نعيم مصطفى / خاص تركيا بالعربي
شهدت الانتخابات التركية منذ أيام قليلة زخماً كبيراً واهتماماً واسعاً على مستوى العالم بأسره و أسفرت عن فوز الرئيس رجب أرودغان فوزاً ساحقاً على منافسيه، فقد كان أقربهم إليه على مسافة عشرة ملايين صوتاً، وقد سبقت هذه الانتخابات أجواء ومناخاً مشحوناً من الداخل والخارج وحاول الجميع إسقاط أرودغان وحزبه بكل الوسائل المشروعة وغير المشروعة، حيث تدفقت الأموال المسمومة والتي تزيد عن أحد عشر ملياراً من دول تناصب العداء لأ وردغان وحزبه كي يلووا ذراع أرودغان وحزبه بل كي يدمروه ويتخلصوا منه، فكل حر شريف مسلم مستقل بقراره يجب على العالم بأسره أن يتخلص منه ويستبدله برجل كراكوز هزيل خائن لوطنه وشعبه والأمة الإسلامية على هذه الشاكلة أصبحت السياسة تُدار.
ونحن إذا ما تفهمنا موقف دول أمريكا والغرب وإسرائيل والعرب المتصهينين وأسباب كراهيتهم وعدائهم لأرود غان وحزبه، التي لم تعد خافية على أحد، فإننا نستغرب من المعارضة التركية في الداخل والتي تتناغم وتتقاطع مع الأجندة الخارجية.
لو نظرنا بدقة إلى ما طرحته المعارضة من برامج وإلى سلة المثالب والعيوب التي أسقطتها على حكم أرودغان لوجدنا بعضها مثير للسخرية والضحك، كاتهامه بالسعي لإنجاز مشاريع خيالية، واتهامه بالإسراف على المشاريع وينبغي تقليم أظافر تلك المشاريع وتلك الأبنية والجسور والمصانع الشامخة…. وبعضها مرتبط ومتطابق مع الرؤية الغربية.
فقد صبت الصحف الغربية – قبيل الانتخابات بقليل- جام غضبها على أرودغان، وكانت العناوين الرئيسة حول تركية وكلها افتراء وحسد وحقد وخوف من العملاق والتنين التركي الذي تحرر من عبوديتهم واستغنى عن خدماتهم وسلعهم وأسلحتهم وبنى دولة تضاهي الدول التي تتصدر الصفوف الأولى في العالم، في تطورها وتقدمها، لذلك نجد عناوين مقالات الصفحات الأولى من الصحف والمواقع على هذا النسق ” أرودغان الديكتاتور”، و” أرودغان يسعى إلى أسلمة أوربة”…
ولا غرو في ذلك ولا عجب ولكن العجب العجاب أن يحاكي هذه الأقوال وهذه المؤامرات على أرودغان وتركية، رجل من المعارضة بل هو زعيم أكبر حزب وهو كمال كليشدار حيث صرّح قائلاً:
إنه لن يهنئ الرئيس الطيب على فوزه في الانتخابات واصفاً إياه ب “الديكتاتور” وبأنه يدير نظام الرجل الواحد.
وفي تصريح آخر نقلته وكالة سانا السورية التابعة للنظام الأسدي السفاح اعتبر فيه كليشدار تدخل تركية في سورية هو دعم للإرهاب، وهذا إن دلّ على شيء يدل على أنه لا يمانع من التحالف مع أعداء الوطن بل مع الشيطان من أجل إسقاط تركية القوية.
يبدو أن كليشدار يؤرقه ما وصلت إليه تركية من تطور وتقدم عزّ نظيره ويتوق لأن تتقهقر الحكومة التركية القوية وتعود إلى ما قبل عام/2002/ حيث كانت دولة منهكة معزولة ضعيفة منكفئة على نفسها، فتصريحاته متناقضة وهزيلة ولا تدل على أن صاحبها رجل دولة بحجم تركية، فهو من ناحية يصف أرودغان بالديكتاتور، ومن ناحية أخرى يؤيد أكبر ديكتاتور وسفاح على وجه الأرض وهو بشار الأسد ويصف الشعب السوري الذي انتفض لإقامة نظام حر ديمقراطي على غرار تركية على أنه إرهابي، يا للحماقة على هذه التصريحات وعلى هذه الرؤية المضطربة والمريضة.
وفي النهاية لا بد من يقظة الحكومة التركية المنتخبة من الحذر الشديد، لأنه كلما زادت نجاحاتها كلما زاد أعداؤها وخصومها.
المصدر : https://arab-turkey.net/?p=59838