رغم حظوظ نظام الأسد في الخارطة العسكرية على الأرض في سوريا بفضل الميليشيات الإيرانية وروسيا إلا أن الرؤية الدولية لواقع بشار الأسد يكاد يكون سلبياً، ولا سيما في قدرة النظام على مواصلة إحكام السيطرة على المناطق التي يسيطرة عليها على المدى البعيد، إضافة إلى أن جزءاً كبيراً من الشعب يكره هذا النظام ويفضل الثوار، وأن علاقة أوروبا مع نظام الأسد ستبقى باردة جداً، لكونه القاتل والمسؤول عن القتل الجماعي.
من شبه المستحيل بقاء الأسد يحكم قبضته على المدى البعيد
الخبير الألماني بشؤون الشرق الأوسط (غيدو شتاينبرغ)، في مقابلة مع DW الألمانية، يرى أنه من شبه المستحيل بقاء بشار الأسد يحكم قبضته على المناطق الواقعة تحت سيطرته، وأن الأحداث في البلاد تؤكد أن سوريا هي عنوان على محاولة روسيا الظهور من جديد كقوة عظمى، في وقت يوجد فيه تصعيد للصراع بين الولايات المتحدة وروسيا، والذي يشل بدوره مجلس الأمن والأمم المتحدة بشأن قضية سوريا.
العجز الأوروبي
وينتقل (شتاينبرغ) لموقف أوروبا مما يجري بسوريا بقوله “أعتقد جازماً أن الكثير من الأوروبيين كانوا على استعداد للقيام بشيء ما في سوريا ولكن على رأس الفشل الأوروبي، يقف قبل كل شيء إدراك العجز في تحليل ما يجري في سوريا.
لقد كان واضحاً في عام 2011 أن الأسد، بغض النظر عمَّا كان يفعله، يحظى بدعم جزء كبير من السكان، ليس لأنهم يحبونه، ولكن لأنهم يخشون البديل. وهذه مسألة لم يرها الأوروبيون أوالأمريكيون. فقد كانوا يعتقدون أن هذا النظام سيطاح به من قبل شعبه. وعندما لم يحدث ذلك، وازداد الضغط لكي يتحركوا بسبب جرائم نظام الأسد، وقفوا فجأة أمام خيارين اثنين: هل نتدخل عسكرياً أم نبقى مع الخط الحالي؟، لقد اختاروا البديل الثاني. وأرى أن المشكلة تكمن في التناقض بين الخطاب وما تم القيام به فعلياً، أما أنا فأجد أن قرار عدم التدخل عسكريا، قرار صائبٌ”.
هل ربح الأسد الحرب؟
يجيب (شتاينبرغ) بـ لا “لم يربح الأسد الحرب” لكنه بالتأكيد في موقف أقوى مما كان عليه في أي وقت مضى منذ بداية عام 2012، إذ يعتبر أنه رغم سيطرة النظام على حلب والتي يسميها “سيطرة جزئية”، إلا أن لدى النظام مشكلة أساسية وهي نقص موارده البشرية، فهناك سببان لقوة موقفه الحالي، الأول روسيا، والثاني هو إيران، ولكن السؤال الكبير هو ما إذا كان هذا الدعم يكفي الآن لاستعادة الأجزاء المتبقية من البلاد التي يسيطر تقع خارج سيطرته وأعتقد أن ذلك سيكون صعباً، بالإضافة إلى ذلك، سيكون السؤال حول ما إذا كان يمكنه الاحتفاظ بالأراضي التي يسيطر عليها، وهذا يكون لا يكون ممكناً على المدى البعيد، ولهذا أعتقد أن البلد لن يصبح مستقراً بأي حال من الأحوال.
