يا عمي )