مع تصاعد الجدل في ألمانيا حول ملف اللاجئين السوريين، عرضت الحكومة الألمانية مكافأة إضافية لتحفيز طالبي اللجوء على العودة الطوعية إلى بلدانهم.
وعلى الرغم من أن الحكومة الألمانية تقوم منذ سنوات بدعم طالبي اللجوء الذين يقررون طواعية العودة إلى بلدانهم، إلا أن المكافأة المالية الإضافية التي أعلن عنها وزير الداخلية الألماني قد تشكل سبباً إضافياً لرحيل طالبي اللجوء الذين قدموا لأسباب اقتصادية.
فطالب اللجوء الذي يقرر العودة إلى بلده طواعية سيحصل على ما يصل إلى 2200 يورو، بعد أن كان يحصل على 1200 يورو قبل هذه المكافأة الإضافية التي تبلغ ألف يورو للشخص الواحد، للمساعدة في دفع الإيجار أو أعمال تجديد المسكن، وذلك ضمن برنامج “وطنك مستقبلك، الآن”، والذي يستمر حتى الثامن والعشرين من شهر شباط عام 2018، بينما ستحصل العائلة المكونة من ثلاثة أشخاص (زوجان مع طفل واحد) على ما يصل إلى 6 آلاف يورو، بعد أن كانت تحصل على 3 آلاف يورو عند قرار العودة الطوعية.
وناشد وزير الداخلية “توماس دي ميزير” المعنيين بالأمر بالاستفادة من هذا العرض في تصريحات لصحيفة “بيلد آم زونتاغ” الألمانية، وقال: “إذا قررتم العودة طواعية حتى نهاية شباط/ فبراير، فسيمكنكم الحصول على مساعدة لتأمين مسكن خلال الشهور الـ12 الأولى في وطنكم، بالإضافة إلى مساعدة بدء حياة جديدة”.
السوريون لن يعودوا
اللاجئ السوري فاضل علي والذي حصل قبل عدة أيام على حق الحماية المؤقتة بعد سنتين من رفض طلب لجوئه، قال لمهاجر نيوز إنه لا يعتقد أن هذا العرض سيحفز طالبي اللجوء كثيراً على العودة، وأضاف: “لن يعود طالبو اللجوء الذين جاؤوا من بلدان تمزقها الحروب ولو دفعوا لهم أضعاف هذا المبلغ. ولذلك أسباب تعود ربما، لانعدام الأمان في بلادهم، كما أنهم عبروا آلاف الكيلومترات وذاقوا الويلات حتى وصلوا إلى هنا”.
وأضاف علي، الذي يعيش مع زوجته وأطفاله الأربعة في مدينة هاغن الألمانية، أنه ربما تفيد هذه المكافأة في حالة طالبي اللجوء الذين ليست لديهم أية فرصة للحصول على الإقامة، وتابع: “قد يستفيد من هذه المكافأة بعض طالبي اللجوء القادمين من دول شرق أوروبا، أو بعض دول المغرب العربي، والذين لم يبق أمامهم أي طريق سوى الترحيل”.
وأكد رئيس ديوان المستشارية الألمانية رفضه لخطط وزراء داخلية بعض الوزارات الألمانية بشأن إعادة السماح بعمليات الترحيل إلى سوريا، وقال “بيتر ألتامير” في تصريحات لـ”بيلد آم زونتاغ”: “الحرب الأهلية لم تنته والكثير من الناس فروا من نظام الأسد، الذي ما يزال في الحكم”.
الأمان والاستقرار أهم من المال
من جانبه قال طالب اللجوء اللبناني أدهم أبو محمد إنه وبالرغم من رفض طلب لجوئه مع عائلته مرتين، إلا أن هذا العرض المقدم من الحكومة الألمانية لن يفيد في حالته أبداً، وأضاف: “جئت إلى ألمانيا من أجل الأمان والاستقرار، ولكي أؤمن مستقبل أطفالي. جئت هارباً من النزاعات الطائفية الموجودة في لبنان، ولذلك لا أستطيع العودة مهما كان المبلغ الذي يدفعونه”.
ويقول طالب اللجوء الذي جاء إلى ألمانيا قبل سنتين مع زوجته وأطفاله الخمسة إنه وبالرغم من أنه مصدوم بسبب رفض طلب لجوئه للمرة الثانية، إلا أنه لا يفكر بالعودة مهما كانت المغريات، ويتابع: “الوضع الأمني في بعض المناطق اللبنانية أسوأ مما هو عليه في بعض المدن السورية. لا أستطيع ولو مجرد التفكير بالعودة لبيتي في الضاحية الجنوبية في بيروت”.