مستقبل سوريا ؟
ينظر (شتاينبرغ) أولاً وقبل كل شيء، إلى أن جزءاً كبيراً من الشعب يكره هذا النظام ويفضل الثوار، ولذلك فهو يعتقد أنه ستظل هناك مقاومة عسكرية، بسبب وجود عدد كبير جداً من سكان المناطق الريفية سنيين، ويريدون الإطاحة بالنظام، وأنه من الصعب إعادة السيطرة على المناطق الكردية من جديد، ولا سيما ان هناك خطراً في أن تتدخل تركيا عسكرياً، ولا يمكن لنظام الأسد تحقيق النجاحات إلا إذا استمر في الحصول على دعم روسي كبير وقبل كل شيء الدعم الإيراني واللبناني.
لماذا سحب بوتين جزء من قواته؟
يعتقد (شتاينبرغ) أن هناك أسباب سياسية محلية، لكنه توقع أن يواصل الروس بذل كل ما في وسعهم لجعل موقف الأسد أكثر استقراراً، مردفاً أن إمكان السيطرة على المناطق أو الحفاظ عليها فهذا يعتمد على المليشيات، وإيران هي المسؤولة عن التزويد بتلك المليشيات.
إعادة اللاجئين إلى سوريا
أعتقد أن مجرد مناقشة ذلك يمثل لحظة شديدة التعقيد، فأساس هذا النقاش هو وجود انطباع أن الحرب قد انتهت، وهو ما لم يحدث، فالحرب تدخل مرحلة جديدة، تنخفض فيها وتيرة القتال، لكن معظم اللاجئين يأتون من المناطق، التي كان تواجد الثوار فيها قوياً، وقد أصبحوا ضحايا لسياسة الأسد الرامية إلى التهجير، وسيكون من الخطر أن يجبر اللاجؤون على العودة إلى هذه المناطق، أنا لا أعرف كيف يجب القيام بذلك، مادام الأسد ما يزال في السلطة، كما يجب توقع أن الأسد لا يحبذ استرجاعهم، ومن هنا فهذا نقاش زائف.
علاقة أوروبا بالأسد
ويعتقد الخبير الألماني أن علاقة أوروبا مع نظام الأسد ستبقى باردة جداً، لأن الأسد هو القاتل والمسؤول عن القتل الجماعي، الذي استخدم فيه الأسلحة الكيميائية وغيرها من الوسائل للقيام بحملات تهجير واسعة النطاق ضد شعبه، مستبعداً أن يعود الأوروبيين إلى علاقة كاملة معه، مردفاً أنه يمكن أن نرى في الوقت الحالي الكثيرين، بما في ذلك بلدان أوروبية، يستكشفون الوضع، كما سبق أيضاً في السنوات الأخيرة وجود اتصالات فيما بينهم في مجال مكافحة الإرهاب.
هل نقل الأسد الإرهاب إلى بلده؟
هذا هو بالفعل.. الأسد دعم عمداً هذه الظاهرة لجعل حجته الخاصة تبدو أكثر مصداقية، بأن الثوار هم بدون استثناء إرهابيون، ويبدو أيضاً أنه كان قد أبرم عدة اتفاقات للتهدئة مع تنظيم داعش في بعض المناطق، لكن وكالات الاستخبارات الغربية تتعامل دائما بشكل براغماتي في مثل هذه القضايا، بمعنى إنه إذا كانت هناك من خلال ذلك إمكانية لانقاذ أرواح في أوروبا من خلال التحدث مع عملاء المخابرات السورية، فإنها تفعل ذلك، ومع ذلك أود أن أقول إن وزن جرائم نظام الأسد ثقيل للغاية، لدرجة أنه لا ينبغي أن يحدث تطبيع سياسي معه – حتى بالنظر إلى قضية اللاجئين.
أورينت
المصدر : https://arab-turkey.net/?p=36894
حمدومنذ 7 سنوات
نحن وكثيرا من المهجرين لانستطيع العودة إلي سوريا مادام نظام الأسد هو الحاكم حتى ولو انتهت الحرب لاننا لانامن على أرواحنا من هذا النظام