البازارات في تركيا: عالم آخر للتسوق يجتذب الأتراك والأجانب

Alaa24 سبتمبر 2017آخر تحديث : الأحد 24 سبتمبر 2017 - 11:24 صباحًا
البازارات في تركيا: عالم آخر للتسوق يجتذب الأتراك والأجانب

تنتشر الأسواق الشعبية أو «البازار» كما يُطلق عليها بالتركية في جميع محافظات ومدن وأحياء تركيا وتستقطب جميع شرائح الشعب من الأغنياء والفقراء، وبعد أن اجتذبت شريحة واسعة من المقيمين العرب لتكون وجهتهم المفضلة للتسوق، باتت اليوم تستقطب السياح العرب الذين يزورون تركيا، وملجأ للعائلات الفقيرة التي تشتري مستلزمات العيد وملابس أطفالها بأسعار مناسبة.

والبازارات هي أسواق شعبية تُقام ليوم واحد في الأسبوع في حي صغير من أحياء تركيا وتتفاوت في أحجامها وأشكالها، وعلى الرغم من أنها أنشأت في الدرجة الأولى لبيع الخضار والفواكه الطازجة إلا أنه بات يطغى عليها حالياً بيع الملابس والأحذية وجميع المستلزمات المنزلية والشخصية إلى جانب مستلزمات المطبخ.

وتضم إسطنبول لوحدها مئات البازارات التي تسمى على الأغلب إما بأسماء المناطق التي تقام فيها أو اسم يوم الأسبوع التي تقام فيه مثل (سوق الأربعاء، سوق الجمعة). وبينما عدد قليل منها له أماكن ثابتة مخصصة، تعتبر الشوارع والأزقة مكاناً لهذه الأسواق التي تقوم بشكل معتاد ومتعارف عليه بإغلاق سلسلة شوارع وأزقة مرة واحدة أسبوعياً.

وتعتمد شريحة واسعة من الأتراك على هذه الأسواق التي تحتوي على كل ما يخطر على بال بشر، وفي حين يلجأ لها الفقراء لأسعارها المناسبة وإمكانية الحصول على تخفيضات كبيرة، يفضلها الأغنياء للحصول على خضار وفواكه طازجة.

بازار الفاتح في إسطنبول

«بازار الأربعاء» في منطقة الفاتح التاريخية وسط إسطنبول يعتبر من أبرز الأسواق التاريخية في المدينة ومن أكبرها على مستوى تركيا، حيث ينتشر الباعة يوم الأربعاء في عدد كبير من الشوارع والأزقة المجاورة لمسجد الفاتح ويستمرون في البيع من ساعات الصباح الأولى وحتى آخر اليوم.

وفي هذا البازار، يمكن ملاحظة أعداد كبيرة من اللاجئين السوريين الذين يقطنون هذه المنطقة بكثرة، إلى جانب رواد من جنسيات عربية أخرى متعددة، يشترون كل مستلزماتهم من باعة أتراك يتحدثون العربية بصعوبة لكسب الزبائن العرب.

وبات بعض التجار العرب يجلبون البضائع غير الشائعة في تركيا والتي يحتاجها العرب لبيعها في هذه الأسواق، حيث يلجأ السوريون للحصول على الباذنجان الصغير لعمل «المكدوس» والكوسا الصغيرة وورق العنب لصناعة المحاشي، بالإضافة إلى الملوخية وأنواع مختلفة من البهارات والخضار التي لا يمكن العثور عليها في المتاجر التركية العادية.

لكن الأمر لا يتوقف عند هذا الحد، فيمكنك أيضاً مشاهدة سياح عرب يبدو عليهم الثراء لا سيما من دول الخليج وقد تمكنوا من الوصول إلى هذه الأسواق من أجل التمتع بطريقة العرض الشعبية التي لا تخلو من الجمال والأشياء المميزة التي يصعب العثور عليها في المراكز التجارية الحديثة.

ويسمي العرب سوق الفاتح بسوق «المحجبات» لما يوفره من ملابس أنيقة من الأوشحة والتونيكات والحقائب والإكسسوارات الفضية واليدوية، ويفضل المتسوقون شراء الملابس التي تحمل علامات العالمية الكبرى والتي تباع بأسعار مخفضة جداً في نهاية المواسم.

بازارات الملابس والمأكولات المنزلية

وعلى الرغم من أن منطقة فلوريا الساحلية التي تقع إلى جانب مطار أتاتورك الدولي في إسطنبول تعتبر من أرقى وأغنى مناطق المدينة، إلا أن البازار الذي يقام فيها أسبوعياً يتميز بأسعاره المناسبة وبيع الملابس من الماركات العالمية إلى جانب التحف والأنتيكات المستخدمة التي قد يصل سعر القطعة منها إلى 500 دولار أمريكي.

كما أن هناك بازارات فريدة من نوعها في اسطنبول مثل: بازار سييرت المعروف أيضا «ببازار النساء» وتصنع النساء فيه بعض الأطعمة المحلية الغريبة، كما يشتهر بعض البازارات بالتخصص في بيع الأطعمة العضوية تماماً وتجتذب شرائح خاصة من المواطنين والسياح.