ووفقا لبيانات صحيفة “بيلد آم زونتاغ”، فإن عدد المستفيدين من برنامج دعم عودة اللاجئين، بلغ 8639 شخصاً فقط في الفترة بين شباط/ فبراير وتشرين الأول/أكتوبر 2017.
الحرية تكفي لعدم العودة
من جانبه يقول طالب اللجوء العراقي س.ح. المرفوض طلب لجوئه والذي يعيش في مدينة دريسدن أنه حتى ولو لم يتم إعطاؤه أية نقود، فإن الحرية التي يحظى بها في ألمانيا، سبباً كافياً كي لا يغادرها مقابل إغراءات مادية، ويضيف: “خرجت من مدينتي النجف لأسباب أمنية وطائفية، ولا أستطيع العودة. وقد وكلت محامياً للطعن في رفض طلب لجوئي وآمل أن أحصل على الإقامة قريباً”.
ويتابع طالب اللجوء الذي لم يتجاوز الثلاثين من عمره أنه يتابع الأخبار باستمرار ليكون على اطلاع على آخر القرارات المتعلقة بطالبي اللجوء واللاجئين، ويضيف: “أبذل قصاري جهدي للاندماج، وقد أنهيت المستوى B2 من اللغة الألمانية (المستوى الرابع) كما أنني أرغب بالحصول على فرصة للتدريب المهني كممرض، رغم عدم منحي حق العمل بعد”.
والشاب العراقي هو واحد من نحو 115 ألف طالب لجوء تم رفض طلباتهم، ويعيشون في ألمانيا حاليا، من بينهم نحو 80 ألف حصلوا على حق إقامة مؤقت لحين البت في طلباتهم مرة أخرى بالإضافة إلى 35 ألف قرار ترحيل، بحسب الإحصائيات الذي ذكرتها صحيفة “بيلد آم زونتاغ”.
أثارت هذه المكافأة المالية وتأثيرها على قرار العودة الطوعية لطالبي اللجوء، موجة من الجدل على مواقع التواصل الاجتماعي، حيث كتب أحمد النزال على فيسبوك: “المبلغ ممتاز. لكن الحل ليس استراتيجي لذلك سيكون تأثيره ضئيلاً. فالأفضل وضع استراتيجية طويلة المدى تقوم على إعطاء جزء من المبلغ عند العودة لتحسين المعيشة، والجزء الآخر يذهب نحو إنشاء مشروع صغير تستفيد منه الأسر أو الفرد”.
أما اللاجئ السوري محمود سامي فكتب: “سنعود بدون أي مقابل، ونقول شكراً لألمانيا لحمايتها لنا من الأسد. لكن اصبروا علينا قليلاً حتى تنتهي الحرب”.
وبرأي سمير خوراني من العراق أن: “المكافأة ستكون مفيدة في بعض الحالات فقط. لكن إذا أرادت ألمانيا أن توقف الهجرة فعليها اتخاذ إجراءات أكثر فعالية”.
أما المغربي أمين فكتب على فيسبوك: “يمكن أن تنجح هذه الخطة بالنسبة للاجئين من المغرب العربي، لكن لا أظن أن أي لاجئ من سوريا أو من ليبيا مستعد للعودة كي يخسر روحه”.
ولم يخل فيسبوك من تعليقات فكاهية حول هذا الموضوع، حيث كتب أحمد محمد من لبنان: “فلتقم ألمانيا بضربة استباقية وتوزع 6 آلاف يورو على كل عائلة سورية أو إفريقية في دولهم، كي توفر عليهم عناء الرحلة وتكلفتها”.
المصدر : https://arab-turkey.net/?p=34889
عمر الخيام الدمشقيمنذ 7 سنوات
لو كان الرحلة التي قطعها المهاجر في البم المطاطي قيمتها هذا المبلغ اظن لعاد كل السوريين ولو قال الوزير الالماني سنعيد من ماتوا او غرقوا او اغرقتهم بعض الدول في البحر كي لا يدخلون لا اعلم كم تساوي حياة الانسان لكنها الحياة ايها الوزير من لجأ لاي دولة لاجل المال كان حريا به البقاء في داره ولما قل شيء من قدره ومقداره