قالت مصادر متطابقة أنّ ما انتشر أخيراً حول طرد السوريين من المخيمات، مجرد شائعة، وكلّ ما في الأمر، قرار إداري تركي، لإعادة الهيكلة وتوزيع اللاجئين على المخيمات، بعدما فرغ بعضها نتيجة الهجرة وسكن بعض اللاجئين في المدن التركية.
ويؤكد مدير مخيم نزيب القريب من ولاية غازي عنتاب، جلال دامير لموقع “العربي الجديد” أنّه نتيجة خروج الكثير من السوريين، من المخيمات إلى المدن، بسبب دراسة أولادهم في الجامعة أو أعمالهم، بات هناك نحو 40 ألف شاغر في المخيمات. وفي مخيم نزيب وحده الذي يستوعب 15 ألف لاجئ، هناك خيم فارغة تتسع لنحو 8 آلاف لاجئ، ما دفع الحكومة التركية أخيراً، للإعلان عن إعادة توزيع اللاجئين على المخيمات، وتخصيص مخيم نزيب كمستشفى للمرضى والمصابين السوريين، لأنّه أقرب إلى منتجع طبي يقع مباشرة على نهر الفرات ويقترب من السد، وفيه خدمات ومرافق توازي أفضل الأحياء في المدن التركية، من مراكز تعليمية وصحية وثقافية وترفيهية.
يعتبر دامير، أنّ وجود السوريين في تركيا، لا يرتبط فقط بما تنص عليه قوانين اللجوء، بل تدخل عوامل أخرى، منها إنسانية ومنها أخوية، ما يزيد مما تقدمه الحكومة التركية للسوريين اللاجئين، عمّا تنص عليه قوانين اللجوء وحتى ما تقدمه الأمم المتحدة والمنظمات والدول من مساعدات: “السوريون أشقاؤنا… فهم المهاجرون ونحن الأنصار”، في تشبيه مع الهجرة النبوية من مكة المكرمة إلى المدينة المنورة.
حول قرار المديرية العامة للهجرة بنقل خمسة مخيمات، ثلاثة منها تقع في ولاية غازي عنتاب جنوب تركيا وهي مخيمات “نزيب” و”إصلاحية” و”قارقاميش”، بالإضافة إلى مخيم في ولاية أديمان وآخر في ولاية ماردين. يؤكد مدير المخيم، أنّ ثمة خيارين أمام سكان تلك المخيمات، أن يذهبوا إلى مخيمات أخرى فيها شواغر، أو العيش في أيّ ولاية تركية وليس في المدينة التي يتبع لها المخيم كما روّج البعض. يضيف: “من يذهب للعيش في المدن، ستقدم له تركيا والأمم المتحدة، مبلغاً مالياً يكفيه لنحو عام”.
بلا خدمات
يلفت المدير التنفيذي للرابطة السورية لحقوق اللاجئين، مضر حماد الأسعد، إلى أنّ ثمة مخيمات أخرى تضم نازحين في الداخل السوري وعددها 155 مخيماً، سعتها بالإجمال 850 ألف نسمة، منها مخيما باب الهوى، وأطمة على الحدود السورية – التركية، ومخيما أعزاز وجرابلس القريبان من الحدود، و7 مخيمات في الحسكة والرقة منها “عين عيسى، مبروكة، السد، الهول، الكرامة”. ويشير في حديثه إلى “العربي الجديد” إلى أنّ مخيمين في الرقة يسميان “مخيمات الموت” نظراً لعدم توافر أبسط سبل الحياة، بالرغم من أنّ فيهما حتى اليوم، نحو 55 ألف لاجئ. يناشد المنظمات العربية والدولية، التعامل مع الرابطة السورية لحقوق اللاجئين، فبعض المخيمات لا يصلها الحد الأدنى من المساعدات الحاسمة للبقاء على قيد الحياة، بسبب تعدد المصادر والخلل في توزيع المساعدات.
وحول طبيعة العيش وتأمين مستلزمات اللاجئين بالمخيمات التركية، يقول الأسعد: “بعيداً عن أيّ إطراء، فإنّ ما وفرته تركيا للسوريين اللاجئين، لم توفره أيّ دولة أخرى أقامت مخيمات، ففضلاً عن استقبال تركيا أكثر من 3.5 ملايين لاجئ سوري، فهي تقدم التعليم والصحة وجميع الخدمات المجانية للاجئين بالمخيمات، بالإضافة إلى قسيمة شراء غذائية ومتنوعة بقيمة مائة ليرة شهرياً لكلّ شخص. ولا يقتصر الدعم والمساعدات التركية على السوريين المقيمين بالمخيمات، بل تقدم خدمات التعليم والصحة بالمجان للسوريين المقيمين بالمدن التركية، كما قدمت تركيا مساعدات وتسهيلات للسوريين الذين أقاموا نشاطات صناعية وخدمية وتجارية، فاقت التسهيلات التي تقدم للأتراك أنفسهم.
ولمزيد من التوضيح حول هذا الخبر نترككم مع مداخلة للإعلامي علاء عثمان ولا تنسوا الاشتراك في قناة تركيا بالعربي على يوتيوب لنوافيكم بكل جديد:
المصدر : https://arab-turkey.net/?p=66761