نشر موقع المونيتور الأمريكي، تقريرا للصحفي التركي، سميح إيديز، ذكر فيه أن جميع الدلائل الصادرة من أنقرة تشير إلى عملية عسكرية سيشنها الجيش التركي في شمال سوريا، ولكن توقيت هذه العملية لم يتحدد بعد، نظرا للموقفين الأمريكي والروسي.
وقال إيديز إن التصريح الأخير للرئيس أردوغان في مدينة ملاطيا، يشير إلى أن عملية تركيا قد تكون وشيكة ضد المجموعات في شمال سوريا، العاملة تحت راية وحدات حماية الشعب، وإن تعزيز القوات التركية على طول الحدود السورية يؤكد ذلك أيضا. ويبدو أن الأمر يتعلق بمسألة متى ستبدأ هذه العملية، التي تقول التقارير الصحفية إنه سيطلق عليها اسم “سيف الفرات”.
ومن الدلائل على قرب انطلاق هذه العملية أن خطاب الرئيس أردوغان في ملاطيا جاء بعد تعديل كبير في تشكيلة قيادة الجيش التركي. وستكون المهمة الأولى للقيادة البرية والجوية والبحرية الجديدة عملية عسكرية في شمال سوريا.
ويشير إيديز إلى أن مخاوف تركيا من المخططات الأمريكية والروسية في شمال سوريا هو ما يدفعها إلى شن عملية عسكرية. وينقل عن المراقب التركي دينيز زيريك قوله في مقال بصحيفة حرييت “عندما يقول الرئيس إن القضية فى سوريا تجاوزت كثيرا حدود مكافحة منظمة إرهابية، فإنه يشير إلى الخطط الروسية والأمريكية لمستقبل سوريا”.
تفتح روسيا وأمريكا قاعدة جديدة في سوريا كل يوم. ويتوقع أن تكون مناطق الحكم الذاتي للأكراد في مسوداتهم للدستور السوري، فضلا عن جهود وحدات حماية الشعب لتغيير الديموغرافيا في الأراضي التي استولت عليها.
وأضاف أن تركيا راقبت بغضب الولايات المتحدة وهي تقدم الذخيرة والسلاح لوحدات حماية الشعب. وترفض واشنطن مثل موسكو إدراج وحدات حماية الشعب كمنظمة إرهابية. كما ادعى تقرير اخباري تركي حديث، استنادا إلى تسريب من مصادر حكومية، أن واشنطن قدمت دبابات لوحدات حماية الشعب. ونفت السفارة الأمريكية في أنقرة فى وقت لاحق هذا الادعاء.
وينوه إيديز إلى أن أنقرة تدرك أن توغلا جديدا في سوريا يستهدف وحدات حماية الشعب من المرجح أن يواجه بغضب من الولايات المتحدة وروسيا. وقد أعربت واشنطن وموسكو رسميا عن استيائها فى الماضي عندما وجه الجيش التركي ضربات لوحدات حماية الشعب.
وهُرِعت روسيا لحماية وحدات حماية الشعب فى وقت سابق من هذا العام فى مدينة عفرين التي يسيطر عليها الأكراد بالقرب من الحدود التركية، عندما أشارت أنقرة إلى أنها تستعد للتحرك فى تلك المدينة. كما عارضت واشنطن هذه الخطوة من جانب تركيا على أساس أنها ستقوض الهجوم المخطط له ضد معقل تنظيم الدولة “داعش” في الرقة، وهو جهد كان من المقرر أن يقوده مقاتلو وحدات حماية الشعب على الأرض.
ويلفت الكاتب إلى التقارير التي تتحدث عن احتمال حدوث مبادلة بين أنقرة وموسكو بشأن عفرين التي يسيطر عليها الأكراد ومدينة إدلب التي تشهد مواجهات بين جماعات مسلحة. وإذا نجح هذا السيناريو، وإن كان مستبعدا، فقد يخفف حدة التوتر في شمال سوريا ويؤخر التوغل التركي.
والخطر بالنسبة لأنقرة هو أن عملية تركية لا تحظى بتأييد أمريكا وروسيا يمكن أن تزيد من إضعاف يدها في المحادثات السورية. ومع ذلك، يبدو أردوغان حريصا عليها.
ويشير الكاتب إلى أن سيف الفرات ستبني على عملية درع الفرات التي كانت ظاهريا ضد داعش. بيد أن أنقرة أوضحت أن جميع المنظمات الإرهابية مستهدفة بما فيها وحدات حماية الشعب. بيد أن تحقيق أهداف درع الفرات استغرق وقتا أطول لاستكمال ما كان مخططا له، ومن هنا تأتي صعوبة العملية القادمة في ظل الدعم الأمريكي الروسي للميليشيات الكردية.
وفيما يتعلق بحجم العملية المقبلة التي ستكون امتدادا لدرع الفرات يرى الجنرال المتقاعد في الجيش التركي، نعيم بابور أوغلو،أن الهدف من العملية التركية المقبلة سيقتصر على إنشاء منطقة أمنية على طول الحدود التركية. ولن يكون من أهدافها انتزاع عفرين من وحدات حماية الشعب.
وأضاف أوغلو أن التوغل الكبير قد يترك تركيا متورطة فى خسائر كبيرة فى أماكن مثل عفرين وإدلب، ومن غير المحتمل أن يحدث ذلك.
وختم الكاتب تقريره بأن المسؤولين في أنقرة يدركون إن عملية درع الفرات كانت أصعب مما كان متوقعا بكثير، وقد نجحت في النهاية لأن تركيا كانت تحارب تنظيم الدولة “داعش” وحظيت بدعم واشنطن وموسكو. وقد تبخر هذا الدعم فور تحول تركيا إلى وحدات حماية الشعب. وسوف تكون سيف الفرات أشد صعوبة ما دامت وحدات حماية الشعب تتمتع بدعم واشنطن وموسكو.
المصدر : https://arab-turkey.net/?p=23559