نشرت صحيفة “جورنال دي ديمانش” الفرنسية تقريرا سلطت من خلاله الضوء على تدمير الأسد للغوطة الشرقية. وفي ظل هذه الأزمة الإنسانية التي يعاني منها الشعب السوري، يقف المجتمع الدولي دون أن يحرك ساكنا.
وقالت الصحيفة، في تقريرها الذي ترجمته “عربي21″، إن أكثر من 250 مدنيا قد لقوا حتفهم في ضواحي دمشق خلال هذا الأسبوع، وقد تزامن ذلك مع اتهام نظام الأسد باستخدام الأسلحة الكيميائية من جديد. في الأثناء، يقف المجتمع الدولي في مجلس الأمن عاجزا بسبب روسيا.
وأكدت الصحيفة أنه نادرا ما تشهد منطقة الغوطة الشرقية، الواقعة شرق العاصمة السورية، تفجيرات شديدة، كما أنها تعتبر آخر معاقل المعارضة السورية في البلاد. ومنذ يوم الاثنين، تعرضت هذه المنطقة إلى قصف عنيف من قبل المقاتلات الروسية والسورية على الرغم من أنها تضم 400 ألف مدني.
ونقلت الصحيفة عن سيفو عكار، وهو شاب يبلغ 28 سنة، يقطن في سقبا التابعة للغوطة الشرقية، أنه “لا يمكن وصف وابل القذائف التي سقطت على المدنيين، لم نر هذا منذ سنوات، فقد كانت الخسائر البشرية هائلة، ناهيك عن تدمير مناطق بكاملها في غضون ساعات قليلة”.
وأوردت الصحيفة أنه وقع استهداف المنازل، والمدارس، والمساجد دون استثناء. وفي هذا الصدد، أكد سراج محمود، وهو متطوع في الدفاع المدني السوري المسمى بالخوذ البيضاء، أنه “على عكس الهجمات السابقة، استهدف النظام جميع المباني دون استثناء، ولا سيما الأحياء السكنية. وفي المقابل، لم تتعرض أي مواقع عسكرية للهجوم، مثلما يروج النظام ووسائل الإعلام التابعة له”.
ووفقا للمرصد السوري لحقوق الإنسان، أدت هذه الهجمات إلى خسائر بشرية هائلة تعتبر الأسوأ على الإطلاق منذ بداية النزاع السوري. والمثير للاهتمام أن الخسائر كانت ستكون أسوأ لو لم يتدخل أصحاب “الخوذ البيضاء”، إذ يزعم هؤلاء أنهم أنقذوا 1194 شخصا، وأجروا ما لا يقل عن 590 عملية إغاثة هذا الأسبوع. ومع ذلك، لا يزال هناك أكثر من 1500 جريح في حالة حرجة.
وأشارت الصحيفة إلى أن هذا الهجوم يأتي في خضم الاتهامات الموجهة للنظام السوري باستخدام الأسلحة الكيميائية. كما اتهِمت القوات الموالية لبشار الأسد بإسقاط صواريخ الكلور على السكان. وقدرت الولايات المتحدة عدد الهجمات المشبوهة بست هجمات خلال شهر واحد، بينما أشارت فرنسا إلى أدلة ملموسة حيال هذا الهجوم.
وأضافت الصحيفة أن منظمة حظر الأسلحة الكيميائية أعلنت، يوم الثلاثاء، عن انطلاق التحقيق لكن دون تفويض مجلس الأمن، إذ أن روسيا تعرقل أي مبادرة من هذا النوع. ووفقا لسيفو عكار، الذي لم يغادر الغوطة رغم أنه فقد والدته والعديد من أصدقائه في الصراع، فإن “جميع الأسلحة المعروفة وغير المعروفة تُستخدم من قبل النظام السوري، بما في ذلك الذخائر العنقودية والكلور”.
ومنذ سنة 2013، فرض النظام السوري حصارا شديدا على المنطقة، ووفقا لسيفو الذي يعيش مع جده وسبعة من أفراد أسرته في شقة عائلته في سقبا، فإن “هناك أشخاصا يأكلون مرة واحدة كل ثلاثة أيام. وفي الوقت الحالي، نطبخ مرة واحدة في الأسبوع”.
وأضافت الصحيفة أنه في ضواحي دمشق، لا يسمح للمنظمات الإنسانية غير الحكومية بالتدخل. ووفقا لمسؤول كبير في مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية في سوريا، “لا يمكننا دخول الغوطة الشرقية وغيرها من المناطق المحاصرة قبل التوصل إلى اتفاق بشأن هذه المناطق التي سيصل لها الطعام، وعدد المستفيدين”.
وفي الختام، نوهت الصحيفة بأن مجلس الأمن قد ناقش، السبت الماضي، مشروع قرار يدعو إلى وقف إطلاق النار لمدة 30 يوما للسماح بتسليم المساعدات الإنسانية. كما قدمت السويد مشروع قرار يطالب بالإنهاء الفوري للحصار المفروض على المناطق المحاصرة بما في ذلك الغوطة الشرقية. وتجدر الإشارة إلى أن روسيا قد رفضت مشروع القرار السابق، بشكل قطعي.
لقراءة التقرير الأصلي: هنا
المصدر : https://arab-turkey.net/?p=43019