رفضت فصائل الجيش السوري الحر ما أعلنته روسيا لمرتين من هدنة من طرف واحد هو نظام بشار الأسد، بعد تقدم الأخير ميدانيا والسيطرة على قرى وبلدات عدة في شمال البلاد، جراء تصعيده البري الأخير.
وفي 18 و20 أيار/ مايو الجاري، أعلنت موسكو وقف إطلاق النار من النظام، في محاولة لتثبيته والضغط على المعارضة من أجل تحقيق ذلك، إلا أن الوقائع الميدانية نفت وجود أي شكل من أشكال الهدنة بالنسبة للنظام والمليشيات الموالية له، إذ عاد القصف المدفعي واستؤنفت الاشتباكات بوتيره أضعف.
من جهته، أوضح الناطق باسم الجبهة الوطنية للتحرير التابعة للجيش الجر، ناجي مصطفى، أن المعارضة لديها شروط للموافقة على أي هدنة في الشمال السوري لا سيما أن التصعيد لم يأت منها بل كان النظام هو الذي بدأ بالحملة العسكرية البرية منذ 26 نيسان/ أبريل الماضي.
وبعد تأكيده أن المعارضة رفضت طلب موسكو بالهدنة، أجمل مصطفى الشروط لـ”عربي21″، بأنها:
– انسحاب قوات الأسد والمليشيات الحليفة له من المناطق التي احتلتها مؤخرا
– تأمين عودة الأهالي والنازحين بشكل آمن
– ضمان التقيد بالهدنة وعدم خرق وقف إطلاق النار
وأوضح أن “أي اتفاق لوقف إطلاق النار يجب أن يشمل انسحاب العدو وعودة المناطق التي تم اقتطاعها بالقصف الوحشي على المدنيين الأبرياء”.
وقال إن عرض روسيا لفصائل المعارضة شمل جبهات القتال الممتدة من ريف اللاذقية الشمالي حتى قلعة المضيق غربي حماة، إلا أن الفصائل ترفض تماما سياسة فرض الأمر الواقع ميدانيا.
وأشار مصطفى إلى أن موسكو تحاول اتباع سياسة قضم المنطقة تلو الأخرى، وتلجأ للهدن للحد من الخسائر التي يتلقاها النظام ميدانيا، لا سيما أن فصائل المعارضة كبدته مؤخرا خسائر بشرية كبيرة وكذلك في العتاد والآليات.
مناورة لتثبيت السيطرة
من جهته، اعتبر المحلل السوري عماد زريق لـ”عربي21″، أن رفض الفصائل المعارضة للهدنة الروسية يأتي في مكانه، موضحا أن سبب ذلك يعود إلى أن الدعوة للتهدئة مجرد فخ ومناورة روسية.
وبيّن أن روسيا تريد من خلال عقد هدنة مع المعارضة في أرياف حماة واللاذقية وإدلب، محاولة تثبيت سيطرة النظام السوري على المناطق التي سيطر عليها خلال التصعيد الأخير.
وأوضح أن المناطق التي سيطر عليها النظام خلال تصعيده الميداني الأخير، ساقطة ناريا وعسكريا باعتراف النظام نفسه، إذ إنها تقع معظمها في مناطق منخفضة ما سهل للمعارضة أن تحاول استعادته بهجوم مضاد.
وشدد على أن نظام الأسد لا يضمن أن القرى والبلدات المنخفضة ستبقى تحت سيطرته أمام المعارضة المتحكمة في التلال والجبال، إذ إنه يسهل عليها محاولة استعادتها بسبب الطبيعة الجغرافية.
وقال إنه جرى على الأغلب الحديث عن الهدنة خلال اجتماعات مجموعة العمل التركية الروسية المشتركة، التي كانت عقدت يومي الخميس والجمعة الماضيين في العاصمة التركية أنقرة، ولكنه ذهب إلى أن عدم إعلان أي نتيجة لها يعني أنه لم يتم التوصل إلى اتفاق حول وقف النار.
ولكنه قال إن المحادثات لا تزال جارية بين تركيا وروسيا الدولتين الضامنتين، من أجل وقف إطلاق النار في الشمال السوري ووقف التصعيد الميداني.
وكان كذلك وزير الدفاع التركي خلوصي أكار، قد بحث مع نظيره الروسي سيرغي شويغو هاتفيا، أمس الاثنين، مستجدات الأوضاع في شمال سوريا، والتدابير الواجب اتخاذها لتهدئة التصعيد الحاصل هناك. ولكن لم يصدر عن البلدين إعلان عن اتفاق.
يشار إلى أن النظام السوري قام بالتصعيد العسكري ميدانيا في ريفي حماة الشمالي والغربي، وريف اللاذقية في الكبانة، وكذلك في إدلب وحلب، مسيطرا على بعض القرى والبلدات.
المصدر : https://arab-turkey.net/?p=101173