بازارات تاريخية

من جهة أخرى هناك بعض الأسواق الثابتة التي لا تتغير وتعمل في جميع أيام الأسبوع ولها أصل تاريخي في تركيا وعلى مستوى العالم أجمع، وأبرزها «البازار الكبير» أو السوق المسقوف في إسطنبول والذي يعج بالسياح يومياً على مدار الساعة.

وبني هذا السوق في عهد السلطان العثماني محمد الفاتح بين 1451 و1481م وقد سمي بالسوق المسقوف لأنه مغطى بشكل كامل، وفيه أكثر من 60 شارعاً فرعياً مسقوفاً تضم آلاف المحلات الصغيرة ويعد مركز النثريات المضيئة والهدايا اليدوية، ويعتبر من أقدم البازارات المسقوفة ومن ضمن الأشهر حالياً حول العالم.

والبازار المصري ويعرف أيضاً بـ«سوق التوابل» هو ثاني أكبر أسواق إسطنبول، ولقب بالمصري نسبة لاستيراد التوابل من الهند وآسيا إلى مصر قبل أن تصل إلى إسطنبول عبر السفن التي تـمـر بالبحـر المتوســط، وتباع فيه التوابل والمجففات والمكسرات والأعشاب والزيوت والحلويات.

وفي وسط إسطنبول التاريخية يقع «بازار الكتب» الذي تباع فيه الكتب والصحف والروايات بالعديد من اللغات، ويجمع بين الكتب الحديثة والقديمة، والكتب والروايات الجديدة والمستخدمة التي تباع بأسعار رخيصة وهناك من يعملون على تبديل الكتب بمقابل مادي صغير.

وفي منطقة بيشيكتاش في إسطنبول، يشتهر «بازار السمك» حيث تباع الأسماك والمأكولات البحرية ويضم مطاعم أسماك مشهورة تتميز بجلب الأسماك من بحر مرمرة بشكل سريع لتبقى طازجة.
كما يوجد في إسطنبول «بازار الورود» المتخصص في بيع الورود والشتلات وأشجار الزينة للمنازل والحدائق.
وهناك سوق النحاسين الذي يقع في منطقة بيازيد في مدينة اسطنبول وهو من الأسواق التاريخية التي يفضّلها السيّاح للحصول على القطع التذكارية التي تعطي انطباعاً عن ثقافة تركيا من خلال صناعاتها اليدوية القديمة.

بازارات مشهورة خارج إسطنبول

بازار بولو: ينظم هذا البازار في مدينة بولو، ويمتد على مساحة أكثر من ألف متر مربع، مع وجود أكثر من 600 من الباعة فيه، ومعظمهم من النساء اللاتي يجئن من القرى المجاورة. تجد في هذا البازار منتجات زراعية ممتازة ومنتجات الألبان، وجميع مستلزماتك. ويعتبر بمثابة بيت الأعشاب البرية الطبية والفطر البري.

بازار يالكافاك: يقع على بعد حوالي نصف ساعة بالسيارة خارج مدينة بودروم الساحلية، في قرية يالكافاك. وتفتتح أكشاك البازار كل يوم خميس منذ 43 عاما. تجد فيه جميع المنتجات التي تزرع في الحدائق المحلية للقرية، والفواكه والخضار الطازجة، والتوابل، وعددا لا يحصى من أصناف الزيتون. يحتوي البازار أيضا على أحذية بودروم المصنوعة يدويا وهي أيضا مشهورة جدا، في حين أن المنسوجات، مثل مفارش المائدة اليدوية والستائر تكون متاحة بكثرة فيه.

ماركات مقلدة

لا نبالغ إن قلنا إن أقسام الملابس والأحذية تتفوق على أقسام الخضار والفواكه والأطعمة في الكثير من الأسواق الشعبية، حيث ينتشر باعة الماركات العالمية المقلدة والمصنوعة محلياً أو مستورة بأسعار زهيدة لتلبية احتياجات محدودي الدخل الذين يقبلون على شراء الملابس من هذه البازارات بسبب أسعارها المناسبة.

كما تعرض الأحذية والإكسسوارات بأسعار مناسبة، ويشتري تجار صغار الملابس من المعارض الكبيرة في نهاية الموسم ويبيعونها في البازارات بأسعار أرخص، إلى جانب بعض الماركات العالمية التي تصل منتجاتها إلى البازارات في نهاية المواسم وتباع بأسعار أقل.

باعة الأطعمة والشاي

تفتح البازارات أبوابها في ساعة مبكرة جداً صباحاً، وعلى الفور ينتشر عشرات باعة الأطعمة والشاي في البازار لتلبية احتياجات الباعة الآخرين والمتسوقين، حيث يباع الشاي التركي بشكل متنقل، وتجد باعة الكعك التركي الشهير «السميت» في كل زاوية في البازار.

وتعتبر الـ»جوزليمي» وهي فطيرة محشوة بالجبنة أو البطاطا يتم طهيها مباشرة على «الصاج» من أشهر المأكولات في البازارات، حيث تنتشر سيدات قرويات من كبار السن لبيـــعها للمتـــسوقين والعاملين في البـــازارات بأسعار مناسبة وطـعم قروي مميز يشتهيه الأتراك أثناء تجولهم في البازارات.

القدس العربي

رابط مختصر

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.