شدد رئيس الوزراء التركي بن علي يلدريم، على “ضرورة ألاّ تتضرر العلاقات بين الدول بسبب أخبار لا أساس لها”، فيما توعد بالرد الفوري على أي تطور يهدد أمن تركيا يكون مصدره محافظة الرقة السورية.
جاء ذلك خلال كلمة له أمام الكتلة النيابية لحزبه “العدالة والتنمية” في العاصمة أنقرة، اليوم الثلاثاء، تطرق فيها إلى الأزمة السياسية بين قطر وبعض الدول العربية، ومشاركة مسلحي “ب ي د” الإرهابية في العملية العسكرية بالرقة.
وبخصوص الأزمة السياسية في الخليج العربي، أكد يلدريم أن “تركيا ستستمر بمساعيها للقيام بدور نشط من أجل تطوير حوار ودي (بين الأطراف) يليق بشهر رمضان المبارك”،
مشدداً على “ضرورة ألاّ تتضرر العلاقات بين الدول بسبب أخبار لا أساس لها”.
ولفت إلى أن “تركيا أبقت قنوات اتصالاتها مفتوحة مع جميع البلدان في المنطقة، ولا يمكنها أن تدير ظهرها للمنطقة وتبقى في موقع المتفرج”.
وأضاف أن “أزمة جديدة ظهرت في منطقة الخليح قبل أن تنتهي الأزمات في كل من العراق، وسوريا، واليمن، وليبيا”.
وأعرب يلدريم عن أسفه لـ”حدوث تلك الأزمة (..) وقطع تلك البلدان (السعودية والبحرين والإمارات ومصر) علاقاتها الدبلوماسية مع الدوحة، وفرض عقوبات عليها”.
وتابع “نتمنى أن تجد دول مجلس التعاون الخليجي التي تربطنا معها علاقات استراتيجية، حلولاً للمشاكل فيما بينها بالحوار والهدوء”.
وأكد أن كل من الرئيس رجب طيب أردوغان والحكومة، يجريان اتصالات دبلوماسية مع الدول المعنية والبلدان الأخرى، مشيراً أن حكومته تواصل جهودها على كافة المستويات من أجل حل الأزمة.
وأعرب رئيس الوزراء التركي، عن رغبة بلاده “في أن يتم التوصل إلى حل للأزمة عبر الاتصال والتفاوض”، مشدداً أن “هناك حاجة إلى التكاتف والوحدة في الوقت الذي تشهد فيها المنطقة هجمات إرهابية”.
وأمس الإثنين، أعلنت السعودية ومصر والإمارات والبحرين، قطع العلاقات الدبلوماسية مع قطر، واتهمتها بـ”دعم الإرهاب”.
ونفت الدوحة تلك الاتهامات، وقالت إنها تواجه حملة افتراءات وأكاذيب وصلت حد الفبركة الكاملة بهدف فرض الوصاية عليها والضغط عليها لتتنازل عن قرارها الوطني.
وبخصوص تنظيم “ب ي د” الإرهابي في سوريا، قال يلدريم “لن نسمح بأي وضع يشكل تهديدًا لبلدنا، وسنقوم بالرد فورًا على أي تطور يهدد أمننا في الرقة (شمالي سوريا) أو في أي نقطة في تلك المنطقة”.
ولفت يلدريم إلى مدى أهمية عملية “درع الفرات” التي أطلقتها بلاده – في أغسطس/ آب العام الماضي وانتهت في مارس/ آذار الماضي – لدعم “الجيش السوري الحر” في تحرير مدن جرابلس،
والباب والراعي (جوبان بي) بشمال سوريا، من أجل السلام والاستقرار في المنطقة.
وأردف “أجدد مرة أخرى، أن تقديم الدعم للمنظمات الإرهابية لا يتوافق مع مفهوم التحالف” في إشارة إلى الدعم الأمريكي إلى تنظيم “ي ب ك” الذراع السوري لمنظمة “بي كا كا” الإرهابية.
وتابع يلدريم أن “محاربة التنظيمات الإرهابية دون تمييز في المنطقة وبشكل مشترك تعتبر ضرورة، وأن حساسيات تركيا وخطوطها الحمراء واضحة، ولن تتغير أبداً”.
وأعرب عن أسفة، لتعاون واشنطن مع تنظيمات إرهابية، بغية القضاء على تنظيم إرهابي آخر، رغم تحذيرات أنقرة المتكررة.
وأكد أن بلاده لن تسمح أبداً، أن يمسها أي ضرر قد ينتج عن تعاون الولايات المتحدة مع تنظيم “ي ب ك” الإرهابي.
وسبق أن انطلقت في 2 حزيران/يونيو الجاري، عملية عسكرية ضدّ تنظيم “داعش” الإرهابي في الرقة، والتي تعتمد واشنطن فيها على تنظيم “ب ي د”، بينما تتخوف أنقرة من انتقال الأسلحة
المقدّمة للتنظيم إلى العناصر الإرهابية الناشطة داخل الأراضي التركية ممثلةً في تنظيم “بي كا كا”.
وفي معرض رده على سؤال حول اعتزام ألمانيا سحب جنودها من قاعدة إنجيرليك الجوية في ولاية أضنة التركية، قال يلدريم “لم نتخذ أي قرار حول الموضوع من جانبنا، وليفعلوا (الألمان) ما يرغبون به”.
وأمس الإثنين، قالت وزيرة دفاع ألمانيا أرسولا فان دير لاين، في تصريحات صحفية، إنّ حكومة بلادها ستنظر في وضع جنودها العاملين في قاعدة إنجيرليك التركية خلال اجتماعها الأربعاء المقبل، وستتخذ قراراً بشأن بقائهم في القاعدة أو رحيلهم.
ورفضت السلطات التركية، في 16 من مايو/أيار الجاري، طلباً تقدم به نواب بالبرلمان الألماني؛ لزيارة قاعدة إنجيرليك، وبررت ذلك بأن الأمر ليس ملائماً في الفترة الحالية.
وعقب القرار التركي أعلنت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل، أن بلادها تبحث عن بدائل لقاعدة “إنجيرليك”.
المصدر : https://arab-turkey.net/?p=16367