هاجمت المعارضة السورية مؤتمر سوتشي الذي ترعاه روسيا في 29 و30 من الشهر الجاري، معتبرة أن الذهاب إلى سوتشي بمثابة خيانة بعد أن وضعت موسكو الموافقة على بقاء بشار الأسد شرطاً للمشاركة في الوقت الذي تسعى أطراف من الائتلاف إلى تجاوز قرار الأمانة العامة والذهاب إلى المؤتمر.
وبحسب مصادر «البيان» فإن وفد الهيئة العليا للمفاوضات، يبحث في الرياض نتائج الجولة الثامنة من مشاورات جنيف وإعادة تقييم هذه الجولة وماذا سيتم العمل عليه في الجولة القادمة التي حددها المبعوث الأممي للأزمة السورية ستيفان دي ميستورا الشهر القادم.
وقالت مصادر مطلعة في الهيئة العليا للمفاوضات لـ «البيان»، إن المعارضة تبحث خيارات المشاركة في سوتشي الذي لا يبدو أنه مطروح على الطاولة، إلا أنها لم تحصل على تفاصيل هذا المؤتمر، خصوصاً بعد أن اشترط الكسندر لافرونتيف المبعوث الخاص للرئيس الروسي فلاديمير بوتين إنه لا يمكن طلب رحيل الأسد في مشاورات سوتشي، الأمر الذي دفع المعارضة إلى التجييش ضد المؤتمر.
وقال رئيس إعلان دمشق المعارض سمير نشار، إن من يذهب إلى مؤتمر سوتشي لن يستطيع بعد ذلك اعتبار نفسه من المعارضة، خصوصاً بعد أن اشترطت روسيا عدم الحديث عن ذهاب الأسد. وأضاف إن كل من يشارك في هذا المؤتمر المشبوه لن يكون من الآن فصاعداً محسوباً على المعارضة.
أما رئيس المجلس الوطني السابق د. عبد الباسط سيدا، فرأى أن القسم الأكبر من هؤلاء المعارضين يدرك أن لقاء سوتشي سيكون مجرد تجمع كرنفالي، يجمع بين شبيحة النظام وأنصاره الرماديين، ومجموعة أخرى من اللاأدريين والباحثين عن موقع ما.
وأضاف أن روسيا تسعى مجددًا، سواء عبر الضغط على المندوب الدولي دي ميستورا أم على المعارضة، لتمرير هرطقة مناقشة الدستور مع النظام بقصد إجراء تعديلات شكلية، طالما بقيت المنظومة الأمنية-العسكرية على حالها. وكشفت وكالة الأنباء الألمانية أن ضباطاً من الجيش الروسي حددوا خلال اجتماع عقد منذ أيام في محافظة القنيطرة جنوب سوريا مهمة المرشحين للمشاركة في المؤتمر، ونقلت عن مصادر في محافظة القنيطرة أن الضباط الروس عقدوا اجتماعاً مع المسؤولين في المحافظة والمرشحين للمشاركة في مؤتمر سوتشي وحددوا لهم أن مهمتهم التركيز على نقطتين فقط، هما التأكيد على وحدة التراب السوري، والتمسك بالرئيس بشار الأسد رئيساً.
المصدر : https://arab-turkey.net/?p=37082