نعيم مصطفى / خاص تركيا بالعربي
لم أفاجأ عندما سمعت المسؤولين الروس والإيرانيين يطلبون من تركية الخروج من عفرين وتسليمها للنظام، أو الجلوس مع السفاح الأسد للتشاور معه بشأن المناطق التي حررتها تركية من الإرهاب، وهل إرهاب النظام أقل من ال(ب ك ك، وب ي د) ومن لف لفهما بل إنهما يتنافسان في ميدان الإرهاب والإجرام وسفك الدماء، فبئس هما وتباً لهما.
نعم لم أفاجأ، لأن سجل الدولتين المحكومتين من قبل مافيات هو سجل أسود وهما دولتان ضالعتان في تهديد السلم العالمي.
إنهما يطلبان من تركية أن تخرج من شمال سورية وهي الجارة التي لها صلات رحم مع كثير من الشعب السوري والتي لها حدود مشتركة مع سورية تمتد على مساحة أكثر من /900/ كم، والتي استقبلت ملايين السوريين الذين هجرهم النظام وروسية وإيران.
تركية التي يحق لها بالقانون الدولي – فضلاً عن رغبة الشعب السوري وترحيبه بدخولها – الولوج إلى عمق /30/كم، والدولتان الرومنسيتان البريئتان روسية وإيران اللتان قطعتا البحار والفيافي للوصول إلى نفط وغاز سورية لسرقته ونهبه، وقد أوغلتا في الدم السوري وقتلتا عشرات الآلاف من الأطفال والنساء والرجال، دون أي رادع أخلاقي أو إنساني، تخرجان لسانهما كالأفعى، لتبثا المواعظ والنصائح في أذن تركية أن اخرجي.
إعلان
يشهد أعداء تركية قبل أصدقائها بأنها حيدت المسلحين الإرهابيين دون المساس بأي شخص مدني ودون المساس بالبنيان، والصور التي جاءت عبرا لأقمار الاصطناعية خير دليل على ما نذهب إليه، وهي التي تُتهم – من قبل الدولتين المذكورتين – بأنها محتلة للأراضي السورية.
وهل روسية وإيران هما المتحدثتان بلسان السوريين أم أنهما المحتلتان الحقيقيتان لذلك رأتا من واجبهما واختصاصهما الذود عن حياض دولتهما الجديدة سورية.
إن ملايين السوريين ينظرون إلى الدولتين المذكورتين نظرة المستعمر والمحتل وكل الوقائع تدل على صوابية هذه النظرة، لأنهما قد عاثا فساداً وإجراماً لا يمكن وصفه، وبالمقابل فإنهم ينظرون إلى تركية بحكم القرب والجوار والدين بأنها المنقذة والداعمة والمحبة للسوريين.
إعلان
وإن ما يثير السخرية من تلكما الدولتين هي الذرائع التي تسوقانها فهما يقولان إن وجودهما شرعي لأن النظام قد استدعاهما.
ويا ليت شعري، متى كان النظام شرعي؟!
أولاً – إن النظام السوري استولى على السلطة بالتوريث وليس بالانتخاب ويحكم سورية منذ خمسين سنة بطريقة المالك لمزرعة وبأسلوب العصابات.
إعلان
وثانياً – منذ اندلاع الثورة عام /2011/ كل دول العالم ومجلس الأمن قالوا عن النظام إنه فاقد الشرعية ولم يمنحه هذه الشرعية إلا من يحكم على شاكلته وهما روسية وإيران، ومن ثم فإن وجودهما غير شرعي بل هو احتلال تام الأوصاف ويجب طردهما والتخلص منهما إن عاجلاً أم آجلاً، ولا يوجد أي قاسم مشترك بين الشعب السوري وتلكما الدولتين، فروسية دولة قمعية لها خلفية شيوعية تحارب الديمقراطية ومنظمات حقوق الإنسان وتحكم شعبها بالحديد والنار، وكذلكم إيران دولة دينية تُحكم بولاية الفقيه التي تهدف إلى نشر مذهبهم عبر العالم كله.
أما تركية فإن ما يجمعها مع سورية التاريخ والجغرافية والحاضر والماضي، ولا يرفضها إلا من كانت أصوله غير سورية.
حقاً إن الحديث الشريف القائل: ” إذا لم تستحِ فاصنع ما شئت”
ينطبق على الدولتين المارقتين روسية وإيران